اختتمت اليوم الأحد، تدريبات “نسور النيل 2” بين القوات المصرية والسودانية، بحضور رئيسا أركان حرب القوات المسلحة للبلدين، وذلك في قاعدة الفريق أول عوض خلف الله الجوية بمدينة مروي شمالي السودان.
وتمت المناورات بمشاركة قوات برية وقوات خاصة من البلدين، بهدف تبادل الخبرات بينهما وتعزيز التدريب في مجالات التخطيط والتنفيذ.
وقال مستشار كلية القادة والأركان المصرية، اللواء محمد الشهاوي، إن تدريب “نسور النيل 2” له دلالة وأهمية، خاصة من حيث التوقيت، ويدل على أن الأمن القومي المصري مرتبط بالأمن القومي العربي ومنه أمن السودان الشقيق، ويؤكد وجود علاقات قوية بين البلدين.
وأضاف الشهاوي، خلال لقاء على شاشة الغد، أن هناك تحديات أمنية كثيرة تواجه البلدين، خاصة قضية المياه التي تعتبر قضية وجود وحياة، ورأى أن تنفيذ التدريب المشترك في هذا التوقيت هو بمثابة رسالة ردع لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن المائي للدولتين.
وأوضح أن كل السيناريوهات مطروحة في ملف سد النهضة، وأهمها هو سيناريو التفاوض المستمر منذ عام 2011 حتى الآن، لافتا إلى أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، شدد على أن ملف المياه هو خطر أحمر، متابعاً أن هناك استراتجية “الخطوط الحمراء” التي حددتها مصر وبدأت في يونيو الماضي بتحديد خط سرت الجفرة كخط أحمر، وهو ما كان أساسا للحل السياسي في ليبيا، وحددت مصر خطاً جديداً يتعلق بحقها في المياه.
من جانب آخر، قال المحلل السياسي السوداني، عبد المنعم أبو إدريس، إن الجانب الإثيوبي يتعرض لضغط، وأن هذه المناورات العسكرية هي جزء من الضغط، بالإضافة إلى ضغط دولي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
وأضاف أبو إدريس أن تصريحات الرئيس المصري بأن ملف المياه هو خط أحمر كانت بمثابة رسالة للجانب الإثيوبي، معربا عن اعتقاده بأن احتمالية الوصول لعمل عسكري هي ضعيفة للغاية، وأن الرسائل هي إحدى وسائل الضغط للمساعدة في التحركات داخل غرفة التفاوض.
وأشار إلى أن هناك تصريحات متذبذبة داخل إثيوبيا، وأن أديس أبابا تناور بالتصريحات، لافتا إلى أن الاتحاد الأفريقي يرمي بثقله خلال جولة المحادثات الحالية في كينشاسا بين الدول الثلاث، كونه لا يريد خروج المفاوضات خارج الإطار الأفريقي.
