هدم المنازل.. نهج إسرائيلي لتفريغ القدس من الفلسطينيين
لم تتوقف سياسة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية تجاه مدينة القدس المحتلة منذ عام 1967، في محاولة لإفراغها من أهلها الفلسطينيين، وتحويلها إلى مدينة ذات أغلبية يهودية.
وعززت سلطات الاحتلال إجراءاتها لتهويد المدينة المقدسة من خلال عدة أساليب، أبرزها هدم منازل المقدسيين، ووفق تقارير حقوقية، هدمت قوات الاحتلال 140 منزلاً فلسطينيا منذ بداية العام الحالي.
شهادات على الهدم
ويقول داود جهالين، الناطق باسم تجمع بدوي “أبو النوار” شرقي القدس، حول عمليات الهدم والتهجير الذى يتعرض لها المقدسيون، إن قوات إسرائيلية اقتحمت في 11/ 11/ 2019 عددا من التجمعات السكانية البدوية شرقي بلدة العيزرية، وشرعت بعملية تفكيك أربعة منازل مشيدة من الصفيح، ومصادرتها.
وأوضح جهالين أن عمليات الهدم شملت تجمع “أبو النوار، والمنطار، ووادي جمل”، وأن عمليات الهدم تمت بدعوى البناء دون ترخيص، وأن السكان لم يتسلموا أي إخطار سابق بنية سلطات الاحتلال الإسرائيلية هدم المساكن.
بينما المقدسي خالد فحام من حي الصوانة، شمالي شرق البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، فهدمت جرافات الاحتلال منزله وشردت أفراد أسرته أصغرها طفل في السابعة من عمره.
وقال فحام في حديث لـ”الغد” قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي حاصرت منزله في حوالي الساعة السابعة والنصف صباح الثلاثاء الموافق 10/29/ 2019، وشرعت جرافات بلدية الاحتلال بهدمه بحجة البناء دون ترخيص.
وأوضح الفحام أن منزله مشيد منذ عام 1966، أي قبل الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس، وتبلغ مساحته حوالي (100) متر مربع، ويقطنه وزوجته وأبناؤه الأربعة”.
تطهير عرقي ممنهج
وحول عمليات الهدم قال الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشؤون المقدسية راسم عبيدات: “عمليات الهدم المستمرة في مدينة القدس لم تتوقف يوما، بل تتواصل بوتيرة متسارعة تحت حجج وذرائع البناء غير المرخص، ولعل التقرير الذى كشف مركز “بتسيلم” الإسرائيلي أنه منذ بداية العام الحالي وحتى الآن تم هدم 140 منزلا فلسطينيا، يدل على مدى هذه الجريمة الإسرائيلية المنظمة ضد مدينة القدس بهدف تفريغها من الفلسطينيين لصالح المستوطنين، في حين أن معدلات الهدم السنوي ما بين أعوام 2004 – 2017، وصلت لنحو 54 منزلا سنويا “.
وذكر عبيدات في حديث لموقع قناة “الغد” ، أن جزءا من عمليات الهدم جرى من خلال إجبار المقدسيين على هدم منازلهم بأيديهم، للإمعان في إذلالهم وكسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم.
ولفت عبيدات إلى أن بلدية وداخلية الاحتلال وحكومتهما تمارس التطهير العرقي بحق المقدسيين، من أجل قلب الواقع الديمغرافي في مدينة القدس لصالح المستوطنين، وجعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال وفق صفقة القرن الأمريكية.
هدم 140 منزلاً
وكان مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسليم” قد سجل ارتفاعا حادا في هدم المنازل الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة بداعي البناء غير المرخص، حيث تجاوز عدد المنازل التي هدمتها السلطات الإسرائيلية خلال العام 2019 ما هدمته في أي سنة خلال السنوات الـ 15 الأخيرة.
وأوضح أنه في الفترة ما بين السنوات 2004-2018 هدمت السلطات الإسرائيلية ما معدله 54 منزلاً سنوياً في القدس الشرقية، أما عدد المنازل التي هدمتها منذ بداية العام 2019 وحتى نهاية شهر أيلول سبتمبر الماضي فقد بلغ 140 منزلاً.
واستناداً إلى المركز المذكور، هدمت سلطات الاحتلال 964 منزلاً في القدس الشرقية خلال الفترة منذ العام 2004 وحتى العام 2019، وهو ما أدى إلى ترحيل 3118 فلسطينيًا، بينهم 1671 قاصراً، دون مأوى.
وأجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة ذاتها 28 فلسطينياً على هدم منازلهم بأيديهم بينهم 10 خلال العام 2019.
