أفاد مراسلنا من موسكو بأن روسيا رسمت خطاً أحمر في مسألة التدخل في شؤونها الداخلية، إذ استدعت الخارجية الروسية السفير الأمريكي، وسلمته مذكرة وصفت بأنها “شديدة اللهجة” احتجاجا على التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية الروسية.
وأضاف أن نائب وزير الخارجية الروسية دعا السفير الأمريكي إلى ضرورة احترام القوانين في روسيا واحترام الأعراف الدبلوماسية، ونقل له رسالة السلطات الروسية بأن ما فعلته السفارة الأمريكية عبر نشرها خرائط ومسالك تشير إلى اتجاه حركة المحتجين وأنصار المعارض الروسي، أليكسي نافالني، هو أمر يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية ومع القوانين الروسية.
ووصفت موسكو هذا الأمر بالتدخل السافر في الشأن الداخلي الروسي.
وأضافت الخارجية الروسية أن شركات الإنترنت الأمريكية نشرت معلومات كاذبة حول عدد المحتجين في المظاهرات وأن موسكو سترد على هذه المعلومات.
وتابع مراسلنا أن رسالة الاحتجاج التي بعثت بها الخارجية الروسية لواشنطن تبدو أيضا أنها موجهة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يلوح بمجموعة من العقوبات الاقتصادية والسياسية بسبب قضية نافالني.
ولفت إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، علق على احتجاجات أنصار نافالني وأوضح أن الدستور يكفل حق الاحتجاج للمواطنين في إطار قانوني، في إشارة إلى أن الاحتجاجات كانت غير قانونية.
وكان نافالني هو الذي دعا أنصاره إلى الاحتجاج، ما يُعد في القانون الروسي جُرما إضافيا لسجل المعارض، وشددت موسكو على أن تعاملها مع القضية يتم في إطار القانون الروسي، وأنه شأن داخلي بحت.
فيما أفاد مراسلنا من برلين بأن وزير الخارجية الألماني وقبيل اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي، أكد أن الحكومة الألمانية، ومنذ اعتقال نافالني، طالبت السلطات الروسية بضرورة الإفراج عنه، وأكد أن ألمانيا تتعجب من اعتقال السلطات الروسية أكثر من 3 آلاف متظاهر، تصفهم ألمانيا بأنهم متظاهرون سلميون، وطالبت بالإفراج عنهم كذلك.
ولفت إلى أن أوروبا قد تتخذ المزيد من الإجراءات ضد موسكو، حيث يدور حديث عن مبعوث أوروبي إلى موسكو لبحث هذا الأمر.
