نتنياهو يدفع جانتس إلى حافة الهاوية

في خطوة أثارت استياء وسخط كثيرين، تم انتخاب رئيس تحالف «أزرق أبيض» ورئيس الأركان الأسبق، بيني جانتس، رئيساً للكنيست الإسرائيلي، بدعم وتأييد من منافسه لرئاسة الحكومة، بنيامين نتنياهو، حيث تأتي تلك الخطوة تمهيداً لتشكيل حكومة طوارئ بين الخصمين، تلبية لدعوة الرئيس الإسرائيلي، رؤفين ريفيلين، بتشكيل حكومة طوارئ تحت عنوان “مواجهة فيروس كورونا”.

جانتس رئيساً للكنيست

صوت لصالح غانتس 74 عضواً من أعضاء الكنيست، و18 ضده، من أصل 120 عضواً في الإجمال، وهو ما يشير إلى أن رئيس الكنيست الجديد حظي بدعم من كتلة اليمين، خاصة من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، وسط تغيب العديد من حلفاء جانتس السابقين عن الجلسة، بينهم نصف مشرعي حزب «أزرق أبيض»، وكان يفترض أن يقدم غانتس أحد نوابه الى الكنيست لترشيحه للرئاسة، لكنه في اللحظة الأخيرة رشح نفسه.

ويرى الكثيرون أن ثمة صفقة تم إبرامها بين نتنياهو وجانتس وعليها تولى الأخير رئاسة الكنيست، ووفقا لما تم تداوله فإنه من المنتظر أن يتولى جانتس حقيبة الخارجية في تلك الحكومة التي سيترأسها نتنياهو.

وتمنح تلك الصفقة نتنياهو الفرصة من جديد للتربع على صدارة المشهد السياسي في الوقت الذي تلاحقه في المحاكمة في قضايا فساد، ويحظى فيها بفرصة لرئاسة الحكومة لمدة عام ونصف، حتى سبتمبر 2021، ولا يعلم أحد ما هي الضمانات التي منحها لجانتس، الذي من المفترض أن بحوذته خطاب من الرئيس بتكليف الحكومة، حتى يقنعه بالتخلي عن رئاسة الحكومة حتى ذلك الوقت.

تصدع تحالف «أزرق أبيض»

وبكل المقاييس، نجح نتنياهو السياسي المخضرم في إحداث صدع كبير وتفكيك تحالف «أزرق أبيض»، الذي يقوده جانتس ويتألف من ثلاثة أحزاب وكان منافسه في ثلاث جولات انتخابية، مستغلاً حالة الجمود السياسي وعدم احتمالية نجاح جانتس في تشكيل حكومة وحدة، فكان لزاماً على نتنياهو البحث عن أية وسيلة لتفكيك كل العدائيات التي تواجهه والتي من شأنها الزج به في السجن، خاصة أن تحالف «أزرق أبيض» تعهد بمحاكمة نتنياهو في قضايا الفساد.

وبتوليه رئاسة الكنيست ترك الجنرال السابق جانتس الكثير من حلفائه السياسيين يستشيطون غضبا لتمهيده الطريق أمام شراكة مع نتنياهو ما سيمنحه فرصة للتهرب من المحاكمة، وانتقد الرجل الثاني في التحالف ورئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لابيد، هذه الخطوة من جانتس، وقال إن ما سيتم تشكيله ليست بحكومة طوارئ إنما حكومة جديدة لنتنياهو، ورأى أن حليفه – جانتس، استسلم دون معركة وزحف إلى حكومة يرأسها نتنياهو.

 

إهانة الجنرال السابق

ومن جانبها وصفت صحيفة “هآرتس” تعيين زعيم تحالف «أزرق أبيض»رئيساً للكنيست بأنه “السيناريو الأكثر إهانة، لقائمة نشأت كبديل لحكم نتنياهو الفاسد”، فمعظم الإسرائيليين وعلى رأسهم التحالف كان يعتقد أن جانتس كان بديلاً لنتنياهو، وليس لرئيس الكنيست السابق.

ويرى العديد أن نتنياهو نجح في إضافة جندي آخر إلى صفوفه، وأدى إلى تفكيك البديل «أزرق أبيض»، وفي خلال فترة توليه رئاسة الحكومة سيعمل نتنياهو على تثبيت قاعدته القانونية في المؤسسات، لضمان عدم محاكمته فيما يلاحقه أولا، وتأمين خطواته ومطامعه السياسية خلال الفترة المقبلة، بما فيها تسيير صفقة القرن.

على الجانب الآخر، سيقبع الجنرال عديم الخبرة السياسية وحيداً، حيث سيتركه حلفاؤه واحداً تلو الآخر، إذ اعتمدوا عليه في السابق في الإطاحة بنتنياهو من منصبه، وانشق عدداً من نواب «الليكود» وانضموا إلى «أزرق أبيض» فقط للإطاحة برئيس الحكومة، إلا أنهم الآن يرون أن غانتس قبل بالجلوس مع نتنياهو مشاركته في الحكومة والتنازل عن الاتفاقات والتحالفات المبرمة، ما سيتركه وحيداً أمام كتلة اليمين التي ستتعاظم في مقابل تفكك كتلة اليسار وسط.

وتوجه جانتس، عبر تغريدة على تويتر، بالشكر إلى الحلفاء السابقين، يائير لابيد وموشيه يعالون، معلناً أنه اتخذ قراراً بالتوجه إلى حكومة طوارئ مع نتنياهو لحماية إسرائيل التي تعاني من تفشي فيروس كورونا، وتجنباً لخوض جولة رابعة من الانتخابات في مثل هذا التوقيت.

 

حلفاء الأمس يتراجعون

أعلن حليفا جانتس، لابيد ويعالون، أنهما لن يؤيداه  في خياره، وقال لابيد إن جانتس قرر أن يترك «أزرق أبيض» وتفكيكه والزحف إلى حكومة نتنياهو، ووصفه بأنه قرار مخيب للآمال، ورأى أن ما يتم تشكيله ليس حكومة وحدة وليس حكومة طوارئ، إنما حكومة أخرى يرأسها نتنياهو، أقر بأن لدى اسرائيل مهمة وطنية واحدة هي محاربة فيروس كورونا، إلا أن تلك الأزمة لا تعطي الإذن بالتخلي عن قيم اليسار، ووعوده بعدم الجلوس مع رئيس وزراء متهم بتهم جنائية وبعدم الجلوس في ائتلاف من المتطرفين والمبتزين.

في النهاية، نجح نتنياهو بتحقيق مقصده والوصول إلى سدة الحكم مجدداً، ولو بشكل مؤقت، مما سيمنحه أفضلية حاليا للمواصلة كرئيس وزراء وربما الدعوة لعقد انتخابات رابعة، والدفع بمنافسه اللدود جانتس للسقوط من قمة الانتصار الذي حققه بتكليفه بتشكيل الحكومة إلى الهاوية السياسي بعد أن تباعد عنه عدد من حلفاؤه، وبعد أن جرته عدم خبرته السياسية إلى هذا المستنقع.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]