هجوم إدلب.. خسائر فادحة لأنقرة وأردوغان يهدد بورقة اللاجئين

ضربة جوية شنها الجيش السوري على محافظة إدلب شمال غرب البلاد أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود الأتراك، ووضعت المحافظة على صفيح ساخن، ليندد الرئيس التركي طيب أردوغان تارة بالتعاون السوري الروسي، وأخرى يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولية الهجوم، وتارة ثالثة يلوح بعدم منع أنقرة اللاجئين من الدخول إلى أوروبا.

روايات المرصد السوري وتأكيد حاكم ولاية هاتاي التركية تشير إلى حجم الخسائر الهائل في صفوف الجيش التركي جراء الهجوم السوري الروسي المشترك.

ورقة اللاجئين

نقلت رويترز عن مسؤول تركي أن بلاده التي تواجه موجة جديدة من المهاجرين السوريين والتي قُتل العشرات من جنودها في إدلب لن تمنع اللاجئين السوريين بعد الآن من الوصول إلى أوروبا.

ويعد التلويح بفتح الطريق أمام اللاجئين للوصول إلى أوروبا،  تراجعا من جانب تركيا عن تعهد قطعته للاتحاد الأوروبي عام 2016، وقد يجذب القوى الغربية سريعًا إلى الدخول في المواجهة بخصوص إدلب وفي المفاوضات المتعثرة بين أنقرة وموسكو.

وذكر المسؤول التركي لرويترز أن أوامر صدرت لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود التركية بعدم اعتراض اللاجئين برا أو بحرا في ظل توقعات بوفود وشيك للاجئين من إدلب.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه “قررنا اعتبارا من الآن عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا برا أو بحرا”.

نازحون سوريون في مخيم في إدلب

وأضاف أن عبور كل اللاجئين، بمن في ذلك السوريون، إلى الاتحاد الأوروبي أصبح مرحبا به، قائلا إن ثقل عبء استضافة اللاجئين “لا يمكن لدولة واحدة أن تتحمله”.

وقدم الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق مبرم عام 2016، مساعدات بمليارات اليورو مقابل وقف أنقرة تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

وينص الاتفاق على إعادة المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون بحر إيجه بطريقة غير مشروعة إلى تركيا، لكن أنقرة قالت إن التمويل الذي تحصل عليه من أوروبا لا يُذكر مقارنة بمبلغ 40 مليار دولار تقول إنها أنفقته.

 

يأتي ذلك فيما أعلنت الرئاسة أن الجيش التركي رد بضربات على أهداف لنظيره السوري في إدلب شمال غربي البلاد، مشيرة في بيان لها إلى أن أنقرة سترد بالمثل على مقتل الجنود الأتراك، وأكدت أن الأنشطة التركية ستستمر على الأراضي السورية.

المدفعية التركية ترد

وبالفعل استهدفت المدفعية التركية مواقع تابعة للجيش السوري، ردا على الضربة الجوية السورية، ونقلت رويترز عن مسؤولين أمنيين تركيين الجمعة أن “كل الأهداف المعروفة” التابعة للحكومة السورية تحت نيران وحدات الدعم الجوية والبرية التركية.

وعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا أمنيا طارئا في وقت متأخر من مساء الخميس، لبحث أحدث التطورات في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وذكر مراسلنا أن المدفعية التركية تستهدف مواقع للجيش السوري في اللاذقية وحلب.

وأكدت الرئاسة التركية في بيان أن جيشها يواصل استهداف مواقع للجيش السوري، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه إدلب.

ردود فعل دولية

ومنذ التصعيد الأخير في إدلب لم تتوقف ردود الفعل الدولية الداعية لخفضه، إذ أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء مقتل الجنود الأتراك في إدلب.

وذكر ممثل للخارجية الأمريكية في بيان الخميس أن الولايات المتحدة تقف إلى جوار تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

وقال: “نقف إلى جوار تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، ونواصل الدعوة إلى وقف فوري لهذا الهجوم في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه.

بدوره دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ جميع الأطراف إلى “خفض التصعيد” في إدلب.

وندد الناتو بالغارات الجوية العشوائية للنظام السوري وحليفه الروسي في محافظة إدلب، على حد تعبيره.

وقال متحدث باسم الحلف الأطلسي إن ستولتنبرغ تحدث مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو ودعا دمشق وموسكو إلى “وقف هجومهما”. كما “حض جميع الأطراف على خفض التصعيد وتجنب زيادة تفاقم الوضع الإنساني المروع في المنطقة.

من جانبه جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعوته إلى وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا.

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس أن جوتيريش عبر عن “قلق بالغ” إزاء تصعيد القتال في شمال غرب سوريا.

وقال في بيان “يتابع الأمين العام بقلق بالغ التصعيد في شمال غرب سوريا وأنباء مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية”.

المعارضة التركية

من ناحيته، طالب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، في تصريح مقتضب، بعقد جلسة عاجلة للبرلمان التركي من أجل مناقشة التطورات الخطيرة الأخيرة في إدلب”.

في سياق متصل ذكر مراسلنا علام صبيحات أن مواطنين أتراكا تجمعوا أمام السفارة الروسية في أنقرة، والقنصلية الروسية في إسطنبول، احتجاجاً على الهجوم في إدلب.

ضحايا أردوغان

وأفاد المرصد السوري بمقتل 34 جنديا تركيا، في قصف روسي سوري على ريف إدلب ضمن عمليات الجيش السوري لتحرير محافظة إدلب.

فيما أفاد حاكم محافظة هاتاي التركي بارتفاع عدد القتلى إلى 33 جنديًا بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطيرة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى ريحانلي جنوب تركيا.

وأرسلت تركيا آلاف الجنود والعتاد العسكري الثقيل إلى محافظة إدلب في الأسابيع القليلة الماضية لمساعدة مقاتلي المعارضة المتحالفين معها على التصدي للهجوم.

وتأتي التطورات الميدانية في إدلب في خضم اتهامات روسية لتركيا بخرق اتفاق سوتشي بشأن سوريا، وذلك بدعم مسلحين ينفذون هجمات على الجيش السوري والقوات الروسية.

وأجرى مسؤولون أتراك وروس جولة ثالثة من المحادثات في أنقرة أمس الخميس. ولم تتوصل جولتان سابقتان من المحادثات إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال التلفزيون الرسمي الروسي في وقت سابق أمس الخميس إن عسكريين أتراكا يستخدمون صواريخ محمولة على الكتف في محاولة لإسقاط طائرات عسكرية روسية وسورية فوق إدلب.

وبدعم جوي روسي لا هوادة فيه، تسعى قوات الأسد إلى استعادة السيطرة على آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة بشمال غرب سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستعادة الجيش السوري 20 بلدة وقرية في المحافظة.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]