نقد فني| «حرب كرموز».. فيلم حركة قادم من هوليوود ورط السبكي

إننا في أربعينيات القرن العشرين، مصر تحت الاحتلال الإنجليزي، أما الاستقلال، فالمستعمر هو والله فقط يستطيعان أن يعرفا متى ذلك، هنا يولد الإنسان حرا، لكنه مقيد بالسلاسل في كل مكان، الحماس لن يؤدي إلا إلى أن يجعل بؤسا يحل محل بؤس آخر، وأصبحت كل مقاومة شيء لا فائدة منه ولم يبق سوى الانسياق مع التيار العاصف، دع القضاء والقدر يعمل عمله.. دع الأمور تجري، إنه القضاء والقدر.

المخرج بيتر ميمي يجمع الكثير في هذا الفيلم، عرج سريعا على إشكالية زمن بأسره، بضحاياه وقضاياه وبقاياه، مكتفيا بتذكر أمجاد ضائعة، وماض موجع، الانتصار عليه بطولة، إنه وجع الاحتلال الذي لا يبلسمه وقت.

في الأربعينيات للتفاصيل حكايات: الصورة، الملابس، أحياء فقيرة وأطفال يلهون بأي شيء، وجوها أتعبها الاحتلال وقسى على ملامحها، ناس لا يعيشوا، يكتفوا بالبقاء على قيد الحياة، الأوقات سيئة. سيئة للغاية. استعدوا للأسوأ، فالاحتلال والأزمة المالية تسبب ضحايا.

الفيلم يتضمن أكثر من أسلوب سينمائي، كأفلام الحركة السريعة، ميمي وكرارة يتقاربان في عمل بعد الآخر، كرارة (الجنرال يوسف المصري)، يبدو أحيانا أسير دور يظهره ممثلا قويا كونه أجاده في أدوار سابقة، رداء الضابط الذي طالما لعبه ببراعة، فهذا ملعبه وهو ماهر، كرارة من القلة التي تفرض اللحاق بها تجاه أي عمل يجعله أصدق، فيضيف إلى الدور الضابط البسيط نكهة تجعله أعمق.

إنه دور مناسب جدا له، وشعر بارتياح وهو يتقمص شخصية الضابط بكل تفاصيلها، فكان أداؤه رائعا، لأنه يعلم أيضا أن الشخصية تناسبه تماما، لقدرته على توظيف جسمانيته وقلة قليلة تزاحمه في هذا المجال.

الممثل الإنجليزي سكوت آدكينز في الفيلم كالذين يؤتى بهم لأغراض تسويقية، لكن لم يتم توظيفه بصورة مسلعة، لم يبد مقحما، بل دخل لإغناء خطوط الصراع، يمثل شخصية الضابط المجنون، فهو مقاتل محترف، لكن حيله لا تصلح لمجتمع يحتاج لقاموس لم يكتب بعد، فالأمور لا تسير كما خطط لها، لم تنجح الخطة، لا وجود لها سوى على الورق، تبخر حلمه الاستعماري، فتحول لثور نهم يلتهم كل ما يراه، كل من حوله ملعون بشره، يبين على وجهه خطوط التجهم والقسوة.

غادة عبد الرازق فتاة استعراضية تدعى «زوبة»، لكنه ليس اسمها الحقيقي، الأرتيستات دائما ما تغيرن أسمائهن، تبدو كساقطة، بوجه طافح بالمكياج كأنها صندوق مبهرج، لكن لا يعرف أحد ما بداخله من مآسي، المبالغة في المكياج حتى في لحظات المأساة، فالواجب أن نكسب عيشنا لا أن نقضي حياتنا فقط في وطن تكثر فيه الممنوعات، مزاجيتها وإفراطها في السهر وكؤوس النبيذ، ولأنه لا تمر المرأة بسلام في هذه المدينة، تعرضت للاغتصاب، في وقت كان فيه الرجل قليل الانشغال بالموقف الوطني، كثير التورط بالنساء، كل همه استبدال نزوة بأخرى، إلا الجنرال المصري الذي يدخل في معارك لمحاولة إنقاذها، وإنقاذ الوطن

ماذا عن نهاية الجبروت والظلم والإكراه الذي يفرض على الضعفاء؟ الجنرال يوسف المصري أدرك أن كلفة المواجهة أقل بكثير من كلفة الاستسلام، الفرنسيون لديهم مقولة (مصير الزجاج هو الكسر)، حتما بداية سريعة لنهاية، الكل ينذرونه مغبة تصليب رأيه، لكنه مستعد للدوس على من يقف في وجه إعصاره، يهب ليقتلع من دون شفقة. سار كل شيء على ما يرام حد المواجهة بين بويكا وكرارة. مواجهة جاءت بتوقعات تصنع اللحظة المنتظرة.

الفيلم ككل مبهر إخراجيا، دقيق تأليفيا، مفاجئ تصويرا، كفيلم حركة قادم من هوليوود، مغامرة أكشن ممتعة، يبدو جذابا من حيث المظهر، ولكنه أيضا ذي عمق فكري، بفضل أداء ميمي مخرجا وكاتبا، وهنا أهمية أن يكتب النص عارف في الخفايا، فتح الملف بمقدار ما يسمح الوقت، فيلم يقدم لغة بصرية مكثفة تضغط أحداث ذات سياق زمني طويل، ممسك بالحركة المستمرة المتواصلة والتوتر.

تبدو الخطوة جدية هذه المرة، بالتأكيد، تورط السبكي جسدا وعقلا وإنتاجا في هذا المشروع لا يمكن أن تكون مسوغاتها محض فنية، إلا أنه قرر أن يصنع فيلمه بعيدا عن اعتبارات السوق، التفاصيل بعضها ركيك أما الإطار العام لا يجعل العمل مرفوضا.

تمثيليا، غادة أدت مشاهد مقنعة، قدمت صورة أعمق عن التحول إلى متجهمة حادة المزاج بعدما كانت مرحة وأصبحت غريبة عن من يعرفونها، محمود حميدة يمسك شخصية الضابط من تفاصيلها، أضاف شيئا لدور الضابط المعهود.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]