تناولت الصحف العالمية، الصادرة اليوم الإثنين، تطورات الوساطة الدبلوماسية لتخفيف حدة التوتر على مياه مضيق هرمز، وأشارت إلى وساطة سلطنة عمان، حيث تصدر ملف الملاحة في مضيق هرمز مباحثات وزير الخارجية العماني في طهران، وسط التأكيد على تعاون إيران وسلطنة عُمان لضمان حركة المرور عبر المضيق.. وأشارت صحيفة « لوتومب» الفرنسية، إلى دولة أخرى تقوم بدور الوساطة في هذه الأزمة وهي سويسرا.. وكشفت الصحيفة الفرنسية عن دور سويسرا في منطقة الخليج منذ عقود.. وتقول صحيفة « لوتومب»، إن مهمة «برن» الديبلوماسية تحفها المصاعب هناك.. ونقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية السويسرية، التي كانت في مهمة مؤخرا في السعودية: إن هدف الزيارة دعم الروابط مع الشركاء في الخليج عقب تصاعد الأزمة بين إيران وواشنطن، كما أن سلطنة عمان باتت حليفا استراتيجيا لسويسرا وقد تمكنت الدولتان من حل بعض الخلافات بين الرياض وطهران مؤخرا.. وكتبت الصحيفة: إن التعاون بين الدولتين يذهب إلى أبعد من ذلك بتوقيعهما على مذكرة تفاهم بإعداد ترتيبات حول الوساطة وتحديد مهمات وساطة مشتركة.
متى تنهار أمريكا ؟
يبدو أن الولايات المتحدة أصيبت بالمرض الذي قضى على إمبراطورية الاتحاد السوفييتي و«فككها»..وأصبح التساؤل المطروح إعلاميا: متى تنهار الولايات المتحدة الأمريكية على غرار تجربة الاتحاد السوفيتي؟ وقد أبرزت المجلة الأمريكية الأكثر توزيعا خاصة في أوساط النخبة من السياسيين والدبلوماسيين Foreign Policy نفس السؤال، في مقال بعنوان «طريق أميركا إلى انهيار المكانة»، ويخلص المقال إلى أن نتيجة تقول: إن تراجع «القوة الناعمة» السابقة للولايات المتحدة لم يبدأ مع الرئيس ترامب، مع أن الأخير يساهم، بكل طريقة ممكنة، في هذه العملية من خلال سياسته غير المناسبة وغير المتسقة.. وفي نفس السياق، وتحت عنوان «في الولايات المتحدة ظهرت تلك المشكلات التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي»، نشرت صحيفة «فزغلياد» الروسية، مقالا تحليليا، يتنبأ بانهيار الولايات المتحدة..وجاء في المقال: إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مشتقة من الداخل. وأمريكا، تفقد «قوتها الناعمة»، ثم مواقع جيوسياسية، ليس فقط بسبب التحدي الذي تطرحه في وجهها روسيا والصين، إنما وبسبب المشكلات الداخلية. فالإمبراطورية الأمريكية، تتخلى عن قيمها الأساسية (الأسرة والدين)، والمؤسسات التقليدية (الجيش)، وتدخل زمن الاضطرابات، وإذا كانت القوات المسلحة الأمريكية (كمثل الشرطة والإطفاء) تتمتع بمكانة هائلة في المجتمع، ولكن المشكلة هي أن الجيش الأمريكي، كما يبدو، لم يعد يفهم سبب قتاله في عشرات النزاعات حول العالم.
ويضيف المحلل الاستراتيجي الروسي، أرتيوم فيليبوف، في مقاله التحليلي: الاتحاد السوفييتي، إحدى أقوى الإمبراطوريات في تاريخ البشرية، انهار ليس فقط بسبب انخفاض أسعار النفط، والتقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والحرب الأفغانية ونمو النزعات القومية في الجمهوريات السوفيتية، إنما، وقبل كل شيء، بسبب تشويه الأفكار التي دعا إليها النظام السوفيتين فأعضاء الكومسومول الضجرون من الاجتماعات الإيديولوجية المملة، وعمال خطوط الإنتاج، وموظفو وزارة التجارة الخارجية، روجوا للحياة الغربية.. لم يعودوا بحاجة إلى النظام السوفيتي، مثلهم، مثل ملايين المواطنين السوفييت الآخرين، فإذا بتلك الإمبراطورية العملاقة تتلاشى من الوجود، في غضون سنوات قليلة. وبالمثل، فإن الحضارة الأمريكية، التي تتخلى تدريجياً عن قيمها، مهددة بتراجع نفوذها.
ويؤكد «فيليبوف» أن مجلة Foreign Policy ، محقة عندما تكتب عن تراجع النفوذ الأمريكي، ففي العام 2018، عبّر 30% فقط ممن شملهم الاستطلاع في العالم عن موقف إيجابي تجاه الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب. قبل ذلك بسنوات قليلة، كانت هذه النسبة 50٪. الأمريكيون أنفسهم، يتخلون عن قيمهم التي جلبت لهم النجاح، ومن المستبعد أن يتغير خط الانحدار المستمر للتأثير الأمريكي في العالم، حتى مع ظهور سياسي ديمقراطي في البيت الأبيض.
حرب باردة جديدة
ونشرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، تقريرا بعنوان «هونغ كونغ مسرح حرب باردة جديدة»، وجاء في التقرير: إن هونغ كونغ لعبت دورا بارزا في القصتين الرئيسيتين في حقبتنا الحالية: بزوغ نجم الصين، وعولمة اقتصاد العالم، واليوم تلعب هونغ كونغ دورا حيويا كممر بين الصين والغرب..إن العالم الآن بدأ يدخل مرحلة ما بعد العولمة التي تشهد اضطرابات شعبية وتزايد في التوتر بين الصين والولايات المتحدة، ومجددا تلعب هونغ كونغ دورا محوريا في هذه القصة..وعلى مدى نحو شهرين، تشهد هونغ كونغ، التي يبلغ عدد سكانها 7.4 مليون نسمة، موجة احتجاجات واضطرابات. وبدأ الأمر كاحتجاج على ترحيل المشتبه فيهم إلى الصين، ولكنها تطورت لاحتجاجات ضد عنف الشرطة والمطالبة بانتخابات ديمقراطية.. وترى الصحيفة أنه من المرجح حتى الآن أن بكين ستنتظر أن تفقد الاحتجاجات زخمها وأن يتحول الصيف إلى خريف، ويعود الطلبة إلى جامعاتهم، ولكن حتى الآن يبدو أن الاحتجاجات مستمرة.. ويختتم التقرير قائلا إنه في أوج أعوام العولمة، كان يشاع عن أهل هونغ كونغ أن السياسة لا تعنيهم، طالما لديهم المقدرة على الشراء والبيع والتسوق، ولكن هذه الحقبة التي كانت فيها الاهتمامات الاقتصادية تتغلب على الاهتمامات السياسية توشك على الانتهاء، ويبدو أن هونغ كونغ ستلعب مجددا دورا بارزا في هذه المرحلة الجديدة.
خيارات الخليج
وكتبت صحيفة «التايمز» البريطانية، في افتتاحيتها بعنوان «خيارات الخليج»: إنه لضمان مصالح بريطانيا، فإن علي وزير الخارجية البريطاني الجديد، دومينيك راب، العمل بطريقة أكثر قربا مع الولايات المتحدة، وأن يقيم بحرص كيفية التعاون مع الاتحاد الأوروبي بشأن الدفاع والأمن، وأن يتخذ موقفا حاسما إزاء اللاعبين «الأشرار» في الشرق الأوسط وروسيا والصين..وتضيف صحيفة «التايمز»، إن هذه القضايا تلتقي جميعا في التعامل مع إيران، ولكن يبدو أن «راب» يتحاشى بعض القضايا الرئيسية بينما تسعى بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي..إن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، عليها التوصل إلى آلية مالية تسمح بالتعامل التجاري مع إيران على الرغم من إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على طهران.. وأشارت الصحيفة إلى مشاركة روسيا في المساعي الأوروبية، مؤكدة أنه يجب إيجاد سبيل حتى تبيع إيران نفطها..إن المساعي الرامية لتخطي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تقدم نفعا، ولا تخدم فقط إلا إعطاء طهران الاعتقاد أنها يمكن أن تحدث انقساما في التحالف الأوروبي، وترى الصحيفة أن النظام الإيراني يعتقد أن لديه مظلمة إزاء أوروبا ويعتقد أن أوروبا لا تبذل ما يكفي من الجهد لتحدي ترامب..وتختتم الصحيفة افتتاحيتها، بأن مهمة وزير الخارجية البريطاني الجديد ليست فقط كسب أصدقاء لبريطانيا، ولكن كشف أعدائها أيضا..إن السياسة البريطانية إزاء إيران تقترب من أن تكون استجداء لرضاها.
مضيق هرمز..منطقة التوتر العالمي
ونشرت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، مقالا تحدثت من خلاله عن الوضع في مضيق هرمز بمنطقة الخليج، حيث أوضحت أن التهديدات في مضيق هرمز يجب ان تأخذ على محمل الجد بالرغم من أن جميع الخبراء يتفقون على أن البحرية الإيرانية لا يمكنها الوقوف الند للند ضد الأسطول الخامس للولايات المتحدة المتمركز في الخليج في حالة نشوب مواجهة عسكرية مفتوحة بين الطرفين..وجاء في المقال: إن إيران تمتلك قدرات عسكرية كافية بما في ذلك قواعد إطلاق الصواريخ المتواجدة على الساحل الإيراني ومجموعة من الزوارق السريعة يمكنها تعطيل الملاحة البحرية في منطقة الخليج على المدى الطويل.. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الفرنسي، تيري كوفيل، أن استراتيجية طهران هي أولاً أن تكشر عن أنيابها من دون ارتكاب أي شيء لا يمكن إصلاحه وسيترتب عنه اشعال النار في البرميل.
الخروج من الاتحاد الأوروبي «لعبة لشخصين»
وكتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية، تحت نفس العوان: إنه قبل زيارة بروكسل أو برلين أو باريس للتباحث بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، قرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التوجه إلى إدنبرة، في اسكتلندا، للقاء نيكولا ستيرجين، الوزيرة الأولى في الإقليم، وقام جونسون بهذه الزيارة، لأنه ليس في وسعه إلا أن يقوم بذلك، فقد صوتت اسكتلندا باغلبية كبيرة لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016. وإثر صدور نتيجة الاستفتاء والمرحلة التي تبعته بدا للكثيرين أن حزب المحافظين يعج بأشخاص لا تعنيهم وحدة بريطانيا وبقاء اسكتلندا طالما حصلوا على الخروج من الاتحاد الأوروبي..وتقول الصحيفة: إن تأكيد جونسون في زيارته لاسكتلندا حين سؤاله عما إذا كان يتوقع حدوث استفتاء جديد على بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ على أن الاستفتاء الذي جرى عام 2014، «هو استفاء لمرة واحدة في الجيل»، قد يدفع ، الوزيرة الأولى في الإقليم «بستيرجين»، صوب سيناريو كتالونيا، أي استفتاء غير ملزم من الناحية القانونية..وتختتم الصحيفة الافتتاحيةبقولها: إنه سيكون من التهور ألا يفكر جونسون في أن تحمسه للخروج من الاتحاد الأوروبي لن يؤدي إلى تفكير اسكتلندا، ومناطق أخرى في بريطانيا، إلى التخلي عن المملكة المتحدة.
نيجيريا تختار القوة في مواجهة الطائفة الشيعية
وتحت نفس العنوان، نشرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، مقالا حول قرار الحكومة النيجيرية، حظر الحركة الإسلامية الشيعية في نيجيريا، وهي جماعة متطرفة تقول الصحيفة إنها مقربة من إيران ولا يختلف تاريخها عن تاريخ جماعة بوكو حرام الجهادية.. وجاء في المقال: إن اختيار نيجيريا للقوة من أجل حظر الحركة الإسلامية يأتي بعد أن تحصلت السلطات على تصريح من القضاء حيث كان من الضروري أن تتصرف قبل أن يصبح الوضع خارج عن السيطرة فهي تسعى الى تذكير الناس بعدم استخدام الدين لخرق القانون في البلاد، ويشك الكثيرون في أن هذا الإجراء الذي قامت به الحكومة سيكفي لتهدئة الأوضاع..وكشفت الصحيفة أن الحركة الإسلامية الشيعية في نيجيريا باتت مصدر قلق متزايد للحكومة في السنوات الأخيرة، خاصة أن نيجيريا تعتبر دولة مقربة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج وهي دول تعتبر عدوة لإيران.
