يوم المرأة العالمي له طابع خاص لدى النساء الفلسطينيات، فمنهن الشهيدة والأسيرة والمربية والمزارعة التي تعمل وتحرس أرضها التي يتهددها الاستيطان الإسرائيلي بالتجريف والمصادرة.
ومع احتفال العالم بيوم المرأة، لا تزال السيدة الفلسطينية تجدد ارتباطها بالأرض كمصدر دخل للعائلة، للتغلب على التحديات الاقتصادية بفعل الاحتلال، والتي تضاعفت هذا العام بفعل جائحة كورونا.
فنساء سهل دير بلوط غرب سلفيت استطعن الحفاظ على الأرض من شبح المشاريع الاستيطانية وعكسَن القدرة على البناء والشراكة في المجتمع.
الأرض مصدر عيشنا
فمنذ عشرين عاما لا تزال الشقيقتان كرامة وأحزان محمد تعملان في فلاحة وزراعة الأرض بمحصول الفقوس الذي يتوج بمهرجان خاص في سهل دير بلوط غرب سلفيت التي يتهددها الاستيطان الإسرائيلي.
وقالت المزارعة كرامة محمد: “الأرض هي حياتنا، فنحن نأكل من خيرها وهي مصدر رزقنا، وهي كل شيء لنا ، فلا يمكن لنا أن تتخلى عن أرضنا مهما حدث أو حاول الاحتلال مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان، سنبقى هنا على أرضنا”.
وأوضحت كرامة في حديثها لقناة “الغد”، أن المرأة الفلسطينية قادرة على العطاء والبناء والتضحيات، ومواجهة العديد من الصعاب التي تواجهها، ولابد من دعم المرأة بشكل دائم والوقوف أمام كل الانتهاكات التي تتعرض لها”.
بينما عبر شقيقتها أحزان عن سعادتها في العمل بالأرض كونها مصدر الرزق والحياة لها ولأسرتها ولكل الفلسطينيين، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية لا تزال تعاني سياسات الاحتلال وإجراءاته وإرهابه التي تحرمها من حقوقها.
وتعمل على امتداد ألف دونم أكثر من 450 امرأة من نساء دير بلوط في المجال الزراعي حيث انخفضت البطالة بين النساء بمواقع 50% فيما ارتفعت قيمة الناتج المحلي لمحاصيل السهل إلى أكثر من مليون دولار سنويا.
فالمرأة الفلسطينية هي حارسة الأرض وترتبط بها بقوة، وتقول المزارعة ختام إسماعيل: “المرأة ترتبط بالأرض ارتباطا كليا وتواجدنا هنا للمحافظة على أرضنا، كل ذرة من تراب الوطن مجبولة بعرقنا، ولا ننسى الشهداء الذي روى هذه الأرض التي هي مقدسة لنا”.
الاحتلال و دير بلوط
بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، تسلمت بلدة دير بلوط ووضعتها تحت سيطرتها المدنية حسب الاتفاقيات. قسمت أراضي البلدة إلى قسمين: الأول شكل حوالي 5.2% وعرف باسم المنطقة “ب”، بينما القسم الآخر والذي شكل النسبة المتبقية عرف باسم المنطقة “ج”.
ويتربع السهل الشاسع على امتداد قرابة 1200 دونم من أراضي القرية، السهل أو “المرج” كما يحلو للفلسطينيين هنا تسميته يزخر بأصناف المحاصيل الزراعية، والتي تشكل العائد الأساسي لدخل مئات العائلات البلوطية، والى الغرب من القرية تقع “المريج” وهي قطعة أرض زراعية منفصلة عن السهل وحُبلى كذلك بالمزروعات المتنوعة شأنها شأن السهل.
ويعد سهل دير بلوط شريان الحياة الاقتصادية الرئيسي لأهالي البلدة، والسلة الغذائية لمعظم ريف مدينة سلفيت، ورغم غطرسة الاحتلال وسرقته الموارد المائية علاوة على قرصنة جدار الفصل العنصري على الأراضي الغربية للبلدة، والتي لم يبق منها سوى المرج، فإن مزارعي دير بلوط يصرون على الاستمرار في زراعة ما تبقى من أراضيهم، غير مبالين بكل إجراءات الاحتلال وسياساته التعسفية الممنهجة.
