«زيارة هي الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي إلى أفريقيا منذ 50 عاما».. هكذا عرفت الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى أفريقيا، بعد دعوة تلقاها من جانب الرئيس الكيني ورؤساء أفارقة آخرين، والتي بحث ترتيباتها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد، اليوم الإثنين، خلال لقائه أئمة ورجال دين أفارقة خلال زيارتهم لإسرائيل في وفد من 6 دول، تضمنت جنوب السودان وزامبيا والكاميرون وكينيا ورواندا وإثيوبيا.
ذكرى عملية عنتيبي
وكان رئيس وزراء إسرائيل، أعلن عن هذه الزيارة نهاية الشهر الماضي، مؤكدا أنها تأتي بالتزامن مع الذكري الـ 40 لعملية عنتيبي التي شنتها إسرائيل في 4 يوليو/تموز عام 1976، وقتل فيها شقيقه الأكبر يونتان نتنياهو، بعد أن لتحرير رهائن إسرائيليين بعد أن اختطفت طائرة الخطوط الجوية الفرنسية المتوجهة من تل أبيب إلى باريس من جانب عدد من الألمان والفلسطينيين، وأطلق سراح جميع الركاب من غير اليهود.
فيما قال نتنياهو، إن الزيارة تهدف أيضا إلى تحسين العلاقات مع القارة الأفريقية خاصة في القضايا الأمنية، مؤكدا أن هناك اهتمامات وقضايا وتحديات مشتركة معربا عن رغبته في التعاون في إطار المنظمات الدولية لا سيما الأمم المتحدة، كما عرض التعاون في مواجهة الإرهاب الذي انتشر بعد الربيع العربي، «نتفهم خطورة حركة الشباب الإرهابية على القارة الأفريقية ومستعدون لمواجهتها سويا».
الزيارة لا تتضمن جنوب أفريقيا
ووفق ما ذكرت صحيفة التايمز الإسرائيلية، فإن جنوب أفريقيا مستبعدة من الزيارة بسبب التوتر الذي شاب علاقات البلدين بعد انتقاد بريتوريا للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، فيما انتقدت اسرائيل استضافة جنوب أفريقيا وفودا من حماس واصفة ذلك بتجاهلها للمجتمع الدولي الذي يعتبر حماس جماعة إرهابية، فيما أعلن رئيس جنوب أفريقيا رفضه أية زيارة إسرائيلية محذرا من السفر إلى إسرائيل.
إلا أنه وفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فإن كلا من بوروندي وكينيا ورواندا وتوجو و15 دولة أفريقية أخرى اعتادت على التصويت لصالح إسرائيل في القضايا الدولية.
يد إسرائيل في أفريقيا
على الرغم من عدم الظهور الرسمي من خلال زيارات على أعلى المستويات إلى أفريقيا، إلا أن إسرائيل كان لها دورا كبيرا في معظم المتغيرات التي طرأت على القارة السمراء.
ففي السودان، اتهمت إسرائيل بلعب دور رئيسي في تقسيم السودان، بعد أن تلقى قائد الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان جون جارانج دورات عسكرية في إسرائيل، كما تقدم دعما للمتمردين في دارفور.
وفي إثيوبيا، تعرف العلاقات مع إسرائيل بأنها استراتيجية بفضل العدد الهائل من المستثمرين الإسرائيليين في مجالات الزراعة والري والأمن والسياحة، حيث يحظى هؤلاء بدعم وحماية النظام الحاكم هناك، فيما يتواجد جالية يهودية كبيرة في إثيوبيا «يهود الفلاشا».
وتمثل دول حوض النيل، بشكل عام، أهمية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل كما تلعب دوراً غير مباشر في صراع المياه بين تلك الدول استفادة من نفوذها الكبير في دول مثل إثيوبيا وكينيا ورواندا.