قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، إن قناة «أون تي في»، التي باعها لمواطنه أحمد أبوهشيمة، الأسبوع الماضي، كانت مصدر «صداع» له، كما أنها سببت له العديد من الخسائر وأثارت مشكلات كثيرة.
وشبّه ساويرس، أداء القناة بالمثل الشعبي المصري «جحا وحماره»، مشيرًا إلى أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، فالمحتوى الذي تقدمه القناة لم يكن يرضِي قوى ثورة 25 يناير، أو «الفلول»، أو الحكومة، أو المعارضة، قائلًا «كلهم على حد سواء تحولوا إلى نقاد لا يعجبهم ولا يرضيهم أي شيء، وانهال عليّ العتاب واللوم والشكوى من كل الاتجاهات وفي نفس الوقت».
وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة «أخبار اليوم» المصرية، أمس السبت، «لمن لا يعرف قصة جحا وحماره… ذهب جحا مع ابنه إلى السوق وقرر جحا أن يشتري حمارا لكي يريحه، فاشترى الحمار وركبه وسار ابنه بجانبه.. فانبرى واحد من المارة وقال له أيها الأب القاسي. تركب أنت وتترك ابنك يسير وهو صغير السن ضعيف؟ فنزل جحا وأجلس ابنه على الحمار ومشى بجانبه.. فمر شخص آخر وصرخ في الابن وقال له: أيها الابن العاق كيف تركب أنت وتترك أباك العجوز يمشي.. عيب عليك! فقرر جحا أن يركب هو وابنه الحمار معا.. فجاءهم من يصيح فيهما: هل اختفت الرحمة من قلبيكما.. حرام عليكما هذا الحمار المسكين.. فنزلا ومشيا بجوار الحمار.. فأخذ المارة يضحكون عليهما.. ما أعجبكم تشترون الحمار وتمشون بجواره!؟».
وأضاف، «هذا ما حدث معي في قناة أون تي في…!!! فلا أحد راض عما تقدمه القناة سواء قوى ثورة 25 يناير أو من يطلق عليهم الفلول أو المحافظون أو الإصلاحيون أو الحكومة أو المعارضة، كلهم على حد سواء قد تحولوا إلي نقاد لا يعجبهم ولا يرضيهم أي شيء وانهال عليّ العتاب واللوم والشكوي من كل الاتجاهات وفي نفس الوقت».
وتابع، أضف إلى ذلك صعوبة التعامل مع الإعلاميين علي الرغم من حبي لهم.. الحقيقة زهقت وتعبت فوق الاحتمال وأصبحت قناة أون تي في بالنسبة لي مصدرًا للصداع والمشاكل والخسائر من كل نوع.
بالإضافة إلى ما سبق فأون تي في كانت كما يقولون «واقفة عليّ بالخسارة» فلم تكن تغطي نفقاتها المالية نظرًا لأنها قناة فضائية إخبارية، لا تقدم أفلاما ولا مسلسلات وكان من الصعب الاستمرار بهذا الوضع.
وكان لزاما لكي تتحول القناة إلي الربحية إنشاء باقة كاملة من القنوات التابعة حوالي 5 أو 6 قنوات تقدم أنواعًا أخري من المحتوي التليفزيوني مثل الدراما والأفلام والمنوعات وتخاطب نوعيات مختلفة من المشاهدين لتجذب موارد إعلانية كبيرة، وهو ما كان يتطلب ضخ مئات الملايين من الجنيهات إن لم يكن مليارا كي تستطيع منافسة القنوات الأخري وأنا اهتماماتي سياسية وهو استثمار لست على استعداد للدخول فيه.
أما بالنسبة لهواة الشائعات والتفلسف الذين بلينا بهم والذين أشاعوا أني قد اضطررت لبيع القناة تحت تأثير ضغوط مورست عليّ فأقول لهم منذ متي كنت انحني تحت ضغط أو خوف من بشر؟ إن بيع القناة قد جاء بمبادرة شخصية مني بعد أن أصبح للمشاكل التي تأتي من ورائها تأثير سلبي علي حياتي. لقد وصلت لمرحلة من النضج والحكمة أفضل فيها تخصيص وقتي لإنجاز أعمال مهمة تسعدني وتسعد الجميع ولا تسبب لي صداعا ينغص عليّ حياتي اليومية.
وقال ساويرس، أعلم أن الإنسان لا يستطيع أن يرضي الجميع ولكن نكران المجهود المبذول وافتراض سوء النية وراء الهدف من عمل في أصله نبيل ووطني بالتأكيد شيء محبط.
علي سبيل المثال، فقد قامت أسرتي متبرعة برصف شارع شجرة الدر في الزمالك، وتم ذلك بمعداتنا وعمالنا وعلى نفقتنا وعلى أكمل وجه، ولكني فوجئت برسالة من سيدة على تويتر تقول لي بتهكم «هل أصبح هذا مستوى أوراسكوم»؟.
عودة أخيرة إلى موضوع أون تي في، أتمنى لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة كل النجاح والتوفيق وإن كنت مشفقا عليه من مواجهة ما سبق أن واجهته أنا من مشاكل أون تي في، إلا أني متأكد أنه بحماس وعزيمة جيل الشباب الذي ينتمي إليه سوف يجتاز كل المصاعب وسوف ينجح في تحويل القناة من الخسارة إلى الربح وأقول له حظا سعيدا وربنا يعينك!.
وبالنسبة لي.. لن ينسي أحد أو ينكر أن أون تي في كان لها دور تاريخي في ثورة ٢٥ يناير، فانفردت بالتغطية ولم تنحني لبطش النظام أو تهديداته وأكملت ذلك بثورة ٣٠ يونيو وساهمت في خلاصنا من الكابوس الذي جثم على أنفاسنا! وستظل جزءاً من تاريخي وقلبي!!.