تركزت اهتمامات الصحف العالمية، الصادرة اليوم الإثنين، على تحركات الصين لاشكيل نظام عالمي جديد، متعدد الأقطاب..إلى جانب رصد الصحف اتطورات الأحداث على الساحة الدولية، وأشارت إلى ما وصفته بـ «مسارح المواجهة الصينية- الأمريكية الخمسة».. وتقرير حول اللاجئين الروهينجا المنسيين: حياة بلا مستقبل.. وأزمة نظام التقاعد في فرنسا.
هل يجلب الشرق الأوسط الحظ للصين؟
وترى صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن الرهان على النظام العالمي الجديد ، هو أن الوصول إلى وضع القوة العالمية يتطلب قدرة على المبادرة في الشرق الأوسط، ليس فقط اقتصاديًا وعسكريًا بل دبلوماسيًا أيضًا. وهذا هو الدرس الذي تعلمه الرئيس الصيني «شي جين بينغ» بشكل واضح من خلال رعاية الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية.
- إن نجاح مثل هذه الوساطة ضروري جداً إذا كانت الاستثمارات الصينية الرئيسية في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي ستُترجم إلى تأثير سياسي عالمي.
«الوساطة» أداة قوة للصين في الشرق الأوسط
وحسب لوموند، فان «شي جين بينغ» شعر بالقوة الكافية لإضافة وساطة دبلوماسية إلى لوحة أدوات قوته في الشرق الأوسط. كما تزامن إعلان الاتفاق الإيراني السعودي مع التجديد له لولاية ثالثة كرئيس للدولة. وبعد أيام قليلة، أكدت بكين إجراء مناورات «حزام الأمان البحري 2023» في بحر العرب بمشاركة أساطيل إيران والصين وروسيا.
وإذا أدت الوساطة الصينية إلى رفع الحظر عن الانتخابات الرئاسية في لبنان، أو حتى إلى مفاوضات جوهرية أخيرًا في اليمن، فستثبت الصين أن الشرق الأوسط، بعيدًا عن كونه مصدرًا حتميًا للمشاكل، يمكن أن يصبح أيضًا مصدرًا لفرص توليد على نطاق عالمي. لا شيء مؤكد، لكن من الواضح أن شي جين بينغ اختار تجربة حظه.
مسارح المواجهة الصينية – الأمريكية الخمسة
وتشير صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، الى أن تايوان لطالما شكلت قضية مركزية للحزب الشيوعي، وتمثل آخر قطعة لتوحيد الصين، حسب مارك جوليان، رئيس أنشطة الصين في مركز آسيا في إيفري ، الذي يشير أيضا الى أن الرئيس الصيني الذي سيبلغ السبعين من عمره قريبًا، يعتزم تحقيق ذلك في حياته وضم الجزيرة.
جيل «الغواصات» في مواجهة النفوذ الصيني
وبالنسبة للولايات المتحدة، وفق الصحيفة الفرنسية، فإن الاتفاق مع كل من أستراليا وبريطانيا يهدف إلى تصنيع جيل جديد من الغواصات يتعلق بضمان السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ونشر وجود بحري في مواجهة نشاط النظام الصيني. فمشروع طريق الحرير الضخم والنمو القوي للجيش الصيني، ينظر إليه من قبل الأمريكيين على أنه تآكل لتفوقهم العسكري في المنطقة.
- ولفت صحيفة «ليبيراسيون»، الى أنه وعبر التقارب الايراني- السعودي فان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أوضح إرادته لتنويع شركائه دوليًا، من خلال تحرير نفسه من الهيمنة الأمريكية، ما أثار خيبة أمل إدارة بايدن، كما أعاد تأهيل ثلاث دول رفضها الغرب عبر إخراج روسيا وإيران من عزلتهما وتعزيز مكانة الصين كقوة استقرار في المنطقة.
أفريقيا «مخزون» مهم للصين
وتختم ليبيراسيون بالإشارة أيضا الى أن البلدان الأفريقية تمثل في نظر بكين مخزونًا مهمًا من الأصوات في المؤسسات الدولية، ومصدرًا ثمينًا للموارد الطبيعية. فالصينيون لا يرون الأفارقة كمستهلكين في المستقبل بل أيضًا كمنتجين. لكنها لا تزال بحاجة الى تعزيز وجودها العسكري هناك.
حياة بلا مستقبل
وتحت نفس العنوان، يشير المقال الافتتاحي لصحيفة «الغارديان» البريطانية، إلى حريق اندلع، في وقت سابق من الشهر الجاري، في مخيم «كوكس بازار» للاجئين الروهينجا في باكستان، وتسبب في أن أصبح نحو 12 ألف شخص منهم بلا مأوى.
وتضيف الصحيفة، انهم الآن أكثر من ذلك بكثير. في الشهر الماضي، تم تخفيض الحصص الغذائية للروهينجا الذين يعيشون في أكبر مخيم للاجئين في العالم «كوكس بازار في بنغلاديش»، ومن المقرر إجراء خفض حاد آخر الشهر المقبل..هي مسألة حياة أو موت. لقد عاش الروهينجا على حافة الهاوية لفترة طويلة”.
- وتصدرت معاناة الروهينجا عناوين الصحف العالمية في عام 2017، عندما شن جيش ميانمار، بدعم من الميليشيات حملة قاتلة أودت بحياة الآلاف، وأجبرت نحو 700 ألف شخص على الفرار من ولاية راخين إلى بنغلاديش، ووصفها خبير حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية.
معاناة الروهينجا بدأت منذ عقود
وذكرت «الغارديان»، أن معاناة الروهينجا بدأت منذ عقود وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، حتى خارج ولاية راخين. كان الكثير قد فروا من قبل، ويعودون (ليس دائمًا باختيارهم) عندما يتم تطمينهم بأن الأمور باتت آمنة. لم يكن الأمر كذلك. تعرضوا للتمييز والقمع والعمليات العسكرية والمذابح والتجريد من الجنسية.
- ما يقرب من 600 ألف ممن بقوا في ميانمار محصورون في المعسكرات، ويتعرضون للعنف الحكومي ويحرمون من الخدمات الأساسية، وفقا للغارديان.
أصبحت الظروف في بنغلاديش سيئة للغاية، لدرجة أن عدد الذين يحاولون عبور البحر بشكل خطير إلى ماليزيا أو إندونيسيا زاد خمسة أضعاف العام الماضي، إلى أكثر من 3500، والخسائر في الأرواح بينهم تبلغ عُشر هذا الرقم.
أزمة نظام التقاعد
ونشرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، مقالا بعنوان «تشوش خطط ماكرون لإصلاح نظام التقاعد»…وكتبت تقول إن إيمانويل ماكرون جازف بإصلاح نظام المعاشات التقاعدية المتعثر في فرنسا، لكن مقامرته مهددة. وعلى خلفية الاحتجاج، حيث يعارض ثلثا السكان خطة الرئيس، لجأت حكومة الأقلية التي ينتمي إليها إلى تجنب التصويت البرلماني الذي توقع ماكرون أنه سيخسره.
- وترى الصحيفة، أن التغييرات ضرورية لسد العجز في المعاش التقاعدي في بلد يشيخ السكان فيه. لكن الطريقة التي حاول بها ماكرون تنفيذ الإصلاح تركت الرئيس وفرنسا في حالة عجز ديمقراطي.
وتضيف الصحيفة، انه بإطلاق سلطة دستورية خاصة، راهن ماكرون على أن فرص حكومته في النجاة من تصويت بحجب الثقة أكبر من فرص حشد الدعم البرلماني لإصلاحاته بالطريقة العادية.
- والاحتمال الأرجح هو أن التصويت بحجب الثقة المقرر إجراؤه، سيفشل، وبالتالي ستمر إصلاحاته. لكن ما كان يجب أن يصل إلى هذا الحد.
ورأت الصحيفة أن ماكرون محق في أن فرنسا بحاجة إلى إصلاح نظام المعاشات السخي، وأن المزيد من الناس بحاجة إلى العمل للمساعدة في تمويل الخدمات العامة.
