نزار زكا لـ«الغد»: كنت أفضل الموت عن البقاء حيا في سجون إيران
بيروت- كلودي آبي حنا
قال الأمين العام لمنظمة (إجمع) اللبناني، نزار زكا، في لقاء حصري مع قناة الغد، بعد يومين فقط من عودته إلى بيروت، إثر الإفراج عنه من إيران، إن الحرس الثوري الإيراني اعتقله ليحول دون دخول شركات التكنولوجيا والمعلوماتية إلى السوق الإيراني، مشيرا إلى إنه كان يفضل الموت عن البقاء حيًا في السجون الإيرانية.
وأضاف زكا، الحائز على إقامة أمريكية، إن الإفراج عنه جاء في ظروف معاكسة لتخفيف الضغط في المنطقة، قائلا: «أشعر وكأنني في حلم، لم أصدق أنني خرجت من السجن».
وشدد زكا على أن ظروف الاعتقال في إيران كانت صعبة جدًا، موضحًا أنه في السنة الأولى على اعتقاله كان دائمًا معصوب العينين إضافة إلى التعذيب النفسي الشديد. وبعد ذلك، تم نقله إلى السجن الأمني الأشبه بالقبر. فقد كان عليه أن يبقى ممددًا حوالى ثماني عشرة ساعة يوميًا في غرفة لا تعلو أكثر من 90 سنتمترًا، ولا يتجاوز قطرها 70 سنتمترًا بمترين.
وقال زك إنه لجأ إلى تنفيذ أكثر من إضراب عن الطعام، حيث دام الإضراب الأخير ثلاثة وثلاثين يومًا، وأدى به إلى جملة من المشاكل الصحية التي لا يزال يعاني منها والتي تجعله بالحاجة الماسة إلى العلاج.
وفي رده على أسئلة الغد، قال زكا إنه اختطف في العام 2015 من مطار طهران لدى عودته إلى بيروت بعد مشاركته في مؤتمر بناء على دعوة رسمية من نائبة الرئيس الإيراني. وذكر بأن اعتقاله تزامن مع التوقيع على الاتفاق النووي آنذاك والتصديق عليه من قبل مجلس الأمن الدولي.
ويرى زكا أن الحرس الثوري الإيراني، كان يريد توجيه رسالة إلى العالم بأنه يوافق على التوقيع على الاتفاق النووي، إنما لا يوافق على انفتاح إيران الكبير على الفضاء المعلوماتي بحيث تغرق إيران بشركات التكنولوجيا والمعلوماتية العالمية. في المقابل كانت هذه الشركات متحمسة جدًا للدخول إلى السوق الإيراني خصوصًا أن الشباب الإيراني متعلم ومثقف ومبدع.
وتابع زكا أن اعتقاله شكل رسالة واضحة لكل هذه الشركات للتوقف عن التفكير بالمجيء إلى إيران، خصوصا أنه كان يشغل موقعين مهمين جدا هما أمين عام المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات ونائب رئيس المنظمة العالمية للمعلوماتية والاتصالات. وبالفعل، بعد اعتقاله، توقف كل الحماس وتراجعت الأمور حتى خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي.
وفي سؤاله حول أن إطلاقه شكل رسالة انفتاح إيرانية معاكسة لتوقيفه؟ أجاب زكا أنه كان يلمس من سجنه تصاعد الحديث في إيران عن إمكانات الحرب، إلا أنه قبل أكثر من شهر على الإفراج عنه تغيرت اللهجة، وبرز تجاوب السلطات الإيرانية مع طلب رئيس الجمهورية اللبنانية الإفراج عنه. وبالفعل، في هذه الفترة أي في شهر مايو 2019 بدأت الأزمة تأخذ منحى مغايرًا وأقل تصعيدًا.
وأبدى زكا اعتقاده بأن الإفراج عنه مثل رسالة إيجابية وقد يكون بابًا للإنفتاح وتبادل الرهائن وتهدئة الضغط والصعوبات الموجودة في المنطقة.
وتمنى زكا أن يتم الإفراج عن كل الرهائن الموجودين في السجون الإيرانية، مشيرًا إلى أن رهائن أمريكيين كانوا موجودين في غرف مجاورة لغرفته وكلهم أبرياء.
وكشف زكا في حديثه للغد، أن سجانيه من الحرس الثوري الإيراني إعتذروا منه في اليومين الأخيرين، وقدموا له هدايا رمزية إيرانية ودعوه لمعاودة زيارة إيران، الأمر الذي لن يقوم به على الإطلاق كما قال!
وأكد أن إقامته الدائمة ستكون في لبنان ولكنه سيتوجه بعد أيام إلى الولايات المتحدة لرؤية أولاده الثلاثة الذين لعبوا دورًا كبيرًا رغم صغر سنهم في تحريك الرأي العام اللبناني والأميركي للإفراج عنه، ما يجعله يفخر بهم.
وأكد زكا في نهاية حديثه أن اعتقاله لن يؤدي إلى زعزعة إيمانه بضرورة حرية التعبير وحرية الإنترنت والتطور والإبداع.
