هاني حبيب يكتب: من يهدد وحدة الاتحاد الأوروبي.. الهجرة أم الشعبوية المتطرفة؟

 

ألقت حادثة السفينة “أكواريوس” بظلالها على الخلافات المحتدمة في الاتحاد الأوروبي حول قضية الهجرة، ظلت هذه السفينة التي كانت تحمل 600 مهاجر غير شرعي في مياه المتوسط تائهة لأسبوع من الأيام بعد رفض كل من ايطاليا ومالطا استقبالها إلى أن وافقت اسبانيا على إنقاذها، وكان الرفض الايطالي لاستقبال هذه السفينة وركابها من المهاجرين أولى تجليات ممارسات اليمين الشعبوي الذي فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في ايطاليا بزعامة حزب “الرابطة” برئاسة ماثيو سالفيني بالتحالف مع حزب “النجوم الخمس” برئاسة لويجي ديمايو هذا الفوز الذي بات يشكل تهديداً إضافياً لوحدة الاتحاد الأوروبي خاصة في إطار أزمة الهجرة، ذلك أن هذا التحالف الايطالي يستند إلى عدة أحزاب أوروبية شعبوية نجحت في انتخابات بلادها كالنمسا عندما وصل رئيس حزب “الحرية” المتطرف إلى منصب نائب مستشار البلاد، أو أحزاب يمينية متطرقة باتت شريكة أو مخترقة للنظام السياسي في بلادها كألمانيا وفرنسا بعدما أكدت مجمل الانتخابات التشريعية في السنتين الأخيرتين في معظم بلدان أوروبا نمو شعبية الأحزاب الشعبية اليمينية المتطرفة.

وبينما تبدو مسألة “الهجرة” هي البوابة التي نفذ منها اليمين الشعبوي المتطرف إلى زعامة بعض الدول واختراقه النظام السياسي بشكلٍ متقدمّ عن الانتخابات السابقة في دول أوروبية أخرى إلاّ أن بعض المحللين يرى أن مسألة الهجرة هي أحد المسائل الثانوية مع أنها تتصدر عناوين الخلافات إذ يرى هؤلاء أن أحزاب أوروبا التقليدية خاصة الأحزاب الليبرالية عانت وما تزال من الترهل والإنهاك السياسي في أوساط وفئات الشباب من الجيل الجديد الذي بات يعتمد في تلقيه للمعلومات والأخبار والأنشطة من خلال التقنيات الرقمية وثورة الاتصال الاجتماعي بالتوازي مع جملة من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والميل إلى التغيير بعد أن لوحظ في الانتخابات عبر السنوات السابقة أن ميول المجتمع كانت باتجاه الاستقرار، هذا المتغير الطبيعي يعود حسب هؤلاء إلى “المجتمع الشائخ” في أوروبا ودور الوسط الشبابي في التطلع نحو التغيير الذي تفرضه جملة المتغيرات في البيئة السياسية والاجتماعية في عموم دول أوروبا ما يفسر كما يرى هذا البعض تراجع الأحزاب التقليدية في أوروبا.

والحقيقة أن مسألة الهجرة أخذت تتراجع من الناحية الإحصائية فأعداد المهاجرين الوافدين إلى القارة العجوز انخفضت إلى النصف مقارنة مع العام الماضي، فقد وصل عددهم حتى منتصف هذا العام نحو 33 ألف مهاجر، وهو نصف العدد لنفس الفترة من العام 2017، كما أن الدول التي تتحمل تبعتة مسألة اللجوء هي غير تلك الدول التي ترفع هذه المسألة كخطر يهدد مستقبل أوروبا كاليونان واسبانيا تليها ايطاليا إذ أن معظم اللاجئين يقصدون ألمانيا كهدف في نهاية المطاف، ومع أن العدد الأقل من المهاجرين يقصدون دول أوروبا الشرقية كالمجر وكرواتيا وسلوفينيا ومقدونيا وهي دول “عبور” للاجئين إلى دول أخرى، مع ذلك فإن هذه الدول تتحالف مع الأحزاب الشعوبية الحاكمة في ايطاليا والنمسا لإشاعة أجواء الخوف والحقد والكراهية والعنصرية والتحريض ضد الهجرة والمهاجرين.

إنّ معظم أحزاب اليمين الشعبوي في أوروبا لها موقف “متحفظ” تجاه الاتحاد الأوروبي ولكنها تتخذ من مسألة الهجرة والموقف منها بوابة لزعزعة الاتحاد رغم تراجع أهمية ومخاطر هذه المسألة كما سبق وأوضحنا، وفي هذا السياق يبقى الرهان على زعامة مستشارة ألمانيا السيدة ميركل بإسناد من الرئيس الفرنسي ماكرون، لضمان استمرار الاتحاد ولعل نجاح المستشارة ميركل قبل أيام في تفويت الفرصة على اليمين الشعبوي في ألمانيا وخارجها من خلال توصلها إلى اتفاق مع وزير داخليتها والائتلاف الحاكم على حزمة توافقات بشأن مسألة الهجرة ما يشير إلى أن رغم اهتزازات الاتحاد الأوروبي إلاّ أنه قادر على الصمود في وجه التحالفات الشعبوية اليمينة المتطرفة في أوروبا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]