تواصل الصحف العالمية، متابعاتها وتحليلاتها عن الأوضاع الراهنة داخل إسرائيل، اتساقا مع وصفهاا للأحداث بـ «الربيع الإسرائيلي»، الذي يكشف في نفس الوقت عن «إنقسامات حادة» في المجتمع الإسرائيلي، مع موجات الرفض الشعبي المتزايد لمشروع إصلاح القضاء في إسرائيل.
انقسامات كبيرة في المجتمع الإسرائيلي
وتؤكد صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أنّ موجة الرفض لخطة حكومة بنيامين نتانياهو في تزايد مستمر وأن الاحتجاجات الشعبية لم تضعف مع مرور الأسابيع..وأشارت الصحيفة إلى أنّ عشرات الآلاف من الإسرائيليين احتجوا السبت الماضي ضد هذه الخطة بحيث كان عددهم مئة وستين ألفاً في تل أبيب وحوالي ثلاثمئة ألف في كل البلادز
- واعتبرت «لوفيغارو»، أنّ هذه المظاهرات هي دليل آخر على الانقسامات الكبيرة في المجتمع الإسرائيلي لكن نتانياهو لم يتراجع عن تنفيذ هذا المشروع الأهم منذ عودته إلى السلطة قبل شهرين.
نتنياهو يدعو إلى «ضرب» المعارضة
وأشار الكاتب الفرنسي، غيوم دو ديولوفو، إلى أنّ خطاب نتانياهو اكتسى طابعا عنيفا وذلك تجلى في دعوته عشية المظاهرات إلى «ضرب» معارضي الخطة. وفي هذا التصعيد لدى رئيس الوزراء دراية بأنّه يعتمد على أغلبية قوية في الكنيست وعلى دعم قاعدته الانتخابية المقتنعة بضرورة إعادة توازن السلطات لأن القضاة ذهبوا بعيدًا في سيطرتهم على الحكومة والكنيست.
- وأضاف الكاتب إلى أنّ المحكمة العليا في إسرائيل هي الوصي والضامن للقوانين الأساسية في البلاد، وهذا هو السبب الذي يجعل المعارضين يخشون أنه بمجرد إقرار الإصلاح سيكون أي قانون بسيط كافيًا لزعزعة الديمقراطية في البلاد.
ناقوس الخطر يحذر من تدهور الأوضاع
إنّ التخلي عن هذه الخطة قد يكلف نتانياهو غاليا، وقد صدرت تحذيرات من وجوه فعالة في ائتلافه الحكومي. وإلى جانب تهديد آخر لرئيس الحكومة قادم من الدوائر الاقتصادية. فبينما ينخفض سعر الشيكل منذ عدة أسابيع يدق رجال الأعمال والاقتصاديون ناقوس الخطر بشأن مخاطر فقدان الثقة لدى المستثمرين الأجانب في بلد لا يقدّم كل الضمانات المتوقعة لديمقراطية غربية.
حملة بايدن من أجل الديمقراطية العالمية محكوم عليها بالفشل
وكتبت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، تحت عنوان «حملة بايدن من أجل الديمقراطية العالمية عفى عليها الزمن ومحكوم عليها بالفشل»، إن الأسبوع الماضي كان أسبوع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ زار خلاله العاصمتين الأوكرانية كييف والبولندية وارسو، وكان أداؤه نشطا «يذكر بأسلوب حملة انتخابية لرجل أصغر (سنا) بكثير».
بايدن «قلب الأسد»!
وتضيف الصحيفة: لقد صور بايدن نفسه على أنه قلب الأسد (ملك إنجلترا قبل قرون) العصر الحديث، حيث قاد حملة صليبية عالمية ضد الأشرار – وهو ما يسميه (اختبار العصور). إنه منتشي. إنه يعتقد أنه وقضية الديمقراطية ينتصران..للأسف، إنه مخطئ.
- ويعني بايدن بكلمة الأشرار، الزعيم الروسي، فلاديمير بوتين، لكنه يعني أيضا بشكل بلاغي المستبدين والطغاة في كل مكان – أي شخص يتحدى النموذج الديمقراطي الغربي. وهذا يشمل الحكومات التي تحكم ما لا يقل عن نصف البشرية، مثل الصين والهند والعديد من الدول الأفريقية.
أصداء غير مريحة لمفهوم «الديمقراطية الأمريكية»
ويشير المحلل السياسي البريطاني، سايمون تيسدال، إلى أن تقسيم بايدن للعالم إلى معسكرين (معنا أو ضدنا) يحمل أصداء غير مريحة لعهد جورج دبليو بوش حوالي عام 2001، ولبوتين نفسه.
- إن حقيقة أن قَدَر أمريكا الواضح بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وتعزيزهما في كل مكان هو رسالة تؤتي ثمارها بشكل جيد، في العادة، مع الناخبين الأمريكيين.
يرى الكاتب أن ذلك حدث مرة واحدة على الأقل، خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي حين تشكلت نظرة بايدن للعالم. وعلى الرغم من نزعة بوتين الإمبريالية العدوانية، فإن تلك الحقبة قد ولت، لأن عالم اليوم الممزق والمفتت متعدد الأقطاب ومعقد من الناحية الجيوسياسية.
شن الغرب حملة من أجل ديمقراطية عالمية..اقتراح خاسر
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه بعد أفغانستان والعراق، يتساءل العديد من الأمريكيين عن سبب استمرار الولايات المتحدة في تحمل أعباء ومسؤوليات القيادة العالمية، كما دعا إليها السياسيون من جيل بايدن دون تفكير.
- إن الفكرة الكاملة عن شن الغرب حملة من أجل ديمقراطية عالمية حديثة بنجاح – أو الحرب الباردة الثانية – تجهل التاريخ، وتتغاضى عن التغيير، وإمبريالية خفية جديدة، وأكثر من ذلك، هي اقتراح خاسر.
خطاب بايدن الوردي عفى عليه الزمن !
ويؤكد سايمون تيسدال، أن نية بايدن طيبة. لكنه يظهر عُمره (فكره القديم). إن خطابه الوردي الذي عفى عليه الزمن (نحن وهم) يمثل طريقًا جيوسياسيًا مسدودًا. لقد تقدم العالم، لكن بايدن لم يفعل مثل شريكه الروسي في السجال.
شعب هايتي وحيد في مواجهة عنف العصابات
وأشارت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، إلى أنّ ازدياد عنف العصابات المسلحة في هايتي، والتي ترهب السكان، دفعت الحكومة إلى المطالبة بالتدخل الأجنبي المسلح، نداء مساعدة دعمته الأمم المتحدة لكن المجتمع الدولي لا زال يتردد.
- وكتبت الصحيفة، إنّ الوضع كارثي في العاصمة «بورت أو برنس» وغيرها من المدن حيث بسطت العصابات المسلحة نفوذها من خلال اختطافات متكررة واغتيالات يومية وهجمات مسلحة تستهدف رجال الشرطة، وضعية جعلت السكان يعيشون كابوسا منذ أشهر.
واحدة من أسوأ حالات الفقر والإرهاب في العالم
وذكر الكاتب الفرنسي، جيل بياسيت، أنّه في العاشر من الشهر الجاري وخلال زيارة إلى بورت أو برنس تحدّث المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن واحدة من أسوأ حالات الفقر والإرهاب في العالم،.
- وأشار الكاتب إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وكندا رفضتا طلب الحكومة التدخل عسكريا تجنبا لمواجهة اتهامات بالاستعمار الجديد، وأنّه من الصعب الانخراط في مثل هذه العملية العسكرية الحساسة في ظل هذه الظروف خاصة وأن البلد لم يعد به نواب أو أعضاء في مجلس الشيوخ، بعد أن عجز عن تنظيم الانتخابات منذ عام 2016.
