هاني حبيب يكتب: إسرائيل.. «الحريديم» يدخلون على خط الانتخابات المبكرة

 

يضيق الخناق على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على خلفية التحقيقات حول ملفات الفساد المختلفة وتوصيات النيابة العامة بتوجيه اتهامات جدية له، الأمر الذي أدى إلى تزايد احتمالات الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وهو الخيار الأفضل لنتنياهو عن استقالته، خاصة وأن كافة استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب الليكود برئاسة نتنياهو لا يزال يحظى بنفس عدد مقاعد الكنيست الحالية، وربما أكثر ما يؤهله للتجديد في رئاسة الحكومة القادمة في حال تم عقد الانتخابات البرلمانية قريباً، على الرغم من كل تطورات التحقيقات بشأن ملفات الفساد المتعددة.

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، هل سيقدم نتنياهو على تبكير الانتخابات الآن، أم سينتظر قرار النيابة العامة فيما إذا سيحال إلى المحاكمة، بعض أوساط الليكود الذي يترأسه نتنياهو تقدر أن يقدم رئيس الحكومة على الإعلان عن انتخابات مبكرة مستبقاً توجيه النيابة العامة لوائح اتهام ضده، وتفسر هذه التقديرات هذا الخيار، ليس فقط بسبب حقيقة أن استطلاعات الرأي تشير إلى حصول الليكود على أكبر عدد من المقاعد، بواقع 36 مقعداً، بينما يتراجع حزب “يش عتيد”، بقيادة يائير لبيد، مع تصاعد قوة حزب “البيت اليهودي”، بقيادة نفتالي بينيت، مع 14 مقعداً، وانهيار لحزب “المعسكر الصهيوني”، بقيادة آفي غباي، إلى 12 مقعداً، والذي يقود المعارضة حالياً.

ومن المرجح أن يستفيد نتنياهو من محاولات الحريديم ـ شاس ويهدوت هتواره ـ الأخيرة بابتزاز الحكومة، عندما اشترطوا للمصادقة على قانون ميزانية الدولة للعام المقبل، بالتصويت على قانون الإعفاء من التجنيد وضمان مكانة لطلاب المعاهد الدينية اليهودية، وهي الشروط التي تم رفضها من قبل معظم أحزاب الائتلاف الحكومي، في حين ظل حزب الليكود بدون موقف واضح إزاء التعامل مع هذه الشروط، الأمر الذي أثار العديد من الشكوك، إزاء الأسباب التي دعت نتنياهو الى طرح مسألة إقرار ميزانية الدولة في غير موعدها بستة أشهر وقبل سنة من آخر موعد يسمح به القانون، ما يشير إلى أن نتنياهو يعمل على استقرار حكومته الحالية موحياً بأنه لن يقدم على انتخابات برلمانية مبكرة تحت الضغط، حتى نهاية ولايته في تشرين الثاني/نوفمبر العام القادم، وبدون حاجز الميزانية، وبحيث لا يخضع عند تشكيل حكومته الجديدة – كما يأمل – لابتزاز أحزاب الائتلاف الجديد على خلفية ملف الميزانية التي تم إقرارها بالفعل في ولايته الحالية!

لذلك فهو – نتنياهو – بحاجة ماسة إلى استرضاء “الحريديم” من جديد، بعدما تمكن قبل نهاية العام الماضي من التوصل معهم إلى اتفاق أنقذ حكومته إثر استقالة ممثل كتلة “يهدوت هتوراه” الحريدية، نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان على خلفية أعمال السكة الحديدية يوم السبت، ونجح نتنياهو بعد مفاوضات صعبة في إقناع الحريديم البقاء في حكومته والتصويت لصالحها إلى أن يتم التوصل إلى تسوية حول اتفاق العمل في سكة حديد القطارات أيام السبت.

هذه المرة، يتواصل ابتزاز الحريديم لنتنياهو وحكومته على خلفية تطورات مسألة التحقيقات المتزايدة، باشتراط المصادقة على قانون التجنيد المقترح من قبلهم، قبل التصويت على الميزانية، لكن الرد جاء هذه المرة من قبل المعارضين للربط بين الأمرين من قبل أحزاب الائتلاف الحكومي، حيث وجه وزير المالية “موشي كحلون” رسالة تحذير لهم قال فيها أنه في حال لم يحسموا أمرهم بالتراجع عن قانون التجنيد، فعليهم إنهاء المسألة مع “يائير لبيد”، زعيم حزب هناك مستقبل، وذلك في إشارة ابتزاز واضحة إلى إمكانية سقوط الحكومة وعقد انتخابات مبكرة يفوز فيها لبيد – المعارض الأشد للحريديم – بعدد كبير من المقاعد.

نتنياهو، السياسي المحنك الذي أدار دفة ائتلافه الحكومي باقتدار، استثمر ابتزاز “الحريديم” بابتزاز أركان حكومته، ذلك إن كافة أحزاب الائتلاف لا ترغب في عقد انتخابات برلمانية مبكرة، لذلك معظم هؤلاء ساندوه على خلفية ملف التحقيقات، وساعدوه في التوصل إلى “حل ما” حتى لو كان مؤقتاً مع الحريديم على خلفية قانون التجنيد، ذلك أن انسحاب الحريديم من الحكومة يعني سقوطها والتوجه بالضرورة إلى انتخابات مبكرة، حتى من دون تأثير التحقيقات مع نتنياهو، وهو ما ساعده بالتوصل إلى صفقة نجح نتنياهو بالاتفاق عليها مع الحريديم من ناحية، والشركاء الآخرين في الائتلاف الحكومي من ناحية أخرى، تقضي بتشكيل طاقم مشترك من كتلة الائتلاف والمستشار القانوني، تهدف إلى صياغة تحسينات وتعديلات على قانون التجنيد المقترح من قبل الحريديم وأن يكتفي هؤلاء بتصريح من قبل رؤساء أحزاب الائتلاف على دعمهم لتلك الصيغة المتفق عليها من دون التصويت عليها في الكنيست.

إلا أن هذه الصفقة لم تبدد إمكانية الاشتباك بين الحريديم والائتلاف الحكومي، ذلك أن المجلس الأعلى للحاخامات، وهو المرجعية الدينية للحريديم، دعا إلى عدم التصويت على الموازنة المقترحة من قبل الحكومة للعام القادم، إلا بعد سن القانون الجديد حول تجنيد المتدينين، في حين رفض بعض أقطاب الائتلاف، وخاصة ليبرمان، أي ابتزاز من قبل الحريديم باعتبار أن القانون المقترح من قبلهم سبق وأن رفضته المحكمة العليا، كونه يخل “بالمساواة” بين مواطني الدولة، ولعل في عدم التوصل إلى حل، يمكن نتنياهو من استمرار ابتزازه لكل الأطراف، وهو مؤهل تماماً للقيام بهذا الدور!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]