نسخة مكررة من «دراما الربيع العربي»..تكرار مشاهد الثورة المصرية في إيران

فى تصاعد حاد للاحتجاجات الدائرة بين المتظاهرين الإيرانيين وقوات الأمن التابعة لنظام ولاية الفقيه، التى دخلت يومها السادس، كشفت المشاهد الساخنة، عن نسخة مكررة من «دراما الربيع العربي»، وخاصة فصول من كتاب الثورة المصرية (25 يناير 2011 ).. اشتباكات حادة بين شباب إيرانيين مع قوات الحرس الثورى بــ«الحجارة» في العاصمة طهران، و أسقط المتظاهرون صورة للمرشد الإيراني على خامنئي، مرددين شعارات الموت للديكتاتور، ووصفوا حكومة طهران باللصوص ( نسخة من ميدان التحرير في القاهرة ورفع شعارات إرحل، وسقوط جمهورية الفساد) .. وحرق مقرًا تابعًا لقوات الباسيج في مدينة قهدريجان ( اقتحام مبنى جهاز أمن الدولة، وحرق مقر الحزب الوطني الحاكم في مصر).

 

 

 

 

وتتماثل المشاهد تقريبا .. بعض المتظاهرين المسلحين حاولوا السيطرة على بعض مراكز الشرطة ( أحداث أقسام الشرطة في مصر) ..وقابلت السلطات الإيرانية الاحتجاجات بالقمع المفرط وإلصاق التهم من «العمالة للخارج».. وهي نفس الاتهامات التي طاردت الشباب المصري في ميدان التحرير.. وفي مسعى منها لمنع تجمع تظاهرات جديدة، حجبت السلطات الإيرانية تطبيقي «انستجرام» و«تليجرام» اللذين يستخدمهما نشطاء لتنظيم احتجاجاتهم.. وكانت السلطات المصرية قد قطعت خدمة الإنترنت  مع بداية ثورة 25 يناير لمنع استخدام النشطاء وسائط التواصل الاجتماعي للحشد المتواص للثورة، وكيفية مقاومة القمع ودخان القنابل المسيلة للدموع.. وفي إيران ارتفعت مع مرور الوقت شعارات المحتجين التي بدأت اقتصادية وأصبحت سياسية، فطالبوا بتنحي المرشد علي خامنئي ومزقوا صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ووصفوا حكومة طهران باللصوص.. وفي مصر ارتفعت الشعارات التي بدأت اقتصادية وتطالب بالتطهير وعزل وزير الداخلية وحل مجلسي الشعب والشورى، إلى المطالبة بتنحي مبارك وسقوط النظام الحاكم.

 

 

 

 

 

وفي اليوم الخامس قتل 15 إيرانيا في الاحتجاجات .. وتقريبا نفس الدماء التي سالت في مصر وأشعلت نيران الثورة المطالبة بالتغيير الشامل ورحيل النظام .. والموقف الأمريكي الذي «ينفخ في النار» وتصريحات الرئيس «ترامب» برحيل النظام الإيراني فورا تلبية لمطالب الشرعية الشعبية في إيران .. هي نفسها أقرب لنص تصريحات الرئيس الأمريكي «أوباما» لرحيل مبارك فورا «أمس وليس اليوم !!».

 

 

 

 

 

 

متظاهرو إيران يقتحمون السجن المركزي ( اقتحام السجون في مصر).. وأظهرت تسجيلات مصوّرة بثتها وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، متظاهرين يهاجمون مباني عامة، بينها مراكز دينية ومصارف تابعة لميليشيات «التعبئة العامة» (باسيج) ويحرقون سيارات للشرطة ( اقتحام المتحف المصري، ومبنى جهاز أمن الدولة، وحرق سيارات الشرطة .. ومنع نزول الجيش المصري حرق منشآت عامة وبنوك).

 

 

 

 

 

 

اندلعت الثورة الشعبية المصرية في 25 يناير/ كانون الثاني .. والثورة الشعبية الإيرانية في مطلع نفس الشهر.. ونفس تمدد الانتفاضة الشعبية إلى كافة المدن والمحافظات المصرية والإيرانية.. والثورتان الشعبيتان بلا قائد، سواء في مصر أو إيران .. ودخلت مصر فيما بات يسمى بـ«قوس الأزمات» وعدم الاستقرار السياسي والفوضى الأمنية،حتى بعد الثورة الثانية 30 يونيو 2013 .. ويبدو أن إيران والتى كانت ومازالت، مثلها مثل القوى الإقليمية الأخرى خاصة تركيا وإسرائيل فاعلاً أساسياً فى تداعيات معظم الأزمات التى شهدتها الكثير من الدول العربية، باتت معرّضة هى الأخرى لتفجير أزمات داخلية، ولن تكون، ابتداءً من الآن، بمنأى عن الدخول فى «قوس الأزمات» الذى شمل وطننا العربى.

 

 

 

 

إيران مقبلة على مرحلة «خلافة سياسية» للمرشد على خامنئى .. ومصر كانت مقبلة على «خلافة سياسية» في صورة «التوريث» مع توافر بيئة خصبة في القاهرة وطهران، لتصعيد الصراعات والأزمات الداخلية، واحتمال انفلات التوافق الوطنى على الزعامة الجديدة.. (في مصر كان الرفض الشعبي للتوريث)  فى ظل غموض البديل المرجح لتولى تلك المسئولية، وأيضا في البلدين !!

 

 

 

 

 

 

 

ويرى الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، د. محمد السعيد إدريس،  رئيس وحدة الدراسات العربية و الاقليمية بمركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالاهرام رئيس تحرير مجلة مختارات ايرانية، أنه من الأرجح أن الاحتجاجات  الإيرانية الراهنة، إذا تم احتواؤها مثل احتجاجات أخرى سابقة، فإنها ستؤسس لمرحلة جديدة من الأزمات التى ستواجه إيران كغيرها من دول المنطقة وأنها ستكون مضطرة لتشرب من ذات الكأس التى فرض على معظم الدول فى المنطقة أن تتجرعها، والشاهد على ذلك أن الاحتجاجات التى بدأت بشعارات تسيطر عليها المطالب المعيشية أخذت تتحول إلى شعارات تطالب، ربما للمرة الأولى، بإسقاط رأس النظام فى صعود درامى للأحداث قد يصعب احتواؤه بسهولة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]