نتنياهو وبايدن.. خلافات على الدولة الفلسطينية أم مناورات لإطالة أمد الحرب في غزة؟
لا تزال الخلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في دائرة الشكوك، هل هي خلافات حقا، أم تباين وجهات النظر حول قضايا يجري بحثها على أساس مصلحة إسرائيل أولًا.
وفيما يبدو مناورة سياسية، يتواصل الدعم الأميركي السياسي والعسكري لإسرائيل، بينما الخلافات تتجدد بين بايدن ونتنياهو، كان آخرها الخلاف حول حل الدولتين، خلافات لا تخفي التوافق حول إطالة أمد الحرب، وقد نسفت الولايات المتحدة مشروعات قرارات أممية تدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحين تقدمت الجزائر أول من أمس، بمشروع قرار إلى مجلس الأمن، يطالب بوقف النار لأسباب إنسانية في غزة، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن مشروع القرار يعرض «مفاوضات حساسة» للخطر، تستهدف التوسط لوقف القتال في غزة!
وبينما يرى آخرون أن هذا الخلاف قد لا يعني شيئًا أمام الدعم الأميركي اللا متناهي لإسرائيل، ويرقى لتحويلها من وسيط في القضية إلى شريك ضد الفلسطينيين في الحرب.
أميركا تستطيع وقف العدوان الإسرائيلي
في حقيقة الأمر، لو أرادت الولايات المتحدة الأميركية، أن توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنذ الأسبوع الأول، لفعلت ذلك خلال 24 ساعة، بحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، مؤكدًا للغد، أن أميركا مصرة على استمرار هذا العدوان على قطاع غزة، ومصرة على أن تقضي على المقاومة الفلسطينية، وعلى أن تكذب على الرأي العام بكلام معسول ولكن ليس له أي نتيجة.
وأضاف «صباغ» أن الولايات المتحدة تريد ما هو أبعد من قطاع غزة، تريد تأسيس نظام جديد في الشرق الأوسط يكون تحت الهيمنة والسيطرة الأميركية، وأن تكون إسرائيل شريكا للولايات المتحدة في الهيمنة على الإقليم.
«خلافات حول أفضل الطرق لنحقيق مصالح إسرائيل»
ما يبدو من تناقض في التصريحات بين الرئيس بايدن وبين رئيس حكومة الاحتلال، يشي وعن قصد بخلافات بينهما خاصة حول حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين، ولكن الصورة الحقيقة أقرب إلى «خلافات حول أفضل الطرق لتحقيق مصالح إسرائيل»، وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، فإن الكلام في زاوية والفعل في زاوية أخرى، وقال للغد، إن واشنطن تستطيع بالفعل وضع نهاية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكنها لا تقعل لأنها تريد إنهاء وجود المقاومة الفلسطينية، وهي رؤية متطابقة مع إسرائيل.
ويضيف «منصور» للغد: «من يملك «الصافرة» التي تنهي المأساة الإنسانية في غزة هي الولايات المتحدة وتستطيع في أي لحظة، وهي تملك القدرة على إصدر قرار بوقف الحرب ولكنها لا تريد، لأنها لا تريد أن تقع في صدام مع نتنياهو».
مناورات عبر التصريحات المتناقضة
لا توجد خلافات بين واشنطن وتل أبيب، ولكن توجد مناورات عبر التصريحات المتناقضة.. وضرب المحلل السياسي الأمثلة، فبينما يصرح الرئيس الأميركي بايدن، بأن نتنياهو وافق خلال محادثة هاتفية على حل الدولتين، يخرج نتنياهو ليقول إنه يرفض تمامًا قيام دولة فلسطينية، وعلى نفس المسار تأتي تصريحات غالانت، فقد اتفق مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، على تخفيف التصعيد العسكري، بحسب تصريحات البنتاعون، ثم يخرج غالانت في نفس اليوم ليقول إن الجيش سيتحرك إلى رفح بعد الانتهاء من خان يونس لمواصلة العمليات العسكرية المكثفة!
ويشير الباحث السياسي الفلسطيني، محمد زيدان، إلى مثال آخر، موضحًا أن إسرائيل سبق أن وافقت على مقترح الولايات المتحدة باستقبال لجنة أممية تتقصى حقائق الوضع في شمال غزة قبل عودة النازحين إلى ديارهم، وهي لم تلتزم بالاتفاق مع الولايات المتحدة ولم تستقبل اللجنة حتى الآن، بينما الولايات المتحدة نفسها تبرر موقف إسرائيل بحالة الطقس السيئ وأحيانًا الظروف غير الملائمة لعمل اللجنة مع العمليات القتالية المتواصلة، وهناك توافق تمامًا بين الدولتين ضد فلسطين ولمصلحة إسرائبل.. توافق وراء ستار ما يطلق عليه خلافات!
……………………..
البث المباشر لقناة الغد
