نافذة على الصحافة العالمية: العالم تنفس الصعداء بعد رحيل ترامب

تتفق الصحف الغربية، في تحليلاتها حول تطورات المشهد الأمريكي، على أن مع دخول جو بايدن البيت الأبيض تعود الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة المؤسسات، وتستعيد التوازن بين السلطات الدستورية، خاصة بين الرئاسة والكونجرس، بعد الاهتزازات التي تعرضت لها مؤسسات النظام الأمريكية، وفترة التوتر التي هيمنت على العلاقات بين البيت الأبيض والأكثرية الديموقراطية في مجلس النواب.

ويمكن القول إن العالم تنفس الصعداء بعد خروج ترامب من البيت الأبيض، الذي كان أكثر الرؤساء الأمريكيين شغباً، سواء مع إدارته وكبار معاونيه، أم بالنسبة للحلفاء التقليديين لواشنطن.

لحظة ارتياح كبير في جميع أنحاء العالم

وكتبت صحيفة «الجارديان»البريطانية، إنها لحظة ارتياح كبير في جميع أنحاء العالم، عندما شهدت واشنطن انتقالًا منظما للسلطة في مبنى الكابيتول، بعد أسبوعين فقط من الهجوم عليه واقتحامه، وقد تنفس العالم الصعداء لرحيل الرجل الذي كان يغذي الانقسامات ويزدهر في وجودها، ومجيء جو بايدن الذي يتعهد بالوحدة. ومع وصول كمالا هاريس – أول امرأة وأول شخص غير أبيض في منصب نائب الرئيس – وذلك بعد العنصرية وكراهية النساء من دونالد ترامب.

وسيؤدي وجود «بايدن» على قمة السلطة الأمريكية، وما يتمتع به من ميزات رجل دولة، وما له من خبرة في العلاقات الدولية، إبان توليه منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس الأسبق باراك اوباما، إلى ترميم العلاقات الأمريكية مع الجوار أولاً، وخاصة كندا التي قد تكون الدولة الأولى التي يزورها الرئيس الجديد، وإعادة النظر بالجدار العنصري على الحدود الأمريكية مع المكسيك، وإعادة الروح إلى التحالفات الإستراتيجية والتقليدية، لا سيما مع دول الحلف الأطلسي وأوروبا، والتي كانت قد تعرضت لضغوط قوية من إدارة ترامب، كادت تقوِّض العلاقات التاريخية بين أمريكا وأوروبا.

مهام «بايدن»  شاقة وحجمها هائل

وبينما ترى صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية، أنه منذ عهد أبراهام لنكولن، تضمنت خطابات تنصيب الرئاسة الأمريكية مناشدات للوحدة، ولكن نادرا ما كانت الوحدة منذ ذلك الحين موضوعا مركزيا أو متكررا كثيرا كما كانت في خطاب جو بايدن، يوم الأربعاء في حفل التنصيب، أن مهام الرئيس الأمريكي السادس والأربعين تختلف عن مهام العديد من الأسلاف في حجمها الهائل، إذ يتعين عليه احتواء جائحة أودت بحياة مئات الآلاف وتسببت في آلام اقتصادية للملايين.

وتقول الصحيفة البريطانية، إنه لبدء إعادة بناء الثقة في السياسيين والمؤسسات، يجب على بايدن محاولة استعادة بعض مظاهر الشراكة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إن الشراكة بين الحزبين ستتطلب تعاون خصومه السياسيين. وعلى الرغم من أن الديمقراطيين يسيطرون الآن على الكونغرس، فإن سلوك الجمهوريين في المعارضة سيكون عاملاً حاسماً في نجاح بايدن. وعلى الرغم من أن بايدن تجنب هذا الموضوع، فإن استعادة احترام سيادة القانون يجب أن تعني أيضا محاسبة ترامب وعصابة اقتحام الكابيتول

بايدن دخل البيت الأبيض لكن أمريكا لم تخرج من الأزمة

وتحت نفس العنوان، نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، مقالا حول استمرار تفاعل أزمة ذات أبعاد دولية داخل الولايات المتحدة.

وجاء في المقال: جمعت مائدة مستديرة موضوعها «الأزمة السياسية في الولايات المتحدة: دروس للعالم وروسيا»، متخصصين من معهد الخبراء للبحوث الاجتماعية..وقال فيها رئيس صندوق دراسات مشاكل الديمقراطية، مكسيم غريغورييف:يقرون في الولايات المتحدة بوقوع مخالفات، لكنها بحسبهم لم تؤثر في نتيجة الانتخابات. إنما، ما زال كثيرون من الـ 70 مليون شخص يعتقدون بأن الانتخابات كانت غير نزيهة. البلد منقسمة بهذا المعنى. وبالتالي فإن الولايات المتحدة تفتقر إلى الحق الأخلاقي في تقييم الانتخابات في البلدان الأخرى.

 الأزمة الأمريكية، لم تنته بعد. كثيرون يعّدون ترامب «صدفة». لكن الأزمة ستتعمق، وهي ليست «صدفة». إنها نتاج النظام السياسي الأمريكي وأيديولوجية الديمقراطية الليبرالية. تتجلى الأزمة في استقطاب شديد وتفكك للقيم المشتركة.

لقد دخلت الولايات المتحدة فترة من عدم الاستقرار. ومن دون إعادة هيكلة النظام السياسي، لا يمكن التغلب على الأمر، لكن النخبة السياسية لا تريد ذلك.

وقال رئيس قسم الاتصالات في شركة ميتشينكو الاستشارية، يفغيني مينتشينكو، معربا عن موقفه من إقحام عمالقة الإنترنت في «إعادة توزيع السلطة» في أمريكا: إن عزل رئيس على رأس عمله من قبل مواقع التواصل الاجتماعي أمر غير مسبوق. هذه ليست حتى لعبة بايدن، إنما لعبة الشركات العملاقة من كاليفورنيا. لعبة المنصات التقنية الكبيرة في السلطة الخامسة. هذه مخاطرة كبيرة للطبقة السياسية.

ينبغي ألا يفرح ذلك بايدن، فيمكن استخدام ذلك ضد ممثلي الحزب الديمقراطي أيضا. وقد بدأ البعض منهم يشعر بالقلق. تجري مواجهة بين كاليفورنيا وتكساس. بين غوغول وفيسبوك وتويتر، من جهة، وإيلون ماسك، الذي باتت لديه منصة إنترنت خاصة به، من جهة أخرى. على الأبواب، حرب جديدة. وقد يظهر فيها حلفاء غير متوقعين، من أجل إنشاء شبكة اجتماعية مستقلة. هذا يعني الدول الأخرى أيضا.

سيبدأ بايدن في إعادة بناء وحدة الغرب التي هزها ترامب. وفي هذه الحالة، تعد روسيا، كطرف مشترك مختلف، هدية لهم.

الجانب المظلم

وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن أكاذيب دونالد ترامب وأفعاله الغريبة تخفي جانبا مظلما..وتتساءل الصحيفة: ماذا يترك دونالد ترامب وراءه؟وتجيب بأن «أول ما يتبادر إلى الأذهان هو بعض الأفعال المجنونة وقدر كبير من الغرور، أو التغريدات المتواصلة، الطفولية، الحاقدة، الغاضبة، غير الواقعية. ويمكننا أيضا أن نتذكر بعض اللحظات بالغة الغرابة، كتفكيره في استخدام المطهرات وأشعة الشمس لعلاج مرضى كوفيد-19».

وتقول الصحيفة: إن هذا الجانب الغريب يخفي جانبا أكثر قتامة وخبثا وتهورا وتدميرا للرئيس ترامب، وهو الجانب الذي انطلق واتضح مدى تدميره يوم اقتحام الكونغرس..إن هذا هو ترامب الذي اعتبر الفاشيين الجدد في شارلوتسفيل «أناسا طيبين للغاية»، وهو ترامب الذي أمر بفصل أطفال اللاجئين عن عائلاتهم.

وتشير الصحيفة إلى أنه على رغم مغادرة ترامب للبيت الأبيض، فإن «الترامبية» بالمعنى الأوسع ما زالت منتشرة وتجد من يؤيدها، وقد يكون حامل لوائها بعد ترامب أكثر خطورة ودهاء..إن مبادئ الجمهورية في الولايات المتحدة تواجه خطرا جسيما، بسبب الانقسامات التي تفشت في عهد ترامب.

وعلى بايدن أن يداوي بلاده من الانقسامات والانشقاقات التي مزقت النسيج الاجتماعي والسياسي للولايات المتحدة، وجعلت الأكاذيب الفاضحة والقسوة الفجة والكراهية سمات ممزية لفترة رئاسته.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]