نيويورك تايمز: هكذا غيّر الحوثيون حركة الشحن البحري حول العالم
لا تزال الهجمات الحوثية على السفن المرتبطة بإسرائيل، في منطقة البحر الأحمر، تحدث صدى عالميًّا كبيرًا، خصوصًا على مستوى الشحن.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرًا، حول الكيفية التي أثرت بها الهجمات الحوثية في مسار الإبحار، خصوصًا في ممر ملاحي حيوي مثل البحر الأحمر، بدءًا من باب المندب جنوبًا وحتى قناة السويس شمالًا.
تغيير المسار
وفقًا لمنصة «مارين ترافيك» المختصة في الشحن البحري، فقد عبر قناة السويس، في الأسبوعين الأولين من 2024 نحو 150 سفينة.
وهي نسبة تقل بنحو 400 عبور عن الفترة ذاتها من العام 2023.
مضاعفة الأسعار
قال التقرير إن شركات الشحن ضاعفت الأسعار التي تفرضها لنقل حاوية من آسيا إلى أوروبا ثلاث مرات، وذلك جزئيا لتغطية التكلفة الإضافية للإبحار حول إفريقيا. ويواجه أصحاب السفن الذين ما زالوا يستخدمون البحر الأحمر، وبخاصة أصحاب الناقلات، ارتفاع أقساط التأمين.
ولم ترتفع أسعار الحاويات بعدُ بنفس القدر الذي ارتفعت به خلال جائحة فيروس كورونا في 2020. ولكن تجار التجزئة مثل إيكيا حذروا من أن تجنُّب قناة السويس قد يؤخر وصول البضائع إلى المتاجر. واضطرت بعض مصانع السيارات في أوروبا إلى تعليق عملياتها لفترة وجيزة في أثناء انتظار قطع الغيار من آسيا.
من سنغافورة إلى سلوفينيا
استخدم التقرير نموذجًا واقعيًّا لما يمكن أن يكون عليه الأمر، مع تصاعد الهجمات الحوثية وإغلاق البحر الأحمر كممر ملاحي.
وقد أبحرت سفينة الحاويات ميرسك هونغ كونغ، التي ترفع علم سنغافورة من سنغافورة إلى سلوفينيا في 15 نوفمبر. ووصلت إلى بورسعيد في مصر بعد 12 يومًا فقط، بعد أن مرت عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وفي طريق عودتها إلى سنغافورة، وصلت إلى بورسعيد مرة أخرى في 17 ديسمبر. ولكن مع تكثيف الحوثيين هجماتهم، عادت السفينة بعد ذلك، وسافرت حول إفريقيا بدلًا من ذلك، ولم تعد إلى سنغافورة إلا بعد شهر كامل من الإبحار.
الردع الأميركي غير كاف
وتجدر الإشارة إلى أن الحوثييين بدؤوا هجماتهم عبر البحر الأحمر في 19 أكتوبر، أي بعد نحو أسبوعين من اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي 19 نوفمر اقتادت قطع بحرية تابعة للحوثيين السفينة غالاكسي ليدرز وطاقمها إلى السواحل اليمنية.
وفي 9 يناير 2024، أطلق الحوثيون إحدى كبرى هجماتهم في البحر الأحمر، إذ أطلقوا نحو 18 مسيرة و3 صواريخ مضادة للسفن، أعقب ذلك استيلاء إيران على حاملة نفط كانت محملة بالنفط العراقي ومتوجهة إلى تركيا، واستولت عليها البحرية الإيرانية قبالة عمان.
وفي 12 يناير، شنَّت القوات الأميركية والبريطانية هجمات على 28 موقعًا داخل اليمن، وأصابت 60 هدفًا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أعلن في وقت سابق اليوم، أن الضربات الأميركية البريطانية التي تستهدف الحوثيين في اليمن، ستستمر ما داموا يواصلون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، في حين أعلن البيت الأبيض شن ضربات جديدة على صواريخ للمتمردين.
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
