نيويورك تايمز: عملية إسرائيل الفاشلة كلفتها الكثير وجعلتها على شفا حرب

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن إسرائيل أصبحت على شفا حرب بعد مهمة التجسس الفاشلة التي قامت بها تل أبيب في قطاع غزة مساء الأحد، وأسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين، واستمرار عمليات القصف على القطاع حتى اللحظة.

وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  أكد في وقت سابق للإسرائيليين القلقين من الصراع مع الفلسطينيين في قطاع غزة أنه يفعل كل ما بوسعه لتجنب حرب غير ضرورية.

وتابعت الصحيفة الأمريكية: “بعد أن أدت إسرائيل مهمة استخباراتية فاشلة قام بها أفراد كوماندوس متخفيون إلى استشهاد 7 فلسطينيين، شنت حركة حماس وغيرها من الفصائل المسلحة صواريخ مكثفة ومتصاعدة وقذائف هاون عبر معظم جنوب إسرائيل استمرت حتى صباح الثلاثاء، ومع إطلاق صافرات الإنذار الجوية من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الميت، وبعد أن فجر صاروخ فلسطيني مضاد للدبابات حافلة إسرائيلية، وأصاب جنديًا يبلغ من العمر 19 عامًا إصابات خطيرة، ردت إسرائيل بغارات جوية ونيران دبابات أكثر تدميراً”.

وأضافت الصحيفة الأمريكية: “ضربت إسرائيل عشرات من المواقع العسكرية ومخابئ الأسلحة في أنحاء غزة، وقامت أيضاً بضرب محطة تلفزيونية ومحطة إذاعية ومكاتب ومقر للمخابرات العسكرية تابعة لحركة حماس، حيث كان أعنف قتال بين إسرائيل وغزة منذ حروبهم في عام 2014، وهدد القتال بإحباط شهور من المحادثات المتعددة الأطراف الهادفة إلى تهدئة التوتر بين إسرائيل وغزة حيث قوبلت الاحتجاجات الفلسطينية منذ مارس الماضي برد إسرائيلي قاتل، وقُتل آنذاك 170 فلسطينيا وجرح الآلاف”.

وكانت المحادثات التي توسطت فيها مصر قد وضعت بالفعل خطوات ملموسة لتخفيف حدة التوتر في قطاع غزة، بما في ذلك زيادة الطاقة الكهربائية وتدفق ملايين الدولارات من المساعدات، وتسائلت الصحيفة الأمريكية في تقريرها بقولها: “فلماذا إذاً؟، كما كان بعض الإسرائيليين يتساءلون، مع تعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط لتخفيف حدة التوتر في غزة والمحادثات التي أظهرت بعض التقدم، هل ستخاطر حكومة تل أبيب بكل ذلك بسبب ما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بأنها مهمة مراقبة روتينية إلى حد ما؟”.

وتابعت الصحيفة الأمريكية: “الجواب، كما يقول المحللون، ربما يكون روتينياً، حيث أنه لم يتوقع أحد أن تنكشف فرقة الكوماندوز الإسرائيلية”، ونقلت الصحيفة تصريح جيورا ايلاند، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي، قوله: “الافتراض الحقيقي هو أن العملية لم يتم الكشف عنها، إنها ليست سرية 100%، لكن يمكن تقدير أن 99% من هذه العمليات لم يتم الكشف عنها، و99% منها كانت ناجحة بما فيه الكفاية لاتخاذ قرار بافتراض أن الفرقة ستدخل وتنفذ المهمة دون أن يتم اكتشافها”.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها: “إن تكلفة هذه المهمة الخطيرة أصبحت واضحة على إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، حيث تم إطلاق أكثر من 400 صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل، وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنه استطاع ضرب أكثر من 100 هدف عسكري في قطاع غزة تابعة لحماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وأكدت أن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي اعترض أكثر من 100 قذيفة”.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه تحسباً لصواريخ حماس، أمر الجيش الإسرائيلي جميع السكان الإسرايليين في الجنوب، بما في ذلك مدينتي أشدود وبئر سبع، بالبقاء في الملاجئ، التي تم فتح بعضها على بعد 25 ميلاً من محيط غزة، وقد سمح للمقيمين بمغادرة الملاجئ في وقت متأخر من صباح الثلاثاء، لكن طُلب منهم البقاء بالقرب منها، وسُمعت صفارات الإنذار الجوية يوم الاثنين في بعض المناطق البعيدة مثل الخليل.

وكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة، نيكولاي ملادينوف، الذي سعى إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، على تويتر أن كلا الجانبين يحتاجان إلى التراجع عن حافة الحرب، ويجب أن تتوقف الصواروخ، ويجب على الجميع التحلي بضبط النفس، لكن الجانبان لا يزالان يسعيان إلى تصعيد الصراع.

وقد حذر الجنرال الإسرائيلي كميل أبو ركون، المنسق الإسرائيلي للأنشطة الحكومية في الأراضي الفلسطينية، سكان غزة من أن حماس قد تخطت الخطوط الحمراء، وقال إن إسرائيل سترد على ذلك، وفي مدينة غزة، تم تحذير موظفي محطة تلفزيون الأقصى التابعة لحماس من أجل إخلاء مكاتبها، وسرعان ما دُمر المبنى بتفجيرات صاروخية متعددة تم التقاطها بالفيديو من قبل شاهدي العيان، ووصف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس تدمير المحطة بأنه عدوان بربري.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن المحطة كانت هدفا مشروعا، وقال الجيش في بيانه: “أن المحطة التلفزيونية تساهم في الأعمال العسكرية لحماس بما في ذلك توفير رسائل عملية للمتشددين وتوجيه الدعوة صراحة إلى القيام بأنشطة ضد إسرائيل وتقديم توجيهات بشأن كيفية القيام بأنشطة من هذا القبيل، وبعد ذلك بقليل، شنت الغارات الجوية هجوماً على مكاتب محطة إذاعة الأقصى وفندق الأمل، التابع لحركة حماس.

واستشهد ستة من مقاتلي حماس، من بينهم قائد للقوات في منطقة خان يونس، وعضو في لجان المقاومة الشعبية، وهي فصيل مسلح آخر، كما قُتل خلال الاشتباك الكولونيل الإسرائيلي برتبة ملازم في وحدة ماجلان، وهي فرقة كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي، ووفقاً لمسؤول إسرائيلي سابق على علم بالعملية، كان هدف الفرقة هو المراقبة وليس الاغتيال، وأوضح أن مثل هذه العمليات، التي تهدف عادة إلى تركيب معدات مراقبة، يتم التخطيط لها على نطاق واسع وتعتبر منخفضة المخاطر.

وأكد الكولونيل جوناثان كونريكس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين، إن الهدف من العملية لم يكن اختطاف أو قتل أحد نشطاء حماس، وقال إنه بمجرد أن واجهت القوة الإسرائيلية بعضاً من المشاكل تصرفت بسرعة وبشكل مهني، وتمكنت من الدفاع عن نفسها بطريقة احترافية للغاية، والتأكد من عودة جميع الجنود إلى إسرائيل، ولم يتم ترك أي منهم.

وأضاف أن العملية التي جرت يوم الأحد لم تكن استفزازًا متعمدًا، ولكنها كانت جزءًا روتينيًا من جهود الجيش الإسرائيلي للتصدي للتهديدات الإرهابية عبر حدوده.