لا يزال انسحاب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، المفاجئ من قمة نواكشوط، رغم التبريرات التي طرحتها قطر ونواكشوط، يثير جدلا واسعا داخل الشارعين العربي والموريتناني.
الأمر لا يستدعي «كل هذا الجدل»، وفقا لما ذكرته السلطات الموريتانية، خاصة أن القمم العربية تعرف منذ بدايتها خلافات ومشاكل قد عصفت بأغلبها، فكلما كانت الخلافات العربية قوية وحادة أدت إلى انفجار القمة، وهو ما تجنبته «قمة الأمل» بنواكشوط.
8 انسحابات من القمم العربية والإسلامية
ورصدت موريتانيا 8 انسحابات من القمم العربية السابقة، والتي شهدت ملاسنات وخلافات، بعضها أوشك أن ينتهي بالتشابك بالأيدي.. وهي:
1ـ قمة بيروت 2002 .. والتي شهدت انسحاب الوفد الفلسطيني، إثر حدوث أخطاء تقنية منعت من بث كلمة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ما عدّ أمرا مقصودا تعمدت السلطات اللبنانية القيام به.
الوفود المشاركة سارعت إلى إثناء الوفد الفلسطيني عن قراره، ليقرر بعدها البقاء، لكن عرفات امتنع عن إلقاء كلمة ختامية عند انتهاء أعمال القمة، احتجاجا على الحادثة التي سبقت كلمته.
2ـ قمة تونس 2004.. التي شهدت انسحاب الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، على الرغم من محاولات الوفد المصري آنذاك إثنائه عن الانسحاب، ما أثار جدلا واسعا حول القمة.
القذافي حضر القمة، ثم بدت طريقة متابعته للجلسة الافتتاحية لافتة لأنظار كل المتابعين لها، حيث كان القذافي يدور بكرسيه ويتنقل بنظراته بين السقف الفسيح في قصر المؤتمرات الذي يحتضن مؤتمر القمة، وتابع كلمتي الرئيس التونسي ورئيس الوزراء البحريني، ثم فاجأ الحضور بانسحابه خلال كلمة عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية آنذاك، وسط ذهول القادة العرب وارتباك مرافقيه.
فيما دافع عنه جمعة أبو الخير مدير إدارة الإعلام الخارجي في اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي في ليبيا، بالقول إن «القذافي يريد دائما أن يكون لسان حال الإنسان العربي ورجل الشارع والمواطن العربي، الذي يشعر الآن بإحباطات كبيرة من الواقع المتردي الذي تمر به المنطقة العربية».
3ـ القمة القطرية 2009.. وكانت الواقعة الشهيرة، حين عاد الزعيم الليبي معمر القذافي لإضفاء أجوائه على القمة المنعقدة آنذاك في العاصمة القطرية الدوحة من خلال مهاجمته للعاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وانسحب العاهل السعودي بعد أن وجه القذافي كلمته له، والتي قال فيها إن «السعودية جلبت القوات الأمريكية خلال الحرب العراقية- الكويتية، لكون المنطقة هي مصدر هام للطاقة، وقد تعهدت الولايات المتحدة بحمايتها»، ليرد عليه العاهل السعودي، أن «المملكة السعودية عربية، وأن كلامك مردود عليك، لكون المملكة ليست مملوكة للاستعمار»، طالباً منه «عدم التحدث بأشياء لا يعرفها».
4ـ قمة سرت عام 2010، وفي هذه القمة انسحب الوفد الفلسطيني برئاسة محمود عباس، قبل أن يعود أدراجه من المطار، بسبب تعمد الرئيس الليبي معمر القذافي عدم استقبال الرئيس الفلسطيني، ثم عاد بعدها الرئيس الليبي للاجتماع بنظيره الفلسطيني والاعتذار منه.
5ـ قمة شرم الشيخ 2015، والتي شهدت انسحاب العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وغادر مصر عائدا إلى بلاده، وبررت المملكة الأردنية الانسحاب الذي أثير آنذاك، وقالت إن «الملك الأردني لم ينسحب، وإنما أخبر الرؤساء بأن حضوره سيكون شرفياً فقط، دون أن يشارك بأي جزء من القمة».
6ـ اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية في العام 2016، وشهدت انسحاب الوفد السعودي من الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في نواكشوط، احتجاجا على كلمة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري.
وقال الجعفري خلال كلمته، إن «الحشد الشعبي وحزب الله حفظا كرامة العرب، ومن يتهمهما بالإرهاب هم الإرهابيون»، ما أثار حفيظة الوفد السعودي الذي يصنف حزب الله منظمة إرهابية، وله موقف من الحشد الشعبي.
7ـ وشهد المؤتمر الإسلامي في الدوحة عام 2000 انسحاب الوفد السعودي، إثر إعلان المملكة السعودية، مقاطعة القمة العربية المقبلة بسبب «عدم توفر المعطيات المتعلقة بالأرضية اللازمة لتحقيق نجاح القمة، ولاستمرار تردي الأوضاع في فلسطين لا سيما في القدس»، على حد تعبيرها.
8ـ وكذلك انسحب وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري من مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، 2009 بسبب استقبال الرئيس الليبي معمر القذافي لوفد من المعارضين، الذين تربطهم صلة بالبعث وقياداته، ثم تراجع عن القرار.