أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الثلاثاء، أنه من “الأهمية القصوى” أن تعزز أوروبا مكانتها الدبلوماسية في الشؤون الدولية لافتة الى ضرورة التحكم بمصيرها في مرحلة رئاسة دونالد ترامب الأمريكية.
ويأتي هذا الموقف بعد يومين على تصريحها بعد قمة صعبة لمجموعة السبع الكبار أن الأوروبيين لم يعد بإمكانهم الاعتماد بالكامل على الولايات المتحدة تحت رئاسة ترامب.
وفي السابق شددت ميركل، على غرار غيرها من القادة الأوروبيين، على ضرورة تثبيت الاتحاد الأوروبي موقعه على الساحة الدولية لتعزيز الدفاع عن مصالحه.
ومؤخرا كررت برلين التشديد على هذا الهدف ورفعت النبرة إزاء ترامب، خصوصا بعد رفضه الإفصاح إن كان سيلتزم باتفاقية باريس للمناخ.
وكان وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريال قد عبر عن موقف حاد، أمس الإثنين، إزاء الرئيس الأمريكي مؤكدا أن “أي شخص يعمل على تسريع التغير المناخي من خلال إضعاف حماية البيئة، ويبيع المزيد من الأسلحة في مناطق النزاع، ولا يرغب في حل النزاعات الدينية سياسيا، يعرض السلام في أوروبا للخطر”.
وأضاف أن “سياسات الحكومة الأمريكية قصيرة النظر تلحق أضرارا بمصالح الاتحاد الأوروبي” مضيفا أن “الغرب أصبح أصغر وأضعف”.
لكن هذا التوتر بين البلدين ليس مستجدا، فمنذ يوم انتخاب ترامب نبهته المستشارة الألمانية إلى ضرورة التزام قيم الديموقراطيات الغربية، بعد حملة انتخابية تخللتها الهفوات ونقاط الجدل.
أما الرئيس الأمريكي فلم يتردد في مهاجمة ألمانيا، قبل انتخابه وبعده. إذ انتقد ألمانيا، اليوم الثلاثاء، بسبب مستويات الفائض التجاري والإنفاق العسكري بعد يوم من تشكيك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف.
وكتب ترامب على موقع تويتر “لدينا عجز تجاري ضخم مع ألمانيا كما أنهم يدفعون أقل بكثير مما ينبغي لحلف شمال الأطلسي والجيش. هذا سيء جدا للولايات المتحدة وسيتغير”.
وتابع ترامب خطابه المناهض لتحرير التجارة متبنيا نبرة قاسية جدا إزاء الفائض التجاري الألماني مهددا بفرض ضرائب جمركية انتقاما. كما اتهم برلين بأنها مدينة للحلف الاطلسي والولايات المتحدة “بمبالغ مالية طائلة”.