«نستله» تتحدى أزمة الدولار وتتطلع إلى النمو في مصر
تمضي نستله قدما في خطط لاستثمار مليار جنيه (127.71 مليون دولار) في مصر في الأعوام القليلة المقبلة، رغم نقص العملة الصعبة، الذي يزيد صعوبة تمويل الواردات وتحويل الأرباح للخارج.
وقال ياسر عبد الملك، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة نستله شمال أفريقيا، إن النشاط نما رغم التحديات، حيث تصنع المجموعة 70% من منتجاتها محليا، وقد نجحت في تمويل الواردات، لأن البنوك تعطي الأولوية في تخصيص الدولارات الثمينة للمواد الغذائية الضرورية.
وأضاف عبد الملك، «العملة الصعبة معركة يومية.. نضال شاق من يوم ليوم، لكن استطعنا مواصلة النمو في ظل كل هذا، وبفضل نموذج العمل الذي لدينا والفئات التي نعمل فيها».
“سنقوم أيضا في الأعوام المقبلة… باستثمار مماثل لما قمنا به في السابق – مليار جنيه مصري.”
ورغم القلاقل السياسية، التي هزت مصر منذ انتفاضات 2011، فقد توسعت نستله، حيث فتحت مصنعا للشوكولاتة في منتصف 2014 وضاعفت عدد موظفيها إلى 6500.
وأشار عبد الملك إلى أن الصراع في ليبيا أثر سلبا على الصادرات من مصر، لكن نستله تتوقع تحقيق نمو في خانة العشرات بمنطقة شمال أفريقيا، التي تشمل مصر وليبيا والسودان على مدى 5 إلى 10 سنوات.
وقال «في العام الماضي أبلينا بلاء حسنا رغم التحديات، نخطط لمواصلة العمل بهذه الخطة لتحقيق نمو في خانة العشرات».
والغذاء قطاع ينمو في مصر أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان البالغ 90 مليون نسمة.
لكن عدم التيقن بشأن الجنيه المصري وأزمة النقد الأجنبي تزيد صعوبة العمل والتخطيط بالنسبة للمستثمرين الأجانب.
وتواجه مصر نقصا في الدولار منذ الانتفاضة التي أدت القلاقل التي أعقبتها إلى عزوف المستثمرين الأجانب والسياح وهما مصدران رئيسيان للنقد الأجنبي اللازم لتمويل الواردات.
ويواجه الجنيه ضغوطا مع تهاوي الاحتياطيات الأجنبية لكن البنك المركزي متردد في خفض قيمته.
وبدلا من ذلك يعمل البنك على حماية الاحتياطيات لاستخدامها في استيراد مواد أساسية مثل الأغذية عن طريق فرض قيود على الودائع الدولارية وإجراءات أخرى كبحت الواردات وزادت صعوبة تحويل الأرباح بالنسبة للمستثمرين الأجانب.
وقال عبد الملك إن نستله لم تحول أرباحا منذ سنوات ولا رسوم الامتياز لأشهر.
وقال «نتفهم التحدي الذي تواجهه الحكومة، في ظل خلل الميزان التجاري ونقص العملة الصعبة، لكن من المهم أيضا أن نتفهم أن الحل ليس بالضرورة تقليص الواردات، الحل هو زيادة الصادرات».
«في أي صناعة تحتاج إلى استيراد مكونات حتى إذا كنت تستثمر في التصنيع ولذا سيكون توفير النقد الأجنبي تحديا».
