نضال خضرة يكتب: تساؤلات مشروعة لمرحلة ما بعد الرئيس
لربما يعتبر البعض أن طرح هذه التساؤلات يُعد من المحرمات، ولربما يرى فيها البعض الآخر قدحًا لمقام الرئيس، ولكننا نراها تساؤلات منطقية تخدم الحالة الوطنية ..
وبما أن الرئيس أبو مازن يبلغ من العمر 85 عاماً، وبات من المنطقي أن يغادر المشهد السياسي في كل لحظة بحكم تقدم العمر، وبسبب عدم القدرة على إدارة السلطة في ظل حالته الصحية التي شهدت مؤخراً تقلباتٍ مختلفة..
ومن الواضح أن الرئيس أبومازن، ومن خلال الشواهد، لم يعد قادراً على الإستمرار في إدارة المؤسسات السياسية والحركية التي يقودها، بعدما أحكم قبضته على هذه المؤسسات، لاسيما في ظل حالة التردي التي تشهدها هذه المؤسسات، بشكلٍ إنعكس على الحالة الفلسطينية برمتها، وفي ظل التعقيدات السياسية الواقعة التي أنتجها سيادته بفعل سياساته، وغياب المؤسسة التشريعية، والتغول على المؤسسة القضائية، وتشكيل المحكمة الدستورية بدون توافق وطني، والانقسام بين فتح وحماس، والانقسام الداخلي في حركة فتح، كلها أسبابٌ تدعونا إلى التفكير إستراتيجياً في شكل النظام السياسي الفلسطيني في مرحلة ما بعد الرئيس.
كيف سيكون شكل هذا النظام؟.. وما هي المؤثرات في استقراره؟؟
لا شك أن هناك مؤثرات داخلية وخارجية ستساهم في تحديد شكل النظام في المرحلة التالية بعد غياب الرئيس مباشرة:
- المؤثرات الداخلية
1-حركة فتح
2-فصائل منظمة التحرير الفلسطينية
3- حركتا حماس والجهاد وتيار الاصلاح المختلف داخل حركة فتح
- المؤثرات الخارجية
1- الإدارة الامريكية
2-إسرائيل
3-المجتمع الدولي
4-المحور الإقليمي العربي
في حال غياب الرئيس وبحسب الوضع الراهن، وفي ظل تغييب المجلس التشريعي، الوضع الطبيعي أن تجتمع اللجنة المركزية لحركة فتح وتنتخب من يمثلها في رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، وتقوم المنظمة بإنتخاب رئيس لها من حركة فتح خلفاً للرئيس عباس، ويقوم رئيس المنظمة بتكليف رئيس المحكمة الدستورية بشغل منصب رئيس السلطة، والتجهيز للإنتخابات الرئاسية والتشريعية في مدة أقصاها ثلاثة أشهر،
ولكن هل هذا هو ما سيحدث؟؟
هذه أسئلة مهمة وتحتاج لإجابات، لنستطيع قراءة المشهد في مرحلة ما بعد الرئيس، وسنطرح بعض هذه التساؤلات من باب التفاكر الجمعي لسماع الآراء حول مستقبل النظام السياسي في فلسطين.
- التساؤلات
هل ستتوافق حركة فتح على مبدأ الإنتخابات ؟.. وهل ستوافق الإدارة الإمريكية وإسرائيل على الإنتخابات في حال قررت فتح ذلك؟.
هل ستوافق حماس على الإنتخابات في ظل عدم التوافق حتى على المحكمة الدستورية؟.
في حال رفضت الإدارة الأمريكية وإسرائيل الإنتخابات؛ هل ستذهب فتح لخيار تقسيم ميراث الرئيس من السلطات الثلاث: المنظمة والسلطة وحركة فتح على المتنفذين في فتح؟.. هل ستتوافق فتح على رئاسة السلطة لاسيما أن مصادر دعم المنظمة وحركة فتح تعتمد مالياً على السلطة التي تشكل مصدر النفوذ في النظام السياسي؟.. ماذا سيكون موقف فصائل المنظمة في حال تم تقسيم ثروة الرئيس على المتنفذين من أعضاء المركزية بدون انتخابات؟.. ما هو موقف الفصائل والتيارات غير المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية من ذلك؟.
بتقديرنا أن الخطر الداهم علينا بعد غياب الرئيس، يتمثل في إستمرار الصراع على بقايا السلطة في الضفة وقطاع غزة، واستمرار تمرير المشروع التصفوي الذي يستهدف القضية الفلسطينية، والذي يسعى لإنهاء مشروع حل الدولتين للأبد، وتدشين مشروع فصل غزة سياسياً، والعمل على تعزيز المزيد من الصراع الوهمي بين فتح وحماس، وفتح وفتح، ليستمر الصراع الذي سيفضي إلى مزيدٍ من تدمير بقايا المشروع الوطني.