ناج من انفجار مرفأ بيروت يرى 4 أغسطس في كل يوم ويسعى لمغادرة لبنان
توقف الزمن عند يوم الرابع من أغسطس/ آب 2020 بالنسبة للبناني شادي رزق، أحد الناجين من انفجار مرفأ بيروت عندما انفجرت كمية هائلة من نترات الأمونيوم في ميناء العاصمة اللبنانية قبالة مكتبه.
وقال الرجل البالغ عمره 36 عاما “هادي السنة قطعت بلحظات كتير سريعة، يعني ما بتحس إنه قطع سنة، ما بعرف يمكن تحس يعني أيام معدودة أو لحظات، يعني غمض عين، فتح عين، صرنا سنة من الانفجار، الزمن توقف بشكل تام. يعني كل يوم 4 أغسطس، كل يوم، كل يوم. كل يوم بتذكر الانفجار أو بتذكر شو صار بهذا النهار البشع”.
وتسبب الانفجار الضخم في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الألوف وتدمير أجزاء كبيرة من المدينة.
وكان رزق في المكتب حيث يعمل بشركة لتقديم خدمة الإنترنت وكان يصور الدخان المتصاعد من انفجار أولي في الميناء حين وقع الانفجار الثاني.
واحتاج علاج رزق إلى 350 غرزة في أنحاء جسده ووجهه كما أُصيب بإعاقة بصرية جزئية جراء الانفجار.
وبعد أن نجا من تجربة الاقتراب من الموت، يعتبر رزق يوم 4 أغسطس/ آب يوم ولادته مجددا ويريد الآن مواصلة هذا الفصل الجديد من حياته بعيدا عن لبنان.
وقال رزق “لا أشعر بأمان ببلدي، من شان هيك بدي أفل (أغادر)، بدي أفل، وهدا أصعب قرار بآخده بحياتي”.
وتقدم الآن بطلب للهجرة إلى كندا ويخطط ليكون هناك بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
في ذات الوقت ما زال يعيش في منزل عائلته في إحدى ضواحي بيروت المطلة على المرفأ مما يجعله يتذكر يوميا تجربته المؤلمة.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الأول للانفجار، يوم الأربعاء، يقول رزق إن “غضبه الداخلي” يتزايد بسبب توقف التحقيق في الانفجار. وهو واحد من العديد من اللبنانيين الغاضبين من غياب المحاسبة بعد مرور عام على الواقعة.
وأضاف رزق “بعد ما حدا لقط (لم يُلق القبض على أحد)، بعد ما حدا استقال، بعد فات على الحبس، بعدها ما بانت الحقيقة اللي كانوا واعدينا فيها إنه بتطلع الحقيقة بعشرة أيام أو خمسة أيام أو ما أدري شو”.
وما زال طبيب رزق يستخرج الزجاج من جسده. ورغم أن العديد من ندباته عولجت الآن فأنه ما زال يتعافى جسديا ونفسيا.
وقال رزق، بينما يقف في الشارع الذي يقع به مكتبه المدمر المواجه لصوامع الميناء المحطمة، “الندوب الداخلية هي الأبشع، يعني يمكن جسديا راح أصح بعدين، بس نفسيا ما بعرف أي وقت بأصح”.
ولم يحسم رزق بعد خططه ليوم الذكرى السنوية للانفجار يوم الأربعاء. فهو يخشى أن يعيد ذلك ذكريات “الوجع اللي كان ما إنه طبيعي” لكنه على يقين من أنه يريد التواجد في الشوارع القريبة من الميناء للتعبير عن غضبه.