تركزت اهتمامات ومتابعات الصحافة العالمية على أزمة التوترات الساخنة بين واشنطن وطهران.. وأعادت تقارير الصحف الغربية والروسية طرح تساؤلات عن إمكانية تصاعد مناخ التوترات إلى نيران الحرب المدمرة، والتي قد تخرج عن يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وأشارت الصحف إلى تطورات جديدة ـ اليوم الأحد ـ قد تزيد من درجة حرارة التوترات، من بينها إعلان طهران صباح اليوم الأحد عن تبنيها الخطوة الثانية من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وشروعها في زيادة تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.67%، وصولا إلى 5%. .. والمر الثاني هو تلويح إيران بفرض رسوم على مرور ناقلات النفط بمضيق هرمز.. ونوه نائب إيراني بارز بوجود مشروع قانون في البرلمان يقضي بأخذ رسوم مرور السفن وناقلات النفط عبر مضيق هرمز مقابل توفير الأمن في الخليج، بما في ذلك المضيق. وقال أمير حسين قاضي زادة هاشمي، رئيس الكتلة النيابية الخاصة بالإجراءات الاستباقية لمواجهة التهديدات الأمريكية، في مؤتمر صحفي اليوم الأحد: «إذا كانت إيران هي الحامي الحقيقي للمنطقة والمياه الدولية، ووفقًا للنهج والأعراف الدولية والأمريكية، فإن البرلمان يعتقد أيضا أن تكلفة ذلك يجب أن تدفع من قبل المراكز التجارية وجميع السفن العابرة في المنطقة على شكل رسوم جمركية».
وأوضح زاده هاشمي، أن هذه الرسوم لن تشمل السفن والمراكز التابعة للدول التي لم تعترف بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، مؤكدا أن طهران يمكنها تعيين سقف هذه الرسوم مع إمكانية رفعها أو خفضها أو إلغائها نهائيا بالنسبة لبعض الدول..وكانت إيران قد هددت مرار بإغلاق مضيق هرمز في حال منعت من استخدامه.. وتصريحات المسؤول البرلماني الإيرانين تزامنت مع تصريحات رئيس منظمة الدفاع المدني في الحرس الثوري الإيراني، غلام رضا جلالي، موضحا أن واشنطن بعثت رسائل إلى طهران بعد إسقاط الطائرة المسيرة قالت فيها إنها سترد بضربة محدودة لحفظ ماء وجهها..وقال «جلالي»، إن الولايات المتحدة وعبر قنوات دبلوماسية ـ لم يحددها ـ بعثت برسائل إلى طهران قالت فيها إنها سترد بضربة محدودة في منطقة ليست ذات أهمية كبيرة وذلك لحفظ ماء وجهها، طالبة من إيران عدم الرد على الضربة، ولكن إيران أكدت في ردها أن أي ضربة تعتبرها إعلانا للحرب وسترد عليها.. وأضاف: «أبلغناهم بأننا نحن من سيحدد ساحة المعركة وإذا بدأتم الحرب سنكون نحن من سيعلن نهايتها».
الصراع مع إيران أجبر واشنطن على إخراج الدبابات إلى الشارع
وتحت نفس، نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية، مقالا حول استعراض ترامب للعضلات في عيد الاستقلال، الخميس الماضي 4 يوليو/ تموز، وكان ترامب خاطب الصحفيين في البيت الأبيض ، قائلا «ستكون لنا طائرات تحلق فوقنا في السماء، أفضل مقاتلات في العالم وطائرات أخرى كذلك، كما سنجلب بعض الدبابات لتتمركز في الخارج».. وجاء في المقال: أقيم ما يشبه العرض العسكري، في واشنطن، بمناسبة العيد الوطني، وقد وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام 2017 خطة لهذا الحدث في العاصمة الأمريكية، إلا أنه أُجّل أكثر من مرة بسبب الاحتجاج على كلفته الباهظة..الأمريكيون العمليون، لا يحبون تبديد الأموال على الاستعراضات، وتقليديا، لا تقام العروض إلا تكريما لانتصار القوات الأمريكية في الخارج، ولا شيء مميزا تحتفل به واشنطن. بل على العكس من ذلك، تزداد التوترات في الاتجاه الإيراني، ما يضع الدولتين على شفا مواجهة عسكرية، فإيران تجاوزت عن عمد احتياطياتها من اليورانيوم المخصب الذي يسمح به الاتفاق، مهددة بانتهاك شروط أخرى من «الصفقة النووية» في غضون أسبوع، ورد ترامب على ذلك بالقول إن الولايات المتحدة مستعدة للمضي أبعد من العقوبات المفروضة على النظام الإيراني، إذا لزم الأمر.. في ضوء ذلك، قد تبدو المقاتلات والدبابات خلف رأس البيت الأبيض خلال خطابه في يوم الاستقلال بمثابة إنذار بالخطر، سواء بالنسبة لطهران أو للمجتمع الدولي بأسره.
هل يخرج الوضع مع إيران من يد ترامب ؟
وتساءلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، إلى ين أين تتجه المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران؟ وهل يخرج الوضع مع إيران من يد ترامب؟ ونشرت الصحيفة مقالا جاء فيه: لقد تجاوزت التناقضات بين الولايات المتحدة وإيران في عهد ترامب المسألة النووية، فالبيت الأبيض يطالب طهران بتخفيف طموحاتها الإقليمية والتخلي عن برنامجها لتطوير الصواريخ البالستية، ويرى بعض الأعضاء المؤثرين في الإدارة الأمريكية، مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايكل بومبيو، وكذلك أقرب حلفائهم في الشرق الأوسط ـ إسرائيل ـ في إيران تهديدا وجوديا ويدعون، صراحة، للإطاحة بنظام «الملالي الإيرانيين»، إلا أن ترامب لا يريد الحرب مع إيران. فصراع مسلح آخر تخوضه الولايات المتحدة يعد مقتلا سياسيا للرئيس ترامب ، الذي أعلن مؤخرا عن بدء حملته الانتخابية. هذا ما يدركونه جيدا في طهران. وبالتالي، فإن القيادة الإيرانية ليست في عجلة من أمرها للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، بل تنذر الغرب أيضا، ففي أوائل مايو/ آيار، حذرت طهران من أن الدول الأوروبية (بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا) التي وقعت على خطة العمل الشاملة المشتركة (الصفقة النووية)، إذا لم تقم خلال 60 يوما، بخطوات ملموسة لدعم الاقتصاد الإيراني، فستبدأ طهران في تخصيب اليورانيوم إلى درجة تحظرها الاتفاقية.
إيران تحذر من «موت» أوبك
وأشارت صحيفة «ليزيكو» الفرنسية، الى الانزعاج الإيراني بعد توقيع ممثلي الدول المصدرة للنفط «أوبك»، الثلاثاء الماضي، «ميثاق» تعاون جديد مع كبار المنتجين الآخرين بينهم روسيا، يهدف إلى إقامة «تعاون دائم» لمواجهة طفرة العرض الأمريكي للخام..ولاحظت االصحيفة الفرنسية، ان اجتماع فيينا جرى في أجواء من التوتر.. ودفع الاتفاق إيران إلى التحذير من «موت» أوبك إذا كان عليها فقط أن توافق على قرارات تتخذ مسبقا خارج إطارها، في إشارة الى انزعاج طهران من نفوذ روسيا المتنامي.
الصحافة الامريكية تمر بأزمة غير مسبوقة.
وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن ثلاثة الاف صحفي امريكي تم تسريحهم من عملهم في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019، وقالت الصحيفة: إن قطاع الاعلام في الولايات المتحدة يعيش أزمة منذ عدة سنوات، ولكن هذا الرقم غير مسبوق منذ عشر سنوات وفقا لإحصائيات بلومبرغ، وهذه الأزمةا لا تمر بها الصحف المطبوعة فقط، بل إن الأزمة طالت الاصدارات الرقمية و قنوات تلفزيونية مثل سي ان ان، والأسباب هي تراجع عائدات الإعلانات، والخيارات الاستراتيجية السيئة.
طهران لا تجلس مكتوفة الأيدي
وتناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، ما تم تسريبه عتن خطة لقصف المنشآت النووية الإيرانية، ومخاطر انجرار روسيا إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.. ونشرت الصحيفة تقريرا موسعا جاء قيه: خلال مؤتمر الأمن القومي والمشكلات الإقليمية والدولية في هرتسليا، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلية، إسرائيل كاتز، أن إيران يمكن أن تشن حربا على دول الخليج وإسرائيل، وأن من الضروري الاستعداد لاتخاذ إجراء وقائي، و لا ينبغي الشك في جدية نوايا السلطات الإسرائيلية مواجهة إيران بحزم، ونقلت صحيفة هآرتس، عن مصادر عسكرية، البدء بتحليق مشترك، فوق سوريا وإيران، للطائرات المقاتلة المتعددة الوظائف، من الجيل الخامس، F-35 التابعة للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، وأن سلاح الجو يتدرب على التفاعل بين الطائرات في المعركة. وفي وقت سابق، نقل البنتاغون 12 طائرة من هذا الطراز إلى قاعدة العديد الجوية في قطر..وتشير الإدارة العسكرية في إسرائيل إلى أن الجيل الخامس من الطائرات لا يزال غير مرئي لأنظمة الدفاع الصاروخي إس ـ 300 السورية. فيما تقول دمشق إنها لا تستخدم هذه المنظومة عن قصد، من دون توضيح الأسباب..ويضيف التقرير: من الواضح تماما أن طهران لا «تجلس مكتوفة الأيدي» وتستعد للدفاع عن نفسها. علما بأن البيان الأخير الذي أصدرته واشنطن حول الهجمات الإلكترونية الناجحة على نظام إدارة الصواريخ الإيراني لم تنفه طهران كما لم تؤكده. ولم يبق دون اهتمام إعلان ممثل مجمع صناعة الدفاع الروسية، خلال منتدى الجيش 2019، عن الاستعداد للنظر في طلب إيران شراء منظومة إس ـ 400، في حال تقديمه.