نجل القائد مسعود يتأهب للسير على خطى والده في أفغانستان

بعد 15 عاما من ظهوره وهو في سن الثانية عشرة في موكب جنازة والده عبر طرقات بانشير، ها هو أحمد شاه مسعود، نجل القائد مسعود الأسطوري في أفغانستان يتأهب للسير على خطى أبيه.

وحين وصل إلى ضريح والده بلباس أبيض مع قميص وسروال فضفاضين، وقد أحاط به مجاهدون سابقون ترصد نظراتهم كل تحرك، كان لظهوره وقع المفاجأة بين الحضور، فوقعت سيدة ترتدي البرقع أرضا وهي تتاوه، في حين مسح مجاهد سابق يعتمر عمامة دموعه تأثرا.

KABUL,AFGHANISTAN - SEPT. 9: Ahmad Massoud, the son of the slain leader Ahmad Shah Massoud  hugs and kisses dignitaries, soldiers and guests during a ceremony in Kabul Sports Stadium September 9, 2002  to comemerate the one-year anniversary of the death of his father.   (Photo by Ami Vitale/Getty Images)

فقد ورث الشاب أحمد نظرة العينين نفسها مثل والده، لكن ملامحه أقل صرامة، ووجهه أقل نحافة من وجه أحمد شاه مسعود، الذي تظهر صوره وهو غارق في التفكير أو جاد أو ضاحك، معلقة على كل جدار أو متجر أو منعطف طريق في وادي بانشير، الذي كان يدافع عنه ضد السوفيات ثم طالبان حين كان قائدا لمجاهدي رابطة الشمال.

وترك «أسد بانشير» ذكريات مختلطة لدى سكان كابول الذين علقوا في بداية تسعينات القرن الماضي وسط المعارك بين المجاهدين المتنافسين على الحكم، لكن في بانشير على بعد ثلاث ساعات إلى الشمال من العاصمة فإن مشاعر الإخلاص إلى القائد مسعود ثابتة.

601052489-ahmed-chah-massoud-meneur-combattant-guerre-religieuse

وقتل القائد مسعود في 9 أيلول/ سبتمبر 2001 بيد شخصين انتحلا صفة صحفيين أرسلتهما القاعدة، وذلك قبل يومين من اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر بالولايات المتحدة.

ويقول نجله احمد انه يشعر ان اعلان اغتيال والده «وكأنه حدث بالأمس»، وروى في الحديقة التي حضرها والده، حيث استقبل وكالة فرانس برس، آخر مرور للقائد مسعود بمنزل الأسرة، فقد كان يعيش سرا في منطقة تبعد أكثر شمالا مع المجاهدين.

وقال أحمد إن والده كان لا يتوقف عن ترديد عبارة «آخر المرات» قبيل مقتله، ويوضح، «كان يقول لي تعالى صل معي مرة أخيرة، اسبح معي مرة أخيرة، العب معي مرة أخيرة، كان ذلك قبل أسبوع من اغتياله».

BHnbLTYCcAAaORK

 رأس منخفض

ويتذكر الشاب أحمد أنه حين كان في السابعة أو الثامنة حلم بأن والده يقتل، وقال «بحسب عادات بانشير يجب عدم التحدث عن حلم سيء لأي كان، وإنما أن تهرع لمكاشفة النهر به حتى يجرفه في تياره، هذا ما فعلت، لكن للأسف لم يكن ذلك كافيا».

وعند وقوع الاغتيال أخفت المجموعة الأمر، وكان زعماء بانشير وحلفاؤهم السياسيون يريدون أن يتفقوا أولا على خلافته.

وأضاف أحمد، «لقد تطلب الأمر إلحاح والدتي ليسمحوا لنا برؤيته، وفي المروحية التي أقلتنا كان كل شيء مختلفا، كنت جالسا بين القادة ولا أحد مازحني أو لاعبني».

1551673920184

وتابع «في غرفة معزولة بالمستشفى رفعوا الغطاء الأبيض ورأيت أبي، كانت صدمة، ومع أني ترعرت في أجواء الحرب، فإنه لم يسبق لي أن رأيت ميتا».

ووجد أحمد، وهو أكبر إخواته الخمس، نفسه في سن 12 عاما، الوريث الوحيد للهالة البطولية لوالده «وفهمت أنه علي أن أتحول فجأة إلى شخص آخر».

وفي يوم تشييع الجثمان تقاطر كل سكان وادي بانشير على تلة بازاراك، حيث دفن وسط حالة من الفوضى وبين المجاهدين والقرويين الحزينين، وحين ظهر بينهم أحمد ازدحم الجميع حول الوريث، كان طفلا لكنه يمشي وقد خفض رأسه ووضع يديه خلف ظهره كما كان يفعل القائد مسعود.

hqdefault

درست لأعود

وصرح في ذلك اليوم «أريد فقط أن أتبع درب والدي وأحصل على استقلال بلادي» (التي كانت تحت حكم طالبان منذ 1996)، كان صوته «واضحا جدا» واجهش الجميع من حوله بالبكاء.

لكنه لم يدرك إلا في سن 17 عاما ثقل التركة حين طلب منه محيطه التخلي عن حلمه بدراسة علم الفلك، لكنه عاد ودرس العلاقات الدولية في كينغز كوليدج في لندن.

واليوم بلغ أحمد مسعود سن الـ27 وبصدد الانتهاء من إجراءات دبلومه وسيعود في هذا الخريف إلى بلاده، وقال «درست لأعود» وأقسم «ليس لدي أي جنسية أخرى ولا أملاك خارج أفغانستان ولا استثمارات ولا حسابات مصرفية، كانت حياة والدي هنا وحياة أسرتي ومستقبلي أيضا».

وتدرس شقيقاته أيضا خارج البلاد، وأربع منهن يدرسن الطب، ويروي أحمد «كان والدي يحرص على دراستنا دون تمييز بينهن وبيني، بل أنه كان يشجعهن أكثر وكان ذلك أمرا غير معتاد على الإطلاق».

ويؤكد أحمد ان شقيقاته اللواتي لم يكشف مكان إقامتهن، سيعدن هن أيضا إلى أفغانستان، وأفغانستان في 2016 تبقى بلدا غير آمن، وهو ما يأخذه على السلطات القائمة ويقول «هذه الحكومة لم تف بأي من وعودها».

انتقاد السلطات

وإزاء الضغط المتواصل لطالبان جددت واشنطن في حزيران/يونيو التزامها العسكري بتأييد الجيش الأفغاني.

ويقول أحمد مسعود، «أنا ممتن جدا للمجتمع الدولي على دعمه منذ 15 عاما» قبل ان يضيف «للأسف الأمريكيون سمحوا لراع سيء بتولي أمور البلاد. لقد فشلوا في إقامة هيكل سياسي مستقر».

ويستهدف هذا الانتقاد الرئيس الحالي أشرف غني الذي يتقاسم السلطة مع عبد الله عبد الله، وهو رفيق درب سابق للقائد مسعود في اطار اتفاق هش تولت واشنطن رعايته.

وأضاف الشاب «لم يكن والدي ليسمح بتدخل قوات أجنبية في أفغانستان، لكنه كان حذر أمريكا من خطر الإرهاب وطلب دعمها، فاستجابوا بعد 11 أيلول/سبتمبر، فات الأوان. 15 عاما ومليارات الدولارات لاحقا، دون زعامة حقيقية، أترون الهدر؟».

وبدا الشاب أحمد وكان السياسة تسري في دمه، وعن سؤال هل سيكون نائبا أو وزيرا أو رئيسا؟ يرد «لم لا، إذا رأى الناس أنه يمكنني أن أخدمهم، وإلا فسـأكون أستاذا».

ويضيف «لست مدينا لأحد. حراسي وهم مجاهدون سابقون مع والدي، تتولى أسرتي دفع أجورهم. لا أحد ساعدنا بعد مقتله».

ويتوقف الشاب أحمد مسعود عند ضريح والده المطل على الوادي، ليستمع إلى شيوخ قدموا من بعيد وليلتقط زوار صور «سلفي» معه، ويردد «إنه الحب».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]