تكتسب زيارة رئيس الحكومة اللبناني الجديد، نجيب ميقاتي، للعاصمة الفرنسية باريس، أهمية كبيرة، خاصة أنه التقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث جددت فرنسا تأكيدها على دعم لبنان.
وعقد الجانبان مؤتمرا صحفيا ظهر الجمعة، تمنى فيه الرئيس ماكرون لحكومة ميقاتي النجاح.
حزب الله
قال رامي الخليفة العلي، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة باريس، إن المجتمع الدولي يأمل أن تكون هناك حكومة لبنانية حيادية تبتعد عن سيطرة حزب الله، بحيث تعطي تطمينات إلى الدول العربية لدعم الوضع في البلاد.
وأضاف العلي، خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” على شاشة الغد، أنه لا يبدو أن هناك قدرة حقيقية على تجاوز الوضع الراهن في لبنان، موضحا أن لبنان يعيش حالة انقسام تحت سيطرة سلاح حزب الله.
استعادة العلاقات
ومن بيروت، يرى الباحث السياسي، أمين قمورية، أن وجود ميقاتي يفتح طاقة نحو استعادة العلاقات الدولية، التي كانت مفقودة تماما في السابق، موضحا أن هناك أجواء ما تساعد لكسر الحصار.
وأضاف قمورية، أنه من المتوقع أن يزور وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، لبنان قريبا، وربما يزور أيضا رئيس الوزراء الأردني، وهناك وعد باستعادة العلاقات مع تركيا.
وأشار قمورية إلى ضرورة سرعة التوجه لصندوق النقد والتفاوض لإجراء إصلاحات سريعة وشاملة، لافتا إلى أن الحكومة الجديدة لا تمثل فئة واحدة، وكل من فيها يمثل جهة سياسية.
وأعلن قصر الإليزيه، الجمعة، أنه خلال غداء العمل ناقش ماكرون وميقاتي، “التدابير والإصلاحات الواجب تطبيقها” في بيروت، “وكذلك جدولها الزمني”، كما تم التطرق إلى “دور فرنسا والأسرة الدولية لمواكبة نجيب ميقاتي وحكومته في تطبيق برنامج الإصلاحات هذا”.
وأعلن ميقاتي التزامه بتطبيق المبادرة الفرنسية، التي طرحها ماكرون في سبتمبر/أيلول 2020، وتنص على إصلاحات اقتصادية لقاء مساعدة دولية.
ويزور ميقاتي باريس بعد 5 أيام على منح مجلس النواب اللبناني الثقة لحكومته، التي تشكلت في 10 سبتمبر/أيلول بعد فراغ استمر 13 شهرا وفاقم الأزمة في البلد.
وتقع على عاتق الحكومة الجديدة مهمّات صعبة، أبرزها محاولة وقف الانهيار الاقتصادي، كما سيتعيّن عليها استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة المقرّرة في مايو/أيار من العام المقبل.
وأكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، الجمعة، أن تحديات داخلية ودولية كبيرة تنتظر الحكومة اللبنانية الجديدة لتنال ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولي، بعد أن نالت ثقة البرلمان اللبناني.
وقال عون، في كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76 عبر الفيديو كونفرانس، إن لبنان دخل مرحلة جديدة، و”نسعى لتكون خطوة واعدة على طريق النهوض”.
