نقد فني| يوم الدين.. وما أدراك ما يوم الدين

«بشاي»، رجل قبطي، تاهت ملامحه، بات مخلوقا مما وراء الطبيعة بمجموعة أطرافه الفوضوية، شديد الشبه بالإنسان، بعدما شفى من الجذام آثار المرض ما زالت باقية، غطت جسمه ووجهه بجراح مخفية.

يعمل «بشاي» جامعا للقمامة، وظيفة تسهل ممارستها حين نكون متشردين، لم يخرج من مستعمرة جذام عاش فيها منذ طفولته بعدما تخلى عنه الجميع، العائلة والناس، لكنه وبعد وفاة زوجته أوقظ بقسوة ليشهد حقائق العالم الواقعية بالبحث عن جذوره، حاملا مقتنياته الهزيلة على عربة كارو، يرافقه في رحلة بحثه الطفل النوبي اليتيم «أوباما».

يترك المستعمرة قاصدا صعيد مصر، ليواجه العالم ويخترق روتين الأيام ليلة في مسجد وأخرى على رصيف والثالثة استلقى فوق قشاش في سفر يبحث فيه عن السكينة، خلص إلى نتيجة “على المرء التمتع بالوقت المتبقي لديه”، فالحياة على الأرجح ليست طوال الوقت قلقا.

«يوم الدين» فيلم للمخرج المصري أبو بكر شوقي، موضوعه وحالة بطله يحمل الكثير من القيم الإنسانية، الفيلم ليس عن الجذام فقط، بل فئات أخرى مشوهة التكوين وناقصة التأليف، تحاول التشبث بالنجاة وممارسة حقها الطبيعي في البقاء، في ظل حياة شديدة الصعوبة والقسوة، جمال خارجي محرومون منه، لكنه يشيع في أعماقهم الداخلية، إنه مزيج من مظهر خارجي قبيح وصفات داخلية حسنة وثمة وجه مبتسم وضحكة عريضة، محاربو المرض أجمل البشر ولكن كيف بأوجاعهم وأمزجتهم وتحولاتهم النفسية؟

المجتمع يعزل العاهة، لا يتم التعامل معهم بمستوى الطيبة التي يستحقونها، فانفصل بشاي عن العالم بحاجزين كأنهما القدر والقادر (مولده المجهول وطبيعته البشعة)، يتجاهل من يرمقونه باستغراب ويحدقون في جسمه، تحمله إلى النفور من الكائنات البشرية لكي لا يتيح فرصة للسخرية منه واتقاء لالتقاء الأعين، فالناس عمياء وحمقى لهم من الفراغ ما يسمح بتفحص كل أثر على حدة من أثار ما ترك المرض وقتله في شكله وجماله.

الفيلم يبدو كعرض خال من القواعد الفنية، يرتبط المشاهد بشخصيات الفيلم منذ الوهلة الأولى لفرط تشابه رحلتهم برحلتنا، فيلم قوي في نصه وجميل في تصويره وروح رائعة في الأداء مررها ممثلوه غير الممثلين، وهنا يحسب لشوقي اختياره الأبطال الحقيقيين وليس ممثلين فالمكياج هنا لن يعبر عن بشاعة الظرف، فرأينا أناسا يجسدون أنفسهم بمشاهد مؤثرة، عفوية، ممثلون بلا تكلف، أداء لافت، نحب وقوفهم أمام الكاميرا، التمثيل بـ يوم الدين بأكثريته لافت ومضبوط، من دون مبالغات أو جمود، ثنائية (بشاي وأوباما) راضي جمال وأحمد عبدالحافظ، رغم العمر، رائعة، و(الممرضة) شهيرة فهمي ماسكة الدور وشهاب إبراهيم ومحمد عبدالعظيم وأسامة عبدالله وعادل عبدالسلام، والآخرون، تركيبة جميلة.

روعة الفيلم الكبرى في محاكاة البؤساء كمسألة بشرية عميقة، قيل كثيرا إنها غير قابلة للتجسيد، الفيلم مشبع بجحيم يشغل مخيلتنا، لكن البؤس هنا أقل وطأة في تغيير بشاعة الظرف إلى لحظات رائعة، إلى شيء كما نأمل، وهنا لا تستطيع عبارات الثناء أن تمنح شوقي ما يستحق، دون شك إنها انطلاقة جيدة له كأول فيلم روائي طويل صنفه كأحد الوجوه السينمائية العربية الواعدة ينتظرها الكثيرون.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]