تخيم نذر المواجهة في سوريا، على الدوائر السياسية والعسكرية الغربية، في أعقاب التهديدات الصريحة من الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها بريطانيا وفرنسا، وفي أجواء ساخنة اخترقتها الطائرات العسكرية الإسرائيلية، فجر اليوم، بقصف قاعدة التيفور «T4» العسكرية أو مطار «التياس» كما هو متعارف عليه محليا، شرقي محافظة حمص بـ 8 صورايخ جو -أرض من دون أن تدخل في المجال الجوي السوري، وهي فوق الأراضي اللبنانية، بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للرئيس السوري بشار الأسد بـ «دفع ثمن باهظ» جراء تقارير إعلامية تحدثت عن هجوم كيميائي على مدينة «دوما» بالغوطة الشرقية، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا.
وتوقعت الدوائر البريطانية،، أن يقدم الرئيس ترامب على عمل عسكري في سوريا، دون Hن يكتفي باتهام نظام بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية، وتوجيه وصف جارح له، مع وجود دول تطالب بعمل عسكري واسع ضد نظام الأسد، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
والتساؤلات القائمة في الدوائر البريطانية: هل الضربات ستكون أحادية الجانب أم موسعة؟ بحيث تشهد تنسيقاً بين عدة دول غربية للتخلص من مخزون الأسد من السلاح الكيماوي، وإنهاء الحصانة التي يتمتع بها على المستوى السياسي.. ومن جانبه قال محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة «الجارديان» البريطانية، بارتيك وينتور، إن «تغريدات» ترامب، تعد إشارة شبه واضحة على الإعداد لسلسلة من الضربات العسكرية الغربية المتوالية على سوريا.
ويؤكد سياسيون وخبراء في واشنطن، أن توقعات قصف سوريا، وتحديدا العاصمة دمشق، ومنطقة اللاذقية على ساحل البحر الأبيض، أصبحت أقرب للواقع، وفقا لبيان البيت الأبيض، بأنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون تعهدا، أمس الأحد، «برد قوي مشترك» على هجوم كيميائي مفترض أسفر عن مقتل العشرات في دوما السورية، واتفقا على وجوب محاسبة نظام الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان، وأضاف البيان «لقد اتفقا على تبادل المعلومات حول طبيعة الهجمات، وتنسيق استجابة قوية ومشتركة»، مما يؤكد قرب توجيه ضربات عسكرية لمواقع ومؤسسات النظام السوري!!
واستبعدت الدوائر السياسية والعسكرية في واشنطن، قصف القصر الرئاسي السوري « قصر الشعب» وهو قصر كبير من عدة طوابق وحجمه كبير جداً على تلة جبل، ولكن الاحتمال القائم قصف مواقع بالقرب من دمشق العاصمة، والمنطقة المتاخمة للغوطة الشرقية، وربما يمتد القصف لمحافظة اللاذقية، بلدة الرئيس السوري ومقره الصيفي، بعد أن توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس السوري بشار الأسد بـ «ثمن باهظ».
وسارعت موسكو إلى التحذير من «عواقب وخيمة جداً» لأي تدخل خارجي في سورية..واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أن «المزاعم» عن حدوث هجوم كيماوي «استفزازات سبق أن حذرت منها، وتهدف إلى حماية المتطرفين وتبرير ضربات محتملة على سورية من الخارج». وحذرت في بيان من أن «أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سورية، حيث يوجد عسكريون روس بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقاً»، وقد يؤدي إلى «عواقب وخيمة للغاية».. كما طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن تهديد السلم والأمن الدوليين.
ووفقا لتأكيد البيت الأبيض، يعقد الرئيس ترامب اجتماع اليوم الإثنين ، مع االقيادات العسكرية لبحث مزاعم إطلاق أسلحة كيماوية بمدينة دوما السورية، في أعقاب مشاعر الغضب التي سادت بين كبار الضباط وأعضاء مجلس الأمن القومي بسبب تصريحات سابقة للرئيس ترامب بالانسحاب «فورا» من سوريا، مما اعتبروه استهتارا من ترامب بنصيحتهم بأن الانسحاب الفوري للقوات الأمريكية من سوريا سيكون أمراً غير حكيم، ولذلك فإن قرار توجيه ضربات عسكرية لسوريا يتوافق مع رؤية العسكريين الأمريكيين.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة، مساء اليوم ، بطلب من تسع دول، في وقت تحدّث الاتحاد الأوروبي عن «أدلة تشير إلى هجوم كيماوي آخر» نفذه النظام السوري.. وبينما نفت الحكومة السورية، وقوع أي هجوم كيماوي، وقال مسؤول سوري، إن «الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم، ليس في حاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيماوية، كما تدّعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب».
وأعرب رئيس مركز حميميم للمصالحة في سورية، الجنرال يوري يفتوشينكو، عن استعداد موسكو لـ «إرسال متخصصين روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي لجمع المعلومات بمجرد تحرير دوما من المسلحين».
ويحذر الخبير العسكري المصري، العميد علوي فهمي، من المخطط الأمريكي ـ الفرنسي ـ البريطاني ، بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا بحجة الأسلحة الكيماوية، على غرار ما حدث في العراق بمزاعم اسلاحة الدمار الشامل، وفي ظل أجواء عربية مساعدة!! وقال اللواء فهمي للغد: إن نُذر مواجهة جديدة تلوح في الأفق، بعد أن أوشكت سوريا على تحرير منطقة الغوطة من الإرهابيين والفصائل المسلحة من المعارضة، ويبدو أن الولايات المتحدة تريد تحجيم انتصارات الجيش السوري وشبه سيطرته على غالبية المناطق السورية.. وأضاف: من الواضح أن هناك حسابات جديدة من أمريكا وحلفائها داخل سوريا، وهي حسابات تعيد الحياة مرة أخرى للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
