في خضمّ أزمة سياسية ممتدة لأكثر من نصف عام، واحتقان مجتمعي تزداد حدته ويتسع نطاقه، تتصاعد الدعوات للهدوء والحفاظ على السلم المجتمعي في السودان.
ودعا مجلس السيادة، إلى نبذ خطاب الكراهية وترك سياسة “فرق تسُد”، حيث قال عضو المجلس أبوبكر حجر، إن ثورة ديسمبر أكدت أن الكراهية والعنصرية قد ولى زمنها، وإنه لا بد من تحقيق دولة لكل السودانيين.
كما وجه المجلس رسالة لأهل دارفور بأن يتركوا الفرقة والشتات، على أن يتم حل كل الخلافات بعيدا عن الاقتتال الذي لن يستفيد منه أحد.
توافق وطني
وفي السياق ذاته، قال عثمان عبد الرحمن، الناطق الرسمي باسم حركة تمازج السودانية، إن المؤسسة العسكرية تقدمت بتنازلات عديدة للقوى السياسية.
وأضاف عبد الرحمن خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن تسليم السلطة لمكون مدني مرهون بتوافق وطني وسياسي، ولكن في ظل هذا التعنت فلن يتم التوصل إلى حل للأزمة الراهنة.
كما أكد أن هناك قوى سياسية ترفض أي ظهور للمكون العسكري أو أن يكون شريكا في الانتقال الديمقراطي للسلطة في السودان.
وأشار إلى أن أي محاولة لإقصاء المكون العسكري سيكون هروبا وسيزيد من حدة الأزمة السياسية في البلاد.
ثقافة السلام
من جانبه، قال نور الدين صلاح الدين، القيادي بقوى الحرية والتغيير، إن السودان يعاني من ازمات عدة، وأن قوى سياسية تنظر إلى جهاز الدولة على أنه منحاز لمجموعات ثقافية معينة، وهي واحدة من الأسباب التي أدت إلى حروب أهلية.
وأضاف نور الدين صلاح الدين أن المجتمعات السودانية تعاني إشكالات في كثير من المناطق، ومنها شعور فئة بأنها مميزة عن غيرها.
كما أوضح أن الجميع بحاجة إلى سودان جديد يعبر عن الكل، دولة غير منحازة لدول ما، ويريد أن تتفشى ثقافة السلام ونبذ العنف في كل ربوع الوطن.
ويأتي ذلك في وقت تطالب فيه حركات سودانية، بطرح مشروع عقد مدني جديد ومواطنة دستورية تشمل قيم العدل والمساواة، مع الوصول إلى مقاربة وطنية جديدة لإنتاج دولة حديثة، مبنية على قيم إنسانية متفق عليها.
وجدير بالذكر أن وزير الثقافة والإعلام، د. جراهام عبدالقادر، شدد اليوم الأربعاء خلال تدشينه مهرجان (التراث السوداني) على أهمية التراث لبناء السلام، مؤكداً التعاون بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني في توطين قيم السلام من خلال ممارسات فنية وثقافية لمحاربة خطاب الكراهية وبناء سودان يقبل الجميع.
وأكد وزير الثقافة على أهمية المعرض في دفعته الإيجابية للمرأة والترويج للقيم التراثية الجاذبة ودور المرأة في السلام الإجتماعي لتحقيق وحدة السودان.
ومن جانبها، قالت رئيس منظمة الرحماء للتنمية والعون الإنساني، مريم محمد آدم، إن المعرض يمثل كل السودانيين ويجمعهم لتعزيز القومية ونبذ خطاب الكراهية لبناء سودان خالٍ من العنصرية والقبلية.
