«نهاية لبنان» على عتبة فشل «تشكيل الحكومة»!

التحذير رسمي، وعلى لسان وزير المالية اللبناني، غازي وزني..وترى الدوائر السياسية في بيروت، أن التحذير «حاد وخطير ومفعم بالتشاؤم»، رغم أنه «لا يبتعد عن الواقع اللبناني»، ويعد قراءة موضوعية لما هو قادم في ظل «تصرفات وسلوكيات» الطبقة السياسية التي لا تراعي مصلحة الوطن، ويبدو انه لا يهمها سوى مصالحها ومكاسبها السياسية الضيقةن بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، مؤكدا أن وزير المالية قد «دق جرس الإنذار» في الوقت المستفطع!

كان وزير المالية، غازي وزني ، قد حذرمن «نهاية لبنان»، في حال استمرت الطبقة السياسية في البلاد في تأجيل الإصلاحات الأساسية لاطلاق المساعدات الخارجية.

الفقر يضرب الشعب اللبناني

وقال «وزني» في تصريحات صحفية: «إن اتباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبناني. وستكون حتما النهاية».

وأضاف : ان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قال «سنمنحكم بعض الأكسجين، وسنساعدكم على الخروج من الأزمة»، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيزداد سوءًا. سيكون الوقع الأكبر على أمن البلاد واستقرارها ومستقبلها»..والرئيس الفرنسي تعهد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بالكامل.

موضحا، أنه قد تم دفع أكثر من نصف اللبنانيين نحو الفقر، وأصبح 40 في المائة منهم عاطلين عن العمل، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 25 في المائة هذا العام !!

عراقيل وعقبات وراء فشل تشكيل الحكومة الجديدة

التحذيرات من إنهيار الدولة، ومن المحتمل أن تتجاوز معايير «الدولة الفاشلة»، إلى «نهاية لبنان» بحسب تعبير وزير المالية اللبناني، والذي يتوافق مع  تقديرات الدوائر السياسية اللبنانية، يرجع إلى التعثر و«الفشل» في تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة سعد  الحريري، ومع تعدد الأسباب وتبادل الاتهامات حول  سبب تأخر تشكيل الحكومة..بينما تشير المصادر اللبنانية، إلى أنه من المتوقع أن يعاود  رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، مشاورته لإزالة العقبات من أمام الولادة الحكومية، إلا أن ما يجري تداوله، لا يوحي بحصول أي تقدم على هذا الصعيد.

وقد لا يكون مصير المشاورات التي يقوم بها سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، مختلفاً عما كان يحصل في السنوات الماضية، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، حيث كان تأليف الحكومات يستغرق شهوراً، بفعل اختلاق عراقيل وعقبات من جانب «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل الذي اتخذ من العقوبات الأمريكية ضده، ذريعة للتشدد في عملية التأليف ورفع سقف شروطه، من خلال الإصرار على التمسك بحقيبة وزارة الطاقة وتسمية الوزراء المسيحيين..

صدمة الموفد الفرنسي من مواقف  و«تصرفات» السياسيين

ويقول العارفون بنتائج لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، للصحيفة اللبنانية،  إن الرجل صدم بحالة الإنكار لدى بعض القيادات السياسية، مما وصل إليه الوضع في البلد من ترد وانهيار على مختلف الأصعدة. إذ أن هناك مسؤولين أبلغوا الضيف الفرنسي أنه لن تتشكل حكومة إذا لم يحصلوا على مطالبهم، وتحديداً ما يتصل بتسلم حقائب بعينها، بصرف النظر عن موقف الرئيس المكلف من هذا الموضوع، وهو أمر لم يكن يتوقعه موفد الرئيس الفرنسي، بعدما سبق وتعهدت القيادات اللبنانية بالعمل على الإسراع في تشكيل الحكومة. وهذا ما لم يحصل حتى الآن!

هل تسحب فرنسا يدها من الملف اللبناني؟!

وهذا الوضع تسبب  في نقمة عارمة من جانب باريس التي لا يستبعد، وفق المعلومات المتوافرة أن تسحب يدها من الملف اللبناني في نهاية المطاف، بعدما تبين لها عدم صدقية المسؤولين اللبنانيين في التزاماتهم لناحية الإسراع في تأليف حكومة يحتاجها لبنان أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى الظروف المأساوية التي يمر بها.

ومع اقتراب تكليف سعد الحريري من شهر كامل على تأليف «حكومة مهمة»، بدا المشهد أكثر ابتعاداً عن مجرى التوقعات الإيجابية، التي حكمت اللقاءات التي تجاوزت عدد أصابع اليد الواحدة، في فترة قياسية، لتتوقف فجأة، فاسحة المجال امام زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي في 8 مارس/ آذار الماضي، الذي انتهت مهمته قبل يومين ، حاملاً معه تصوراً عن تقرير سيرفعه (أو رفعه) إلى ادارته لتكون مناقشته متاحة اليوم، في اجتماع «خلية الأزمة» في الاليزيه.

أبرز نقاط تقرير الموفد الفرنسي للإليزيه

من المرتقب أن يكون تقرير الموفد الفرنسي، كاشفا للأوضاع المتردية في لبنان.. وكاشفا لمواقف الأطراف السياسية..وأن يلقى الضوء على المشهد اللبناني العام ..وكشفت صحيفة اللواء، وحسب المصادر القريبة من  قصر الرئاسة الفرنسي «الاليزيه»، فإن تقرير المبعوث «دوريل» سيتوقف عند النقاط التالية:

• إن تأليف الحكومة في لبنان معطّل، وأن مهلة الأسابيع بين 4 و6 انتهت من دون حدوث خرق.

• إن الاتصالات المباشرة بين القوى المؤثرة في عملية التأليف مقطوعة، أو شبه مقطوعة، لا سيما بين الرئيس الحريري والنائب جبران باسيل.

• وقد سمع كلاماً من الذين التقاهم، سواء الرؤساء أو مسؤولي الأحزاب والكتل، استنتج منه، ان هؤلاء غير مستعجلين على إنهاء الوضع الحالي، والانتقال إلى وضع أفضل ينقذ البلد.

• على أن الأخطر من كل هذا هو محاولة كل فريق إلقاء تبعة عرقلة التأليف على الفريق الآخر.

• ولم تخفِ مصادر استغراب الجانب الفرنسي من التدخلات الأمريكية السافرة، لجهة التأثير السلبي على المبادرة الفرنسية، من خلال التحريض على فريق سياسي – نيابي تتعاطى معه باريس إيجاباً حتى تاريخه.

انطباعات فرنسية مقلقة عن مستقبل لبنان

وبات واضحا، أن الموفد الفرنسي  عاد من بيروت، بانطباعات مقلقة عن المستقبل الذي ينتظر لبنان، في ظل وجود  طبقة سياسية لا تقيم وزناً لمصلحة البلد والناس، بل أن كل ما تريده تحقيق مصالحها في إطار عملية تحاصص نافرة، أظهرت بكثير من الوضوح عجز هذه الطبقة عن القيام بأدنى واجباتها تجاه شعبها وناسها.

وهذه الانطباعات التي تكونت لدى الجانب الفرنسي، لن يكون الأوروبيون بعيدين عنها، ما سيجعل الدول المانحة غير متحمسة لتقديم أي دعم للبنان، في ظل هذا الواقع المزري للطبقة الحاكمة في لبنان التي تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل اللبنانيين. بحسب تعبير صحيفة اللواء اللبنانية.