نكبة «كورونا».. العالم يواجه تساؤلا حائرا قلقا: أين المفر؟!

في لحظات كانت خارج دائرة التوقعات، وجد العالم نفسه وفجاة في قبضة «كورونا»، وأصبح التساؤل الحائر والقلق: أين المفر ؟! وبعد ما يقرب من 85 يوما فقط من انتشار الوباء في مدينة ووهان الصينية؟! هكذا، في أسابيع قليلة، غيّرت «الكورونا» وجه الحياة على الأرض.. حتى ملاعب الرياضة، وحتى الملاهي والمطاعم ودور السينما.. ومن المساجد إلى الكنائس، لم تعد بمنأى عن الاضرار المحدقة بالكرة الأرضية، وفرض الفيروس الغامض، الإقامة الجبرية على الشعوب، وبحسب تقرير صحيفة اللواء اللبنانية، كأن الصاخة (القيامة، أو صرخة تصم الأذن) جاءت، وهي اليوم الذي «يفر المرء من اخيه وامه وأبيه، وصاحبته وبنيه..» (قرآن كريم عبس /80).

ويشير تقرير الصحيفة اللبنانية إلى أن أبرز ما في الأ فق:

  • 1 ـ أن الجنس البشري، بكافة ألوانه وطبقاته وجغرافيته أمام شكل من أشكال «القيامة» أو «الصاخة» الأرضية، كتدبير يشبه الصاخة أو القيامة، لدى المؤمنين.
  • 2 ـ إن الفرار من «الكورونا» هو ضرب من الفرار من ساعة القيامة، أو الأصوات المدوية، وكان رحلة البشر على الأرض، تواجه النهاية !
  • 3 ـ وسواء، تمكّن فريق ترامب الطبي، أو فريق الزعيم الشيوعي الصيني، أو ألمانيا، أو حتى الأدعية التي يلجأ إليها المؤمنون المسلمون، طلباً للخلاص، من إيجاد العلاج.. فإن سؤالاً بات ملحاً: كيف يمكن تدبّر أمر العالم بعد «نكبة الكورونا» وإلى أين المفر؟!

العالم تحت صاعقة «الصاخة»

وداخل المشهد..نجد : بلدان العالم الكاثوليكي، في أوروبا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، أسبانيا، تئن تحت صاعقة «الصاخة» وكأنه يوم قيامة، فرنسا تصاب على نحو هستيري لدرجة انها رفعت حالة الطوارئ إلى الدرجة الثالثة: إصابة 4500 بينها 300 حرجة في يوم واحد.. وزوجة رئيس الوزراء الاسباني مصابة بفيروس كورونا المستجد.. ويحكى عن ملايين الطليان تحت الحجر الصحي، لدرجة أن مقاطعة بأمها وأبيها مهددة بالموت والفناء.. وخضع رأس الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس للفحص، بعد كلام عن اصابته، وفي السياق، أعلن الفاتيكان أنه لا احتفالات في عيد الفصح، ولا صلاة في عاصمة الكاثوليكية.

 

رعب العالم الإسلامي لا يختلف عن هلع العالم الكاثوليكي

وفي العالم الإسلامي،  لجأت إيران (عاصمة الإسلام الشيعي، الإمامي) إلى عزل المدينة الدينية «مشهد»، والابتعاد ما أمكن، عن التجمعات، بعدما ابتليت الجمهورية الإسلامية بنكسة الكورونا، على نحو ما حصل في الصين الشعبية، بداية الأمر..وذهب المرجع العراقي الأعلى، السيّد علي السيستاني، إلى الإفتاء بالامتناع عن إقامة صلاة الجمعة والجماعات في المساجد، وانسحب الأمر على لبنان، وفي مصر أفتى الأزهر الشريف بإمكانية إلغاء صلاة الجمعة في المساجد  في حال ضرورة الحفاظ على صحة المصلين.. وانقسمت جماعات أخرى بين مبتعد عن الصلاة في المساجد، ومصر على إقامتها.. مع إغلاق المسجد الأقصى في القدس .

 

انهيار اقتصاد العالم

أما  في ساحة الاقتصاد والمال والأعمال، فقد حدثت  انهيارات أسعار النفط (البرميل 30 دولاراً)، وهو السعر الأدنى في تاريخه.. وانخفضت أرباح  شركة أرامكو السعودية 21٪ في العام 2019 بسبب ضعف أسعار النفط.. وخسائر بالمليارات في قطاع السياحة، وقطاع الصادرات، وضربت الخسائر الباهظة  شركات الطيران في العالم بعد إغلاق الحدود بين عشرات الدول، آخرها بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول القارة العجوز «أوروبا»، ووسع الرئيس ترامب القيود المفروضة على دخول الولايات المتحدة من أوروبا لتشمل المملكة المتحدة وأيرلندا، وتسري قيود السفر منتصف ليل اليوم الاثنين، بينما دخلت القيود المفروضة من 26 دولة أخرى في أوروبا حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي.

 

القادم سيكون أسوأ بكثير

ورغم أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية بلغ الـ3000 حالة، إلا أن مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، الطبيب انتوني فوشي، أكد أن البلاد لم تصل بعد إلى الذروة المتوقعة، وحذر من أن القادم سيكون أسوأ بكثير في البلاد، إن لم تتخذ السلطات إجراءات أشد صرامة لوقف انتشار المرض.. وأعرب «فوشي» عن أمله ألا يجري الفيروس طفرات جينية ( mutations ) ويصبح أكثر عدوانية.. ودعا فوشي إلى وقف العمليات الجراحية الاختيارية وإفساح المجال لمن يحتاجون فعلا رعاية طبية مركزة في غرف «الرعاية الحرجة» جراء الفيروس.

ويقول الطبيب الأمريكي (مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية) : إن «هناك احتمال لموت آلاف الأمريكيين إن لم يكن الملايين» بسبب تفشي المرض..وقبل أيام قال طبيب بالكونغرس الأمريكي، إن ما بين 40-70 في المئة من الأمريكيين قد يصابون بالمرض، وواحد في المئة منهم قد يموتون. ويقدر عدد سكان أمريكا بنحو 300 مليون نسمة.

 

الجيوش في العالم تركت السلاح ولجأت للمطهرات 

«كورونا»  وخلال 85 يوما، ضرب نحو 145 دولة حول العالم، وأُصيب أكثر من 167 ألف شخص، كما بلغت عدد حالات الوفيات أكثر من 6400 حالة..ومع تزايد حالات الرعب والهلع من تمدد الفيروس وتضاعف عدد المصابين، كانت الجيوش هي الخيار الأول للحكومات لفرض الحجر الصحي على المدن، ومحاولة إبقاء الناس بالقوة في منازلهم، لمنع تفشي الفيروس، وتحولت الجيوش من محاربة الأعداء بالطائرات والدبابات، لمحاربة الفيروس بالمواد المطهرة والمعقمة.. وكانت الصين أول من اتخذت هذه الخطوة، ففي 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الحكومة الصينية انتشار الجيش في مقاطعة هوبي التي تضم مدينة ووهان، بعد فرض الحجر الصحي على المقاطعة، فقد منعت حركة السير في المدينة، ومنعت القطارات والطائرات من المغادرة..وقد ساعد الحجر الصحي الذي فرضته الحكومة الصينية بمساعدة الجيش على 56 مليون شخص في مقاطعة هوبي، في الحد من تفشي المرض، حتى وصل عدد حالات الإصابة اليوم 20 فقط.

 

انتشار الجنود في شوارع الدول  لفرض الحجر الصحي وحظر التجوال

ولجأت حكومة كورويا الجنوبية إلى الجيش، لمكافحة الفيروس، فقد ترك الجنود سلاحهم وارتدوا ملابس واقية، وشاركوا في تعقيم محطات القطارات والشوارع والأرضيات، كما ساهموا في فرض الحجر الصحي على المنطقة الأكثر تضرراً.. وفي إيران أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، محمد باقري، انتشار الجيش للعمل على إخلاء الشوارع في أنحاء البلاد خلال 24 ساعة، كما أعلن عن تشكيل لجنة للإشراف على إخلاء المتاجر والشوارع من الناس.. واستعانت إيطاليا بجنود وضباط الجيش، الذين  انتشروا في الشوارع ومحطات القطار، لمنع أي تجمعات ومنع الدخول والخروج من المدن المتضررة..أما الحكومة البريطانية فقد أعلنت أنها ستلجأ إلى الجيش، للمساعدة في مكافحة المرض، بالانتشار في الشوارع، لحماية المحلات التجارية والمستشفيات، بالإضافة لحماية قصر باكنغهام، وداونينغ ستريت، والبرلمان والسفارات.

 

«نكبة كورونا» العالقة بين «قيامة السماء» و«قيامة الأرض»

«نكبة كورونا» العالقة بين «قيامة السماء» و«قيامة الأرض»، والتي تضرب العالم، لم تقتصر على إغلاق المدارس والجامعات والمطاعم والحانات، وألغت المؤتمرات، وفرضت قيودا على حركة الشعوب، ومتعت دورات رياضية، وأغلقت المسارح ودور عرض السينما، والحفلات العامة والخاصة، وتقلص بالإذعان عدد الموظفين والعالمين في المؤسسات الحكومية والخاصة.. بل توقعات الأسوأ ما زالت قائمة،   وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكه «إن بي سي نيوز، و وول ستريت جورنال ونشر أمس الأحد، أن 60 في المائة من الأمريكيين يعتقدون أن «الأسوأ لم يأت بعد» في الأزمة، حيث قال 40 في المئة إن حياتهم اليومية ستتغير نتيجة لذلك.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]