في المرة الأخيرة التي زار ميشال تامر، موطن والده الأصلي قرية «بتعبورة» شمال لبنان، في عام 2011، بناء على دعوة رئيس الجمهورية اللبناني الأسبق ميشال سليمان، توقع أهالي القرية لابن بلدهم الذي زارها أن يكون رئيسياً للبرازيل، رغم أنه وقتها كان نائباً للرئيس، وأطلقوا اسمه على أحد شوارعها.
ما توقعه أبناء قرية «بتبعورة»، تحقق اليوم الأربعاء، بعدما أدي «تامر» اليمين الدستورية، وأصبح رئيسا للبرازيل، بعد ساعات على إقالة الرئيسة ديلما روسيف، بتهمة إخفاء معلومات حول الحسابات العامة.
ميشيل تامر مواليد سبتمبر/أيلول 1940، هو الأبن الأصغر لـ 8 أبناء للمهاجر اللبناني الفقير، نخلة تامر الذي هاجر للبرازيل قبل 90 عاما، بناء على نصيحة شقيقه الذي سبقه للهجرة، وترك قريته الوادعة في شمال لبنان.
لم يكن هذا الرجل الذي أصبح الآن ابنه رئيس البرازيل الجديد، يعرف الكثير عن هذا العملاق الجغرافي الذي تزيد مساحته على ثمانية ملايين كيلومتر مربع.
ولكن تمكنت لعبة الأيام، والتعليم الجيد، لابن المهاجر «ميشيل تامر» أن يتقلد المسؤولية عن أهم دول العلم، وبعد حصوله على كلية الحقوق، أكمل تعليمه ما بعد الجامعي، ليحصل على درجة الدكتوراه في القانون من البابوية الكاثوليكية جامعة دي ساو باولو، شغل منصب المدعي العام للدولة ومرتين منصب وزير الدولة للأمن العام، وهو أستاذ للقانون الدستوري المرخصة فيPUC – SP، وقام بتأليف العديد من الكتب حول هذا الموضوع.
بدايته بريق اسمه في السياسية عندما تم اختياره عضوا في الجمعية التأسيسية الوطنية 1988، ثم خدم سابقا لمدة ست سنوات نائبا لولاية «ساو باولو» في مجلس النواب، وترأس الدائرة لفترة في الفترة 2009-2010. وقد سبق أن عين رئيسا للغرفة لمدة سنتين في عام 1997، ومرة أخرى في عام 1999.
وانتخِب رئيساً لمجلس النواب الفيدرالي البرازيلي ثلاث مرات. وفي عام 2011، انتخِب كنائب لرئيسة البرازيل ديلما روسيف. وهو ثاني سياسي من أصل لبناني يتولى هذا المنصب في البرازيل بعد خوسيه ماريا ألكمين.
وبعد تعليق مهمات رئيسة البرازيل ديلما روسيف مع بدء إجراء إقالتها أمام مجلس الشيوخ بتهم التلاعب بالحسابات العامة يتولى «تامر» نائبها السلطة إلى حين صدور الحكم النهائي لمجلس الشيوخ بحلول ستة أشهر، وهو الموعد الذي حل اليوم.
وعن حياة تامر الشخصية، تزوج تامر ثلاث مرات ورزق بخمسة أبناء خلال أربعين سنة. أما زوجته الحالية فهي ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر.
