هشام فريد.. صوت مصري في إعلام الاحتلال

يقدر عددهم ببضعة آلاف، ولا يوجد إحصاء رسمي يحسم الجدل الدائر حولهم في هذا الشأن، ورغم وجود عدد كبير منهم منذ التسعينيات، إلا أن الحديث عن الجالية المصرية مازال يكتنفه بعض الغموض بالنسبة للحكومة وللشعب المصري.

هشام فريد أحد أعضاء الرابطة المصرية في إسرائيل، إعلامي مصري يعيش في الناصرة، التي تقع في منطقة الجليل، وجه معروف داخل إسرائيل، فهو مذيع في إذاعة الشمس، كما أنه مراسل لقناة i24news.

في مصر هناك من يعتبر أن المصري المقيم في إسرائيل «جاسوسا محتملا»، وهناك من يرى أنه خائن، ويشاع أن المصري هناك مواطن درجة ثالثة يعمل في مهن متدنية، يجيب الإعلامي هشام فريد عن ذلك، وعن المصاعب التي تواجه المصريين هناك ومطالبهم عبر حوار هاتفي مع «الغد».

الرحلة إلى إسرائيل

السؤال البديهي، الذي يتبادر للذهن للوهلة الأولى هو لماذا ذهب إلى إسرائيل؟ في البداية يؤكد فريد أن قصته تختلف عن قصص المصريين المتواجدين هناك، مشيرا إلى أنه مقيم هناك منذ 18 أغسطس/ آب 1994.

إسكندراني وحيد دون أخوة ميسور الحال، لذا لم يفكر بالذهاب للعمل في إحدى دول الخليج، التي تطلب من المقيمين هناك تقبل ظروف معيشية قد تكون صعبة، خصوصا مع وجود نظام الكفيل، بينما كانت تأشيرة السفر للدول الأوروبية غير متوفرة بسهولة.

يقول «عملت خلال التسعينيات في فندق هيلتون طابا في وقت كانت الدولتان في شهر عسل بسبب حكم رابين، كان المصريون يذهبون إلى إسرائيل دون تصريح سفر والعكس صحيح، قبل أن يتغير الحال في الوقت الراهن ويسمح فقط للإسرائيليين بالدخول بسهولة لمصر».

يسترجع الإعلامي المصري مشهد المصريين في طوابير ممتدة تقف أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وأمام القنصلية بالإسكندرية، الذي يصفه بأنه مشهد تسعيني لم يكن يدعو للدهشة.

كانت أول زيارة لإيلات الإسرائيلية خلال عمله بطابا، فقد كانت إيلات أقرب مكان يستطيع أن يحتسي فيه فنجان قهوته، أو يتبضع في وقت كان الطريق لشرم الشيخ غير ممهد.

في هذا الوقت كانت هوايته هي المراسلة، خصوصا لإجادته عدة لغات، كان يراسل أصدقاء من كافة كل دول العالم، ومنها إسرائيل، وذات يوم دعاه صديق إسرائيلي لقضاء عدة أيامفي قرية أبو غوش، وكان يملك مطعما هناك.

يتذكر أن صديقه أخبره بأن لديه مفاجأة في الغد في انتظاره، وفي صباح اليوم التالي اندهش عندما شاهد حافلة جميعها من المصريين في المطعم، وكان وفد من وزارة الزراعة يأتي كل شهر لتعلم الزراعة في إسرائيل.

رغم تردده في البداية، إلا أنه وافق في نهاية المطاف على عرض صديقه بالعمل معهم في المطعم، بعد أن أعطاه 3 أضعاف ما كان يتقاضاه في الفندق، ووجد أن «البقشيش» يصل بمرتبه لـ6 أضعاف «6 آلاف شيكل»، وهنا أرسل استقالته بالفاكس.

شعر أنه أول مصري سيقوم باكتشاف إسرائيل، لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور لديه، فيقول «كلما دخلت مطعما أو مقهى وجدت مصريا هناك، لدرجة أن بيوت الشباب هناك خصصوا غرفا كتب عليها للمصريين».

وهناك تعرف على أحد الإعلاميين وساعده زياد درويش ابن عم الشاعر الفلسيطيني محمود درويش ليلتحق بأول إذاعة عربية هناك تدعي «راديو الفين»، وكان أول مذيع ناطق باللهجة المصرية.

1382093_587098621348488_1418577747_n

واستضاف خلال عمله الإعلامي عددا كبيرا من الفنانين والمشاهير المصريين منهم نور الشريف وصفاء أبو السعود وآمال فهمي والشاعر أحمد فؤاد نجم وأنيس منصور وعدوية والراقصتان دينا ولوسي، ونوال السعداوي، وعن فكرة قبولهم للاستضافة في راديو إسرائيلي أكد أنهم لم يعترضوا فهم يستوعبون جيدا من هم عرب 48.

«مجمع التحرير» السر في الجنسية الإسرائيلية

399

رحلته الأولى لإسرائيل كانت سلسة، بينما رحلة المصريين المقيمين هناك عقب رغبتهم في العودة لإسرائيل بعد قضاء عدة أيام في مصر في الوقت الراهن لا تكون بمثل هذه السهولة.

العودة من إسرائيل لمصر لا يشوبها أي معوقات، لكونه يحمل الجنسية المصرية، لكن العودة مرة أخرى تتطلب حصوله على تصريح سفر من مجمع التحرير بوسط العاصمة المصرية.

يكاد يجزم أن 80% من المصريين، الذين حصلوا على الجنسية الإسرائيلية كان بسبب هذا التصريح، قائلا «الحكومة المصرية هي من دفعت المصريين للحصول عليها».

لا يوجد وقت محدد لاستلام التصريح، قد يستغرق الأمر شهرا أو 3 أشهر، لا أحد يعلم، ولا يوجد موقع أو رقم تليفون لمعرفة هل انتهى أم لا، وعلى المصريين من قاطني المحافظات الذهاب كل عدة أيام من محافظاتهم للقاهرة للاستفسار.

بنبرة يملؤها الدهشة، «أعرف شخصيا حالات هربت للسودان ومنها لإسرائيل، وهناك من خسر عمله، وهناك من سجن بسبب أن كان عليه مستحقات مالية هناك وتأخر بسبب التصريح» يقول فريد.

ويتساءل «إذا كان ليس لديه عائلة هنا، ولا أملاك، وفي نفس الوقت أمامه فرصة للحصول على جواز السفر الإسرائيلي، الذي يتيح له دخول أي دولة في العالم ماعدا مصر.. فهل سيظل يتحمل مجمع التحرير؟».

يصف تصريح السفر بأنه تعنت غريب، فيشير إلى أن المصري المتزوج من إسرائيلية ولديه أولاد وقرر أن يقضي العيد في طابا فزوجته وأولاده يعودون، بينما هو عليه العودة للقاهرة والتقديم على تصريح وانتظار صدوره.

رغم اعتراض المصريين هناك على قرار الحكومة المصرية إسقاط الجنسية المصرية عن الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية، لكن فريد يقول إنهم ارتضوا بالأمر الواقع، فالقانون لا يمنع الحكومة المصرية من ذلك.

13662423_10153746357575872_1191533257_o

المصريون في إسرائيل

عدد المصريين قضية أثارت جدلا مؤخرا بعد تصريحات السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بأن ليس لدى الحكومة إحصاء محددا للعدد هناك، وهو ما يؤكد عليه، مشيرا إلى أن عددا كبيرا منهم لا يتعامل مع السفارة، ويرجع ذلك إلى انعدام الثقة كما يحدث مع المصريين في الخارج بشكل عام، ولافتا إلى أن المسجلين في السفارة نحو 200 فرد -علم الرقم من كشوف الانتخابات- بينما من يعيش هناك نحو 3 آلاف مصري.

يصنف المصريين هناك لثلاثة أنواع، الأول المقيم غير الشرعي، وهدفه تجميع أكبر قدر من المال ثم العودة لبلاده، النوع الثاني وهو منهم، مقيم إقامة دائمة لديه كافة الحقوق والالتزامات، يتمتع بتأمين صحي ويدفع الضرائب وينتخب رئيس البلدية، يختلف عن الإسرائيلي فقط في أنه لا يصوت في انتخابات الكنيست، بينما النوع الثالث الحاصل على الجنسية الإسرائيلية وسقطت عنه الجنسية المصرية.

«الجنسية هي ورقة لكن الانتماء شعور».. شعار يؤمن به، يضرب المثال على العالم أحمد زويل الحاصل على الجنسية الأمريكية، والسير مجدي يعقوب الحاصل على البريطانية، متحديا أن يشكك أحد في مصريتهم.

«المشكلة في الانتماء، هناك من يشكك في انتمائكم لمصر حتى إذا لما تحصلوا على الجنسية الإسرائيلية يكفي العيش هناك.. ما ردك؟»، سؤال طرحناه عليه ليجيب، «ولماذا لا يتم التشكيك في الحاصلين على الجنسية الأمريكية، فإسرائيل ليست الابنة المدللة لأمريكا، بل هي أمريكا نفسها، هناك 23 مليون يهودي، و5 ملايين فقط في إسرائيل، وهم أكثر صهوينية من إسرائيل».

13647071_10153746357500872_1404764641_o

وقال إن تواجده هناك لا يمنع من توجيه انتقادات لإسرائيل، فخلال لقائه مع  السفير الإسرائيلي في القاهرة في أثناء مسلسل حارة اليهود، رد على السفير عندما قال له إنه يشعر أن المصريين لا يحبونهم، قائلا «يحبوا مين أنت تقدر تحب هتلر؟ تحب النازيين؟ إحنا شفنا منكم بلاوي بحر البقر وست حروب».

لكنه يؤمن رغم ذلك أن الموضوع متوقف على الزمن، قائلا «إن البريطانيين احتلوا مصر 84 عاما، قتلوا عددا كبيرا من المصريين، ولم ينس المصريون مذبحة دنشواي، لكن ماذا حدث بعد ذلك».

يعود ويؤكد أنه منتمي لمصر وحريص على المشاركة في الانتخابات، كما أنه احتفل بثورة 25 يناير، قائلا «كنت أشعر بالفخر وأنا في شوارع إسرائيل، كانوا يسمونها هنا ثورة يناير العظيمة، عندما كانوا يعرفون بأنني مصري كانوا يقولون لي نعرف ميدان التحرير؟».

180598_151770768214611_4661791_n (2)

جاسوس محتمل

اتهامات أخرى عليه دائما مواجهتها وتقديم إجابة لها، منها أنهم يصنفون بأنهم خطر على الأمن القومي، لكنه يرى أن طفلا لا يتعدى 16 عاما ومعه إنترنت في غرفة مغلقة قد يكون خطرا على الأمن القومي، مثل الهجوم الذي حدث واخترق أجهزة البنتاجون.

يعترض على من يراه جاسوسا محتملا، ويؤكد أن المعلومات العسكرية لا يعرفون عنها شيئا، موضحا أن إسرائيل لا تحتاج لجواسيس في هذا الشأن، فتستطيع أن تعرف من المورد نفسه وهو الولايات المتحدة، بينما الحالة الاقتصادية والاجتماعية فيكفيهم مشاهدة التوك شو.

ويتحدى أن يكون أي جاسوس من السابقين كان يعيش داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن إغراء أي جاسوس يكون أما عن طريق المال أو الجنس وهما متوفران للمصريين هناك.

Capture

يتعجب من الهجوم على المصريين هناك رغم أن هناك عددا من الشخصيات المصرية زارت إسرائيل منهم أحمد زويل، الذي كرم في جامعة بن جوريون، ويشير إلى أن هناك مصريين يأتون للعلاج منهم هشام مصطفي خليل، نجل رئيس الوزراء المصاب بشلل، ولافتا إلى أنه عندما علم بوجوده في المستشفى زاره عام 1995 في أحد مستشفات تل أبيب وقدم له الورد.

على مستوى الدول العربية خاصة، يرى أن العلاقات مع إسرائيل لم تنقطع، لكنها دائما ما تكون في الخفاء، كعلاقة رجل بامرأة لعوب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]