نشرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، ملفا حول العلاقات التركية الأوروبية في ظل سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحت عنوان «السلطان العدواني يتحدى أوروبا».. وقالت الصحيفة: إن الرئيس التركي يرسم نهاية إلى وقت كان من السهل فيه عبور الجسر بين الشرق والغرب، وإنه بات من الوهم الآن أن تحلم أوروبا بتركيا ليبرالية وعلمانية وريثة أتاتورك وقناعاته العلمانية، فمشروع رجب طيب أردوغان العثماني الجديد هو مسار قومي وإسلامي واستبدادي بدأ يسلكه منذ عدة سنوات وهو تأكيد لطموحاته الإمبراطورية الجديدة حول البحر الأبيض المتوسط .
وأضافت «لوفيجارو»، إن أردوغان أصبح المشكلة الرئيسية للاتحاد الأوروبي من خلال ابتزازه بملف المهاجرين، وقتاله ضد القوات الكردية في سوريا المتحالفة مع التحالف الدولي المناهض لداعش، والتنقيب غير الشرعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، في المنطقة الاقتصادية لقبرص، وأسلوبه الاستبدادي في التعامل وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث والتي تضاعفت منذ محاولة الانقلاب في عام 2016.
وتابعت الصحيفة: إن معظم الإجراءات التي تتخذها تركيا تشكل مشكلة أمنية للقارة الأوروبية أو حتى تتعارض مع قيم الاتحاد من خلال تحويل كنيسة آيا صوفيا السابقة إلى مسجد، وهذا من أجل إحياء الماضي العثماني، ولإذكاء رغبة أردوغان في الانتقام بالهوية، وبهذا يكون الرئيس التركي قد وضع نهاية لوقت كان فيه من السهل عبور الجسر بين شرق وغرب..وعلق أحد الدبلوماسيين الفرنسيين على ذلك بقوله: «إن أردوغان يتخذ خطوة أخرى يمكنها أن تقودنا نحو حرب الحضارات والأديان».
حملة تطهير وليس حكما
وتناولت افتتاحية صحيفة «الجارديان» البريطانية، مرور عام على تولي رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مهام منصبه، بعنوان «السنة الأولى لبوريس جونسون: حملة تطهير وليس حكما»..وتقول الصحيفة: إن بوريس جونسون عندما أصبح رئيسا للوزراء قبل عام جعل أولويته الرئيسية واضحة على الفور. في صباح يوم 24 يوليو/ تموز 2019، قبل أن يتوجه إلى قصر باكنغهام للقاء الملكة، قام جونسون بأول مهامه، حيث قام بتعيين دومينيك كامينغز، أحد أبرز مهندسي حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، كمستشار رئيسي له.
وتضيف الصحيفة: إن تعيين كامينجز هو الفعل الرئيسي الذي يوضح السمات الرئيسية للعام الأول لجونسون في منصبه، فقد جاء «ليشن حملة تطهير» ضد كل الأطياف والأصوات المعارضة، أو حتى المخالفة في الرأي قليلا، سواء كان ذلك داخل حزب المحافظين أو البرلمان أو المعارضة. وإثر ذلك، دعا إلى انتخابات مبكرة، فاز بها بشكل مذهل بسبب المعارضة المنقسمة.
وتقول صحيفة «الجارديان»: إن حكومة جونسون في نهاية عامها الأول قد تقول إن أولوياتها شهدت تغييرا كبيرا بفعل وباء كورونا الذي طغى على الساحة، ولكن رغم أن الأولوية الرئيسية المعلنة للحكومة هي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن الأولوية غير المعلنة أمر مختلف عن ذلك، ألا وهو القضاء على كل صور المعارضة.
إن أولوية الحكومة تظل محاولة تهميش نصف الناخبين الذين عارضوها في عام 2016 وما بعده. إنها حكومة لا تسعى فقط إلى القضاء على أي صوت مؤيد لأوروبا، ولكن لتحويل المعارضة وكل أطر الحكم إلى دمية يحرك خيوطها جونسون.
واشنطن ـ بكين.. حرب باردة تكتمل عناصرها
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى التطور الأخير بين واشنطن وبكين، باعتباره شكلا جديدا من مظاهر حرب باردة بين البلدين تتكثف أكثر فأكثر. فقد طالت مجالات الدفاع والتجارة، والتكنولوجيا والإعلام، والدبلوماسية.
وأضافت الصحيفة: إن الإدارة الأمريكية قد تذهب أبعد، فهي تبحث فرض حظر شامل على السفر إليها للالاف من أعضاء الحزب الشيوعي واحتمال طرد أي عضو موجود حاليًا في البلاد. وهو إجراء من المحتمل أن يدعو إلى الانتقام من قبل بكين والعمل بالمثل ومنع السفر والإقامة الأمريكية في الصين.
بينما اعتبرت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية، أنه يتعين على الولايات المتحدة التراجعُ عن «طلب وقح» لإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن باعتباره يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ومعايير العلاقات الدولية..هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها واشنطن بتعمد التنمر على البعثات الدبلوماسية الصينية في الولايات المتحدة، فقد تم فرض قيودًا لا مبرر لها على هذه البعثات، و قامت بتفتيش الحقائب الدبلوماسية دون إذن..وتؤكد الصحيفة أن بكين قد تلجأ الى إجراءات مضادة شرعية وقوية لأنها تدافع عن مصالحها الوطنية.
الاستكشافات التركية في بحر إيجه تصعد التوتر مع اليونان
كتبت صحيفة «لوموند» الفرنسية: إن أنقرة أطلقت حملة مسح بحرية في المنطقة البحرية اليونانية، بدعم من سفن عسكرية تركية، وهذه العملية اعتبرتها أثينا استفزازًا جديدًا، وتحاول تعبئة المجتمع الدولي، فقبل ساعات فقط من أول دعوة للصلاة، في كنيسة آيا صوفيا باسطنبول، بعد أن تم تحويلها إلى مسجد من قبل الرئيس التركي، هذا الأخير أغضب مرة أخرى جاره اليوناني حين أعلنت أنقرة برسالة على نظام المعلومات البحرية الدولي Navtex، عزمها على إجراء تحليلات زلزالية حتى الثاني من شهر أغسطس/ آب، وبشكل غير رسمي للبحث عن الهيدروكربونات في الجنوب وفي الجنوب. شرق جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.
وتابعت الصحيفة: إن القرار التركي دفع البحرية اليونانية إلى الإعلان عن حالة التأهب، وبات حوالي 85٪ من الأسطول اليوناني موجود الآن في بحر إيجة جنوب سميرنا، وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، إن اليونان لن تتسامح مع أي انتهاك لحقوقها السيادية وستبذل كل ما في وسعها للدفاع عنها.
وأضافت صحيفة «لوموند»: إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أعرب عن أسفه لأن منطقة شرق المتوسط أصبحت حلبة الصراع بين القوى العالمية وخاصة تركيا وروسيا، في مواجهة الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال ميزانه قليلا في هذا النزاع.
نووي إيران: على أبواب الحسم
وتحت عنوان «موقف إيراني متراكب»، نشرت صحيفة «إزفيستيا» الروسية، مقالا حول النهاية القريبة لازدواجية الموقف من الصفقة النووية الإيرانية..وجاء في المقال: خطة العمل الشاملة المشتركة (الصفقة النووية) موجودة بالتأكيد. فقد تم التوقيع على الوثيقة في العام 2015 من قبل إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، ودعمها قرار مجلس الأمن رقم 2231.
ومن ناحية أخرى، أجبرت العقوبات الأمريكية معظم الشركات الأجنبية على التوقف عن التعاون مع إيران، فأوقفت تصدير النفط الإيراني، وألغت فعليا المكون الاقتصادي لخطة العمل الشاملة المشتركة بكامله.
أما مقاومة الأعضاء المتبقين في الصفقة (في المقام الأول الترويكا الأوروبية) للضغط الأمريكي فتمر أيضا من خلال موقف مزدوج. فمن جهة تم تطوير آلية منفصلة للتجارة مع إيران، معزولة عن النظام المالي الأمريكي؛ وفي الوقت نفسه، غادرت الشركات الأوروبية السوق الإيرانية بشكل جماعي، متجاهلة الشروط «الجزائية».
لهذه «الازدواجية الدولية» عيوب ومزايا. الميزة الرئيسية هي أنه طالما البنية ما زالت قائمة، فيمكن العودة إليها في أي وقت. ومن الأسهل أيضا إنهاء حرب غير معلنة والتظاهر بعدم حدوث أي شيء؛ أما السلبية فهي أن الموقف المزدوج يمكن أن ينتهي لمصلحة أحد الخيارين. فقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل تفضل ألغاء الصفقة.
الحدث الأهم الذي سيكون من المستحيل بعده استمرار ازدواجية الصفقة هو الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. فالمرشح الديمقراطي جوزيف بايدن أعلن أنه مستعد للعودة إلى الاتفاق الذي توصل إليه سلفه الديمقراطي. ولكن، لن تكون هذه العملية سهلة أيضا: لقد حدث الكثير خلال أربع السنوات، وإيران والولايات المتحدة بدورهما تغيرتا. لكن هذا الاحتمال لا يزال قائما.
وإذا ما أعيد انتخاب دونالد ترامب، فإن أربع سنوات أخرى من عدم اليقين لن تناسب أحدا. سيتعين على بريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين أن تختار بين تحدي الولايات المتحدة وبدء تفاعل اقتصادي واسع مع إيران، أو الاعتراف بموت خطة العمل الشاملة المشتركة، وبالتالي التعايش مع برنامج إيراني نووي غير مقيّد وشرق أوسط قابل للاشتعال.