فيما يعد تحولًا مفاجئًا في ميزان الثقة بين واشنطن وأنقرة، تحدثت أصوات جمهورية بالكونجرس عن خطوات الاستعداد لنقل القوة الأمريكية العسكرية الموجودة حاليا بقاعدة إنجرليك التركية إلى قاعدة جديدة في اليونان، ما رأي فيه البعض تقزيما لدور أنقرة، مقابل تعاظم أثينا وكارتا تستخدمه الولايات المتحدة ضد سياسات الرئيس التركي رجب أردوغان.
و”إنجرليك” هي قاعدة جوية تركية، تستخدمها القوات الأمريكية بشكل رئيسي، وأيضا تستخدم عسكريا من جانب ألمانيا وبريطانيا ودول أخرى، وبدأت الولايات المتحدة في بنائها عام 1951، وتقع بالقرب من مدينة أضنة جنوبي تركيا، وتبلغ مساحتها نحو 1335 هكتارا.
ويوجد في القاعدة بضعة آلاف من العسكريين أغلبهم أمريكيون، إضافة إلى المئات من أفراد القوات الجوية البريطانية والألمانية، بجانب التركية.
ويبرز موقع القاعدة الاستراتيجي، في قربها من سوريا والبحر المتوسط وروسيا.
في هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عارف العبيد، في تصريحات لـ”الغد”، إن تهديد أمريكا بنقل قاعدة “إنجرليك” سياسي ومحاولة لتقزيم السياسة التركية المتمددة في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد “العبيد”، أن لهذه القاعدة قيمة استراتيجية للولايات المتحدة لكونها قريبة لدول عديدة منها إيران، وأيضا قريبة إلى الصين، والمصالح الأمريكية الاستراتيجية لا تقاس من خلال الخلافات التركية اليونانية، وحال قررت واشنطن الخروج من تركيا، فإن هذا يعني أن مصالحها في الشرق الأوسط قد انتهت.
بينما أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى أوزجان، أن نقل التواجد الأمريكي من “إنجرليك”، لن يغير كثيرا، لأن هناك الكثير من القواعد العسكرية الأمريكية ومراكز للتنصت التي تعتمد عليها في أنقرة.
وقال إن هناك إعادة نظر أمريكية لبعض القوات في تركيا، ولكن لم يأت وقت اتخاذ القرار، ونقل قاعدة “إنجرليك” يزيد من ثقل وأهمية اليونان أمام تركيا.