«نسخة من ترامب».. قلق دولي على مستقبل «الديمقراطية» في البرازيل

أثار فوز اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، بالانتخابات الرئاسية في البرازيل، مساء أمس الأحد، قلق كثيرين من المراقبين ووسائل الإعلام والدوائر السياسية في الغرب، بسبب مواقفه وتصريحاته التي توصف بأنها يمينية متطرفة بل ويقول عنها البعض إنها «فاشية»، وأثيرت تساؤلات عبر عنها ـ ساخرا ـ  أستاذ القانون البرازيلي الشهير، كارول برونير، من مؤسسة جان جوريس: «يبدو غريبا أن مرشحا يدافع عن القتل والتعذيب والوحشية والتمييز ويناهض 20 عاما من التقدم (الديمقراطي)، يتم انتخابه رئيسا»

 

«أشد خطورة  من ترامب»

وبفوز بولسونارو بالرئاسة، وحصوله على 55.1% من الأصوات مقابل 44.8% لمنافسه اليساري فرناندو حدّاد،  يكون قد نجح في حرمان حزب العمّال من فوز خامس على التوالي في الانتخابات الرئاسية في البرازيل.. ولكنه فوز أثار قلق شريحة واسعة من المواطنين بسبب إبدائه علانية إعجابه بالنظام العسكري الديكتاتوري الذي حكم البلاد بين 1964 و1985، ويقارنه البعض بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرين إلى وجود قواسم مشتركة بين الاثنين، («ترامب» دفع بشعار أمريكا أولا .. و«بولسونارو» وعد  بتغيير مصير البرازيل)..بل ويذهب  محللون  إلى القول بإن بولسونارو، «أشد خطورة  من ترامب».

 

رئيس جديد غير مناسب للبرازيل

وتوصف تصريحات «بولسونارو» بالعنصرية والعرقية وأنها ضد النساء والسود، وبأنها مروعة للغاية، ويوصف هو بأنه «رئيس جديد غير مناسب للبرازيل»..وأن «رابع أكبر ديمقراطية» في العالم يتهددها الخطر بسبب أفكار هذا السياسي المتشدد ومواقفه المثيرة للجدل.. ( وعد اليوم بنقل سفارة البرازيل إلى القدس المحتلة).. وحتى وسائل الإعلام الأمريكية، ترى أن احتفاء الرئيس البرازيلي المنتخب بحقبة القمع التي مرت بها بلاده دليل على نزعته المتطرفة وعلى «شروره العسكرية» الكامنة بداخله، ويجدون في مساندته لعمليات القتل خارج القضاء، ما يجعله أقرب إلى الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيريتي، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

لأول مرة ..أكبر دول أمريكا اللاتينية تختار رئيسا من اليمين المتطرف

وبحسب تحليل الدوائر السياسية في برازيليا، فإن فوز ضابط الاحتياط في الجيش، جايير بولسونارو، ليخلف لأربع سنوات المحافظ ميشال تامر، فإن أكبر دول أمريكا اللاتينية ستكون قد اختارت للمرة الأولى رئيسا من اليمين المتطرف يشيد بحقبة الدكتاتورية (1964-1985) وجلاديها..كما هاجم حرية الصحافة مهددا صحيفة «فولها دي ساو باولو» الشهيرة، بأنه «سيكسب الحرب»، وذلك بعد أن كشفت الصحيفة عن شركات مولت إرسال ملايين رسائل واتس آب لصالح المرشح اليميني المتطرف.

 

 

كشف عن نوازعه العدوانية !!

ورغم محاولة «بولسونارو» طمأنة مواطنيه بأنه سيدافع عن «الدستور والديمقراطية والحرية، وأن هذا ليس وعدا من حزب ولا كلاما هباء من رجل، بل قسم أمام الله».. إلا أنه وعد ـ وهو المدافع عن تحرير حمل السلاح ـ بعملية تطهير واسعة للبرازيل من «الحمر»، ولا يمكن الاستمرار في مغازلة الاشتراكية وتطرف اليسار..وسجن أو نفي معارضيه، وتمنى لمنافسه في الانتخابات الرئاسية، فرناندو حداد، وهو من أصول لبنانية، بأن «يتعفن في السجن».

 

ويعتبر كثير من المحللين أن بولسونارو من عوارض الأزمة التي تشهدها البرازيل منذ النهاية الكارثية لـ 13 عاما من حكم حزب العمال مع إقالة الرئيسة ديلما روسيف في 2016. وأن «بولسونارو»،الذي يقول أنه يسعى لاستعادة النظام، بنى شعبيته على موجة ضيق شديد تنتاب الشعب البرازيلي، وفي المقابل، لم ينجح  منافسه «حداد»، في تشكيل «جبهة ديمقراطية» مع وسط اليسار والوسط لقطع طريق القصر الرئاسي على اليمين المتطرف.

 

 

مسيرة حياة الرئيس البرازيلي الجديد

ولد جايير ميسياس بولسونارو في 21 مارس / آذارعام 1955 في مدينة كامبيناس بولاية ساو باولو في عائلة كبيرة تعود جذورها إلى مهاجرين إيطاليين وصلوا إلى البرازيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبدأ مسيرته عمليا عام 1977 بتخرجه من أكاديمية «أجولهاس نيغراس» العسكرية، وتدرب في عام 1983 داخل المدرسة العسكرية للتربية البدنية، ولاحقا أنهى تدريبا في مدرسة تأهيل الضباط، كما يعد هذا السياسي ذي الخلفية العسكرية، خبيرا في رياضة القفز بالمظلات، وفي عام 1991 انتخب في مجلس النواب، ولاحقا دخل البرلمان سبع مرات ممثلا لأحزاب مختلفة منها، الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب التقدمي للإصلاح، والحزب التقدمي البرازيلي، وأصبح عضوا في حزب الجبهة الليبرالية في عام 2005، وفي الفترة من 2016 إلى 2017 انضم إلى الحزب الاشتراكي المسيحي، فيما سٌجل في العام الجاري كمرشح للرئاسة البرازيلية عن الحزب الاشتراكي الليبرالي.

 

 

  • وترتفع حاليا أصوات عديدة ضد المخاطر التي يشكلها بولسونارو على الديمقراطية البرازيلية الفتية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]