«هجمات 11 سبتمبر» صدمة لم تستوعبها أمريكا.. نجاحات تكتيكية وفشل استراتيجي

في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 شهد العالم وقائع الحدث الجلل، الذي أسفر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص، وغير وجه التاريخ، بتغيير معادلات العلاقات والتوازنات الدولية، واشتعال المواجهات في حربها الطويلة ضد الإرهاب، وكان الحدث «هجمات 11 سبتمبر» بداية تسجيل حالة غير مسبوقة بمولد تنظيمات وحركات إرهابية جديدة خرجت من رحم التنظيم الأم «القاعدة» وبمسميات مختلفة، لتعلن عن فشل الاستراتيجية الأمريكية في حربها ضد الإرهاب.

 

يرى خبراء أن الولايات المتحدة قد حققت في حربها على الإرهاب بعض النجاح التكتيكي، فقد قتلت بعض القادة واعتقلت بعضهم، وطردت تنظيم «داعش» من مناطق سيطرته، لكنها لم تتمكن من القضاء على أي من التنظيمات المتشددة، ولم تحقق الولايات المتحدة نجاحا استراتيجيا، حيث أهملت الأسباب الجذرية للإرهاب.مما ترتب عليه المواجهة مع تنظيمات إرهابية وليدة، وباتت الخطورة في الكثير من التنظيمات المتشددة الأخرى، التي انشقت عن القاعدة، وانتهجت أسلوبا أكثر عنفا ودموية، وأبرزها تنظيم «داعش» الذي سيطر على مساحات واسعة، في العراق وسوريا ويتمدد في 28 بلدا، وهناك أيضا جماعات مثل جبهة النصرة، التي فكت ارتباطها بالقاعدة وبتنظيم  داعش، وأنشأت حركة جهادية محلية بحتة، وهي هيئة تحرير الشام التي تسيطر حاليا في مدينة إدلب السورية.

  • توقع تقرير لجامعة براون الأمريكية أن تصل تكلفة «الحرب على الإرهاب» التي بدأت قبل عقدين إلى 6.7 تريليون دولار بحلول عام 2023، إذا لم توقف الإدارة الأمريكية كافة عملياتها العسكرية قبل هذا التاريخ. كما يُقدر عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا بأكثر من 7 آلاف جندي.

«هجمات 11 سبتمبر» صدمة لم تستوعبها أمريكا.. مع قيام  مجموعات صغيرة من الخاطفين بالاستيلاء على أربع طائرات كانت تحلق فوق شرقي الولايات المتحدة، واستخدمتها لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن..ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في واشنطن، وتحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا، يُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة.

 

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن نحو ثلثي الأمريكيين يعتقدون أن هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية غيرت الحياة في بلادهم للأبد. وأعرب 64% من الأمريكيين عن الرأي بأن تلك الهجمات غيرت الحياة للأبد، بينما اعتبر 24% أنها تسببت بتغيرات مؤقتة..وقال 9% فقط إن تلك الأحداث لم تغير شيئا بحياتهم..وتباينت آراء الأمريكيين بشأن ما إذا يجب أن يكون 11 سبتمبر يوم عطلة رسمية، حيث وافق مع هذه الفكرة 47% وعارضها 46%. وجرى الاستطلاع قبل شهر تقريبا من الذكرى الـ 20 لأكبر هجوم إرهابي على أراضي الولايات المتحدة في تاريخها.

 

 

وترصد الدوائر البحثية ومراكز الدراسات في واشنطن البداية، منذ العام 1996 حين انتقل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، من السودان إلى أفغانستان، حيث احتضنته حركة طالبان، ووفرت له ولجماعته ملاذاً آمناً. ومن مقر القاعدة في أفغانستان، كان التخطيط والتوجيه لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر المدمرة.

وبعد أقل من شهر على الهجمات، أعلن الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش، عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي، للقضاء على تنظيم «القاعدة» وإلقاء القبض على بن لادن..لم تتمكن الولايات المتحدة من معرفة مكان بن لادن إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات، حيث نجحت القوات الأمريكية في تحديد موقعه وقتله في باكستان المجاورة.

  • وبعد عشرين عاما من الوجود العسكري في أفغانستان، اختار الرئيس الأمريكي جو بايدن تاريخ الهجمات نفسه (11 سبتمبر) موعدا رمزيا للانسحاب الكامل.

العقل المدبر

مع اختراق الطائرة التجارية  الأولى للبرج الأول .. كان فرانك بيليغرينو ـ  العميل الخاص السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يتعقب تحركات خالد شيخ محمد مدة ثلاثة عقود من الزمن تقريباً ـ  جالساً في غرفة فندق في ماليزيا يشاهد التلفزيون عندما ظهرت مشاهد الطائرات وهي تتحطم مخترقة برجين في الولايات المتحدة، ويقول بيليغرينو متذكراً أول شيء راود ذهنه، هو : «يا إلهي، لابد أن يكون خالد شيخ محمد وراء هذا»..كان هناك رابط بين الهدف والطموحات، وكان بيليغرينو في وظيفة فريدة تمكنه من معرفة أشياء لم يعرفها أحد، ومع ذلك، لم يكن العقل المدبر المزعوم لأحداث 11 سبتمبر، قد واجه العدالة بعد.

 

قبل سنوات من هجوم 11 سبتمبر/أيلول، كان عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي، فرانك بيليغرينو، يتعقب الجهادي بتكليف من مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في تفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993..وكان تحويل شيخ محمد لأموال إلى أحد الضالعين في الهجوم، نقطة البداية التي لفتت انتباه السلطات الأمريكية لأول مرة إلى اسمه..وأدرك عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي حجم طموح خالد شيخ محمد في عام 1995 عندما ارتبط اسمه بمؤامرة لتفجير عدة طائرات ركاب دولية فوق المحيط الهادي.

  • ولا يزال الرجل المتهم بتدبير مؤامرة خطف طائرات ركاب وتوجيهها إلى معالم هامة في الولايات المتحدة قبل 20 عاماً، محتجزا بانتظار محاكمته.. وقال المحامي الذي يمثل خالد شيخ محمد «قد يستغرق الأمر عشرين عاماً آخر قبل الانتهاء من هذه القضية».

 

كان اسم زعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، أكثر الأسماء ارتباطاً بهجمات 11 سبتمبر. لكن الحقيقة كانت أن خالد شيخ محمد هو «المهندس الرئيسي» للعملية، وفقاً للجنة 11 سبتمبر التي كانت تحقق في الهجمات؛ كان هو صاحب الفكرة وعرضها على القاعدة.

ولد شيخ محمد، في الكويت ودرس في الولايات المتحدة، قبل أن ينتقل إلى أفغانستان ويقاتل في صفوف القاعدة في الثمانينيات من القرن الماضي..واعتقل خالد شيخ محمد مع باقي المتهمين ( أربعة) في سجن «الحرب على الإرهاب» في قاعدة الولايات المتحدة البحرية في غوانتانامو في كوبا منذ 15 عاما. وسيمثل أمام محكمة عسكرية في السجن لأول مرة منذ مطلع العام 2019.وبعد تعليق الجلسات لمدة 17 شهرا بسبب وباء كوفيد، يرجّح أن تستأنف الإجراءات من حيث انتهت، وسيحضر الجلسات أفراد عائلات عدد من الأشخاص الذين اتّهموا بقتلهم قبل عقدين وعددهم 2976، إلى جانب مجموعة كبيرة من الصحافيين في حدث يتزامن مع إحياء الذكرى السبت.

  • ويواجه الخمسة عقوبة الإعدام بتهم القتل والإرهاب أمام محكمة جرائم الحرب..ويمثلهم محامون عيّنهم الجيش إضافة إلى آخرين يدافعون عنهم مجانا من القطاع الخاص ومنظمات غير حكومية.

 

ويؤكد المدعون أن المتّهمين قدّموا جميعا أدلة ملموسة تفيد بأنهم خططوا لشن اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول، خلال جلسات استجواب أجراها فريق من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في 2007 بعد وصول الخمسة إلى جوانتانامو.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]