نافذة على الصحافة العالمية: بايدن وبوتين.. قمة غنية بالتوترات وفقيرة في تقديم الحلول
ترى صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن القمة التي تجمع بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف، هي قمة غنية بالتوترات لكنها ضعيفة من حيث احراز تقدم في الحلول.
قمة بين بايدن الذي يحلم بأن يكون منقذ أمريكا والأنظمة الديمقراطية، وبوتين الرجل الأوتوقراطي، الذي يعتبر الديمقراطية على النمط الغربي مفهومًا عفا عليه الزمن تمامًا وان الولايات المتحدة قوة في حالة انحدار.
- وتابعت الصحيفة: إن عدة مواضيع حساسة سيتم مناقشتها خلال القمة من بينها مصير المعارض الروسي أليكسي نافالني، والحرب في أوكرانيا، وسياسة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
وقالت «ليبراسيون»، إنه من المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سينغمس في ممارسته المفضلة وهي الرد على الانتقادات بتهمة مضادة، كما هو الحال عندما يقارن الحملة على المعارضة الروسية بمحاكمة مثيري الشغب في حي الكابيتول هيل، حيث يقع الكونغرس الامريكي بالعاصمة الامريكية واشنطن.
ومن المتوقع أن يتخذ الرئيس الامريكي جو بايدن موقفا صارما من حقوق الإنسان وطريقة انتهاكها في روسيا، خاصة أنه وعد يوم الاثنين بتذكير نظيره الروسي بالخطوط الحمراء وكذلك عن مصير المعارض الروسي نافالني المتواجد في السجن لعدة أشهر بعد أن نجا بأعجوبة من محاولة تسميم العام الماضي.
وقد حذر الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي الاثنين من أن وفاة نافالني ستكون مؤشرا آخر على أن روسيا لا تنوي احترام حقوق الإنسان الأساسية وستكون مأساة ولن تؤدي الا الى الاضرار بعلاقاتها مع بقية دول العالم.
لن يحدث اختراق كبير في العلاقات
ولم تتوقع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن ينتجَ عن القمة اختراقٌ كبير في العلاقة بين البلدين التي وصلت إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة.
وقالت الصحيفة: إن بوتين وافق على هذا الاجتماع بناء على طلب الأمريكيين، لكنه لن يتنازل عن أي شيء. فهو سيدخل القمة من موقع قوة لأن ليس لديه الكثير ليخسره أو يربحه. سيعطي بايدن بوتين قائمة مطالب. لكن ماذا يحدث إن تجاهلها فيما بعد؟
ونقلت الصحيفة عن محللين، إنه ربما يكون الأمر الأكثر أهمية في القمة هو جعل العلاقات بينهما أكثر طبيعية، مرجحين أن ما هو أهم بالنسبة إلى الكرملين هو ما سيحدث بعد هذا اللقاء.
إعادة التأهيل الدولي لروسيا
وترى صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن أولويات الكرملين في هذه القمة، تتمثل في أمرين: إعادة التأهيل الدولي لروسيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم، والقدرة على تصدير بوتين كزعيم عالمي..بينما يحاول جو بايدن من خلال هذه القمة استعادة النفوذ المفقود في عالم ما بعد ترامب، وخلافا لسلفه لن يتظاهر بايدن حتى بأنه يريد إعادة العلاقات مع نظيره الروسي.
الكرملين لا يرغب في علاقة فوضوية مع واشنطن
وقالت صحيفة «موسكو تايمز» الروسية، إن معظم المراقبين يرون أن الكرملين لا يرغب بالعلاقة الفوضوية الحالية مع واشنطن ولا يريد التصعيد وسيحاول في جنيف استعادة قدر من الاستقرار للعلاقات الدبلوماسية.
وقد يكون هناك أمل بعودة سفراء البلدين لكنهم يحذرون في المقابل من أن الهوة السياسية والشخصية أيضا بين الرئيسين بوتين وبايدن لا تزال كبيرة ما يعرض للخطر فرصة تحقيق نتائج لها معنى في جنيف.
