تؤكد صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن لدى ترامب أدوات تجعل الرئاسة كأساً مسمومة، وأن بايدن سيواجه، حال فوزه، تحدياً أكبر للحكم.
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب البريطاني، فينس كيبل، وهو زعيم سابق لحزب الليبراليين الديمقراطيين في بريطانيا، جاء فيه: إن ترامب سيستخدم كل الحجج القانونية لإبطال بطاقات الاقتراع البريدية التي قلبت التوازن في ولايات رئيسية. وإذا تمكن من رفع قضية أمام المحكمة العليا، من المرجح أن القضاة سوف ينسون قسم الحياد ويتذكرون ديونهم السياسية للرئيس الذي قام بتعيينهم.
ويتوقع الكاتب أيضا سيناريو آخر وهو أن يؤدي تحدي ترامب نتيجة الانتخابات إلى «حالة طوارئ أو حتى انقلاب».
ويشير كيبل إلى أنه حتى لو وافق ترامب على مغادرة البيت الأبيض على مضض، قد يستمر كقائد فعلي للجمهوريين مع إمكانية ترشحه مرة آخرى عام 2024 وفي غضون ذلك، سيقصف الملايين من مؤيديه بالتغريدات التي تثير اتهامات بالفساد وتأييد نظريات المؤامرة المصممة لزيادة استقطاب الجمهور المنقسم.
ويرى الكاتب أن بايدن سيواجه حربا على جبهات عدة، في حال تنصيبه رئيسا: داخليا، حركة غاضبة ومتشددة مؤيدة لترامب تمثل 40 بالمئة من الأمريكيين، محكمة عليا محافظة تتراجع عن تشريع ديمقراطي تاريخي كما هو الحال مع مشروع أوباما للرعاية الصحية، وكذلك القوانين الليبرالية الاجتماعية؛ ومن المحتمل أن يوقف مجلس الشيوخ المعادي محاولاته للتشريع.
أما خارجيا، فقد يتمكن بايدن من إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وإلى الاتفاق مع إيران. وسيكون التحدي الآخر الذي يواجهه هو إعادة إحياء التماسك والروح المعنوية لحلف شمال الأطلسي «الناتو».
إن الخطر الأكبر أمام بايدن هو جر الولايات المتحدة إلى مجموعة متنوعة من الصراعات السامة التي كان ترامب ذكيا بما يكفي لتفاديها والتي لم يعد بإمكان الولايات المتحدة السيطرة عليها.
إرث ترامب باق
ونشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالا بعنوان: «لم يتم التنصل من ترامب – رئاسة بايدن قد تواجه عقبات على كل المستويات» يرى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية وحتى قبل حسم نتيجتها، أوضحت حقيقة أن الأمريكيين لم يبدوا رفضا شاملا لدونالد ترامب الذي سيستمر إرثه في البلاد لسنوات مقبلة، وكما كان الحال في عام 2016، خسر ترامب التصويت العام لكنه استمر في السيطرة على أغلبية ساحقة في المدن الصغيرة وفي أمريكا البيضاء الريفية.
ويلاحظ كاتب المقال، أنه بالنسبة لإجراءات مواجهة وباء كورونا، ستواجه إدارة جو بايدن، إن فاز، معركة سياسية شاقة، خصوصاً مع وجود مقاومة من الأمريكيين ذوي الميول الجمهورية لتلقي اللقاح
ولن تتم السيطرة بشكل فعال على تفشي المرض وستمر البلاد بعمليات إغلاق متكررة، ومن المحتمل أن يكون التأثير على المجتمعات والشركات الصغيرة مدمرا.
أما بالنسبة لأجندة بايدن التقدمية، فإنه ستجري مفاوضات مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، سيكون كل بند من بنود هذه الأجندة: الصحة ورعاية الأطفال والتعليم، معروضا للبيع.
إرث ترامب
وتحت عنوان «إرث ترامب»، كتبت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية في افتتاحية: إن المرشح الديمقراطي سيتسلم رئاسة بلاد في أسوأ حالاتها، سواء بسبب الانقسامات التي زادتها الحملة الانتخابية حدة، أو بسبب ازمة كورونا بعد تسجيل الإصابات أرقاما قياسية جديدة،اما فيما خص الإشكاليات المتعلقة بانتقال السلطة.
ولم يستبعد الباحث الفرنسي، دومينيك مويزي، في حوار مع صحيفة «لوباريزيان»، إمكانية اغتيال بايدن قبل تسلمه السلطة.. وقال «إنه خطر فعلي بسبب احتدام الأجواء في صفوف مؤيدي ترامب خاصة ان بعضهم مدجج بالسلاح».
ويضيف «مويزي»: ولكن ماذا لو رفض ترامب مغادرة البيت الأبيض لدى انتهاء ولايته؟
محاولات لنزع الشرعية عن بايدن
وتناولت افتتاحية صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، مساعي ترامب الآيلة لنزع الشرعية عن خلفه المحتمل جو بايدن..ونشرت الصحيفة مقالا اعتبر أن ترامب قادر على تعكير فوز منافسه من خلال التشكيك بشرعية انتخابات لم يعد بإمكانه الفوز بها.
وتشير افتتاحية «لوفيغارو» إلى ان بايدن تمكن حتى الآن من تجاوز كل العقبات باعتماده أسلوبا هادئا ومغايرا تماما لأسلوب ترامب ولكن كيف سيمكنه ممارسة السلطة في وقت يتم فيه تأليب نصف الشعب الأمريكي عليه وفي وقت قد يعمد فيه مجلس الشيوخ لتعطيل سياسته
وخلصت الصحيفة ، إلى أنه «على بايدن اعتماد أسلوب أكثر تشددا إذا ما كان يرغب بكسب شرعية يشكك بها».
