نافذة على الصحافة العالمية: تجنب الأسوأ ما زال ممكنا في تونس
رصدت الصحف الفرنسية، تطورات الأحداث في تونس، عقب قرارات الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو / تموز ، ثم التدابير الاستثنائية التي أعلن عنها مطلع الأسبوع الجاري، وما شهده الشارع التونسي من تظاهرات الدعم للرئيس من المؤيدين، وفي المقابل تظاهرات من المعارضين الموجهين من حركة النهضة «الإخوانية».
وأشارت صحيفة «لوموند« الفرنسية، في افتتاحيتها، الى «فشل مرحلة ما بعد الثورة وما شابها من فساد وتقصير من جهة والى شعبية الرئيس التونسي من جهة أخرى»، لكنها اعتبرت أن تعويل الشعب على الرئيس قيس سعيد هو ما يحتم عليه مسؤولية توحيد التونسيين بدل التسبب بانقسامهم وباحتدام الصراع بين تونس الشعبية وتونس النخبة من خلال تصعيد اللهجة على من يسميهم «خونة».
- وقالت صحيفة «لوموند»، ان تجنب الأسوأ ما زال ممكنا من خلال الاصغاء الى المجتمع المدني التونسي الذي هو جزء من الهوية الوطنية.
الرئيس التونسي ليس مؤهلا ليكون ديكتاتورا
ونشرت مجلة «لوبس» الفرنسية، مقابلة مع محمد ضياء الهمامي، أستاذ العلوم السياسية في مدرسة ماكسويل بجامعة سيراكيوز (بولاية نيويورك) وهو خبير في السياسية التونسية، حيث يرى المحلل التونسي، إن ما حدث في تونس أقرب للمصطلح البريطاني «الانقلاب الذاتي» وهو استيلاء أوسع على السلطة من قبل شخص كان مسؤولاً بالفعل عن البلاد وهذا ما حدث تاريخيا في فرنسا مع لويس نابليون بونابرت عام 1851.
وقال: إن الانقلاب الذاتي ليس بالضرورة مؤشرًا على انتقال استبدادي أو عودة إلى ممارسات نظام بن علي. من السلطة عام 2011 لكنه دليل على أزمة دستورية تشهدها تونس..
ويضيف الخبير في السياسة التونسية لمجلة «لوبس»، إن الرئيس قيس سعيد، لا يملك بالضرورة إمكانية إقامة نظام استبدادي جديد فليس لديه حزب سياسي، ولا حليف موثوق به بدرجة كافية في المؤسسة العسكرية ، وعلى نطاق أوسع في الجهاز الأمني مثل بن علي وبورقيبة.
اجتماع زعماء الكواد لأول مرة وجها لوجه يمثل تهديدا للصين
وسلطت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الضوء على اجتماع مجموعة الكواد (Quad) ) أو النقاش الأمني الرباعى، الذى جرى يوم الجمعة، بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، أستراليا، والهند في غرفة الشرق بالبيت الأبيض.
ولفتت الصحيفة إلى رد فعل الصين صوب هذا الاجتماع الذى حرص دائما على التقليل من شأن هذه المجموعة، لكن صحيفة «جلوبال تايمز» المتحدثة باسم الحزب الشيوعى الصينى وجهت خطاب شديد اللهجة اليوم إلى هذا الاجتماع.
- وانتقدت الصحيفة الصينية الرئيس الأمريكى جو بايدن متهمة إياه بتفضيل المصالح الأمريكية والنرجسية بشكل فاق سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي آخر اجتماع افتراضي بين مجموعة الكواد في مارس/ أذار الماضى، نوقشت أمور مثل توفير مليار جرعة لقاح لفيروس كوفيد-19 لبعض الدول في أسيا بحلول العام 2022، لكن فى الاجتماع الأخير كانت الصين هى لب الحديث وتوسعاتها المزعومة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويرى تقرير «الإندبندنت» أن مجموعة الكواد تمثل تهديدا عسكرىا وإستراتيجىا لبكين أكثر من حلف الأوكوس (Aukus) ) الذى يجمع بين كل من بريطانيا، أمريكا، وأستراليا، رغم أن الأخير يحظى بتغطية إعلامية أكبر نظرا لفسخ أستراليا لتعاقد أبرمته مع فرنسا لشراء غواصات تفضيلا لغواصات نووية أمريكية.
- ويوضح التقرير أن سبب تهديد مجموعة الكواد لبكين أن بلدين فى المجموعة يرون في الصين تهديدا مباشرا حتى ولو استخدموا لهجة مغلفة بالهدوء في العلن، البلدين هما الهند واليابان،
فالأولى لديها خلافات حدودية مع الصين في جبال الهيمالايا، والثانية تتنازع مع الصين في جزر سينكاكو المتواجدة شرق بحر الصين.
وكانت اجتماعات المجموعة قد ناقشت أمورا أخرى تمس السياسات الصينية مثل تطوير شبكات الجيل الخامس من الإنترنت وصناعة أشباه الموصلات التى تحتكرها الصين بشكل كبير.
اليمين واليسار يتنازعان على خلافة انجيلا ميركل
وتناولت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، سيناريوهات ما بعد أنجيلا ميركل.. وتناولت التوقعات المحتملة تحت عنوان المانشيت الرئيسي للصحيفة «التنافس على مقعد المستشارة»..بينما استحدثت صحيفة «ليبراسيون» كلمة من اختراعها للعنوان الرئيسي، وهي «البندس فاغ» للدلالة على عدم اتضاح صورة التحالفات داخل البندستاغ، البرلمان الألماني المنبثق عن انتخابات أمس.
وتحت عنوان «اليمين واليسار يتنازعان على خلافة انجيلا ميركل»، رصدت صحيفة «لي زيكو» الفرنسية، تقدم الاشتراكيين الديمقراطيين بفارق ضئيل، فيما تراجعت نسبة التصويت لصالح حزب المسيحيّين الديموقراطيّين لأول مرة الى ما دون %30.
ألمانيا نحو انعدام الاستقرار
وأشارت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، الى «حالة عدم الاستقرار التي تهدد ألمانيا» ، وسعي كل من زعيمي الاشتراكيين الديمقراطيين والمسيحيين الديمقراطيين لتأليف الحكومة ذلك أنه في النظام الألماني يؤول مقعد المستشار للحاصل على الأغلبية في البوندستاغ وليس لمن يتقدم نتائج الانتخابات، ما يعني أن تشكيل الحكومة سوف يستوجب أشهرا من المفاوضات.
وقالت الصحيفة: قد تكون المرة الأولى منذ منتصف القرن الماضي التي ستشهد فيها المانيا ائتلافا من ثلاثة أحزاب..مرحلة عدم الاستقرار قد تطول، لكن مدعاة الارتياح الوحيدة قد تكون استمرار انجيلا ميركل في الحكم الى حين تسلم الحكومة المقبلة مقاليد الحكم.
الأب النمر
وكتبت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، تحت عنوان «قد يكون شي جين بينغ أشرس أب نمر في العالم»، عن طموحات الرئيس الصيني لدولته، التي تجعل بكين تقدم مفاجأة كل شهر تغير المشهد العالمي.
- ويشير مصطلح «الأب النمر» إلى نمط صيني من تربية الأطفال يتميز بالصرامة.
وقالت الصحيفة، إنه من خلال النقاش مع اثنين من المديرين التنفيذين لشركتين تنافسان الصين، لمسنا كيف أنهما يعتقدان بأنهما يواجهان أشرس أب نمر في العالم.
كانت المناقشة الأولى حول الحرب التي أعلنتها بكين على الألعاب الإليكترونية، حيث حظرت في أغسطس/ آب على اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا اللعب لأكثر من ثلاث ساعات في الأسبوع.
- ونرى الصحيفة، أن هذه القواعد جزء من طموحات الهندسة الاجتماعية «للازدهار المشترك» التي يتبناها الحزب الشيوعي، حيث تظل العديد من قواعده التنظيمية غير مكشوفة وغير مألوفة.
لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي أن يكون الأمر غير متوقع تمامًا، فقد تمثل القيود التي تفرضها الصين على وقت الشاشة، مجرد نسخة متطرفة من السياسة التي قد تتمنى الحكومات الأخرى فرضها.
