زيارة تاريخية تستمر ليومين، يجريها وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، اليوم الجمعة، كأول مسؤول بريطاني رفيع المستوى يزور كوبا منذ عام 1959، حيث وصل هاموند إلى هافانا أمس، الخميس، قادما من كولومبيا في إطار جولة خارجية.
وجاءت زيارة هاموند بعد زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الشهر الماضي إلى الدولة الشيوعية، التي سارعت أمريكا لقطع علاقتها معها في أعقاب الثورة الكوبية في العام 1959، فيما لم تتجه بريطانيا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، حيث ظلت تحتفظ أيضا بعدد محدود من الشركات بسبب الحظر التجاري الأمريكي، الذي مازال مفروضا.
ففي عام 1959، اكتسح رجال حرب العصابات هافانا برئاسة فيدل كاسترو وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا على الرغم من تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيش عصابات كاسترو، ونصب فيدل كاسترو رئيسا للوزراء.
وفي عام 1960، اعترفت أمريكا بالحكومة الجديدة، إلا أن العلاقات تدهورت على أثر إعدام العديد من الموالين لباتيستا وتأميم مصافي النفط المملوكة للولايات المتحدة، والتي فرضت حظرا تجاريا على هافانا.
وبدأت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا في التعافي تدريجيا بحلول عام 2008، بتولي الرئيس باراك أوباما الرئاسة الأمريكية وكذلك تولي راؤول كاسترو رئاسة كوبا.
وفيما يتعلق بالعلاقات البريطانية الكوبية، فيمكن تحديدها بالموقف المشترك لدول الاتحاد الأوروبي من الدولة الشيوعية والذي يتم تجديده وفقا لتقييمات تجرى كل 6 أشهر، ويقوم هذا الموقف على أساس «تشجيع عملية الانتقال إلى الديمقراطية التعددية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتحسين مستوى معيشة الشعب الكوبي»، فيما كانت زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موجريني لكوبا الشهر الماضي هي أول زيارة لمسئول أوروبي رفيع المستوى.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، إنه من المقرر أن يعقد هاموند خلال الزيارة اتفاقية ثنائية لهيكلة الدين الكوبي إلى بريطانيا، فضلا عن اتفاقيات أخرى للتعاون المستقبلي في الخدمات المالية والطاقة والثقافة والتعليم.
كما سيجري هاموند عدة لقاءات رفيعة المستوى، منها لقاء مع نظيره الكوبي، ولقاءات أخرى حول التغيرات الاجتماعية والاقتصادية ومجالات حقوق الإنسان وجهود مواجهة التهديدات الصحية على رأسها فيروس زيكا، معربا عن تطلعه لبناء «روابط جديدة» بين البلدين.
وأكد هاموند أن «كل من بريطانيا وكوبا لديه نظره مختلفة في العالم، فضلا عن الاختلاف في نظام الحكومات في كلا البلدين إلا أن كوبا دخلت عهدا جديدا من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية» مشيرا إلى أنه يتطلع لأن يبرهن للعالم أن بريطانيا تسعى إلى علاقات جديدة عبر الأطلسي.
ووفق صحيفة التلجراف البريطانية، فمن المقرر أن يلتقي وزير خارجية لندن خلال الزيارة برجال أعمال بريطانيين وممثلين للمجتمع المدني.
وتعد بريطانيا الشريك التجاري الـ11 لكوبا، حيث بلغت الصادرات البريطانية إلى كوبا 25 مليون يورو عام 2012 و 22 مليون يورو في 2013، في حين بلغت الواردات الكوبية إلى لندن حوالي 33 مليون يورو في 2012، و105 مليون يورو في 2013.
وفي الشهر الماضي، وصل وفد من المسئولين الكوبيين إلى بريطانيا برئاسة نائب وزير الصناعة لدعم العلاقات في مجالات السياحة ومشروعات الطاقة، فيما أجرى وفد من رجال الأعمال البريطانيين زيارة إلى كوبا العام الماضي لتعزيز العلاقات الاستثمارية.
