هكذا تعايش العالم مع الوباء في 2020
يقترب العام 2020 من الانتهاء، بعد أن ترك بصمة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة العالم، فخاب ظن المتفائلين الذين خرجوا للاحتفال ببدئه، بعد أن تفشى فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم، متحولا إلى وباء عالمي.
ورغم تزايد الإجراءات الاحترازية وتطبيقها بكل صرامة، وتعامل معظم الدول بحزم في مواجهة كوفيد 19، إلا أن كل الأسلحة المتاحة لم تستطع أن تمنع الفيروس من التفشي، ومهاجمة الأجهزة المناعية للبشر، فازدادت أعداد الإصابات والوفيات حول العالم.
يودّع العالم 2020، بعد أن رسم مشاهد قاسية ومؤلمة في المخيلة، فكان الجميع ينتظرون إما أدوارهم في طابور كورونا، أو أن يفقدوا أحباء ومقربين لهم، في الوقت الذي لم تتمكن فيه الأنظمة الصحية حول العالم من السيطرة على الوباء، معلنة هزيمتها لكن هناك آمال بأن تشهد 2021 انفراجة عالمية في مواجهة الأزمة، وأن يكون الاحتفال برأس السنة الجديدة بداية جديدة في عالم لا يخشى كورونا.
ظل فيروس كورونا يتلاعب بالعالم، ويتنزه من دولة إلى أخرى، يقرر أن يرفع أعداد الإصابات في منطقة، ويصل بها إلى الذروة، ثم يقرر أيضا أن يقل تأثيره، فتخرج قرارات الخروج من العزل، وفتح نطاق الدول التي بدأت في التعافي، ليعاود الهجوم من جديد، وتتوقف مظاهر الحياة من جديد.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن إصابات كورونا الأسبوعية سجلت أعلى مستوى منذ بدء الجائحة، وأن نصف الإصابات في الأمريكتين.
وتظهر البيانات استمرار اتجاه تزايد الإصابات هذا الشهر مع بدء عمليات التطعيم في بعض البلدان.
وقالت المنظمة ومقرها جنيف في تقريرها الوبائي الأسبوعي، إن الحالات الجديدة زادت 6% أو 4.6 مليون في الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر، وزادت الوفيات الجديدة 4% أو حوالي 79 ألفا في نفس الفترة.
أكثر 3 دول تأثرا بفيروس كورونا
تعاني الولايات المتحدة، التي تحتل صدارة قائمة الدول الأكثر تضررا من كورونا، بعدما اقتربت الإصابات من حاجز الـ 19 مليون حالة، فهي البلد الأول في العالم على صعيد أعداد الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس.
ووفقا للإحصائيات فإن أعداد الإصابات والوفيات في جنوب كاليفورنيا حطمت الأرقام القياسية، حيث بلغت أقسام العناية الفائقة طاقتها القصوى.
وعلى سبيل المثال فإن لوس أنجلوس البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة تعاني من نقص الأسرة جراء تزايد معدلات الإصابة في البلاد.
لكن على الرغم من تلك المعاناة، فإن الولايات المتحدة تأمل في التخلص من ذلك الكابوس، بعدما أعلنت عن انطلاق حملة تلقيح واسعة النطاق في هذا البلد، ترمي في مرحلة أولى إلى تلقيح 20 مليون شخص خلال ديسمبر الجاري.
كما تحاول أمريكا استخدام أكثر من سلاح في مواجهتها كورونا، فلم تعتمد فقط على لقاح شركة فايزر، لكنها أعطت الضوء الأخطر للقاح موديرنا.
وبدأت الشركة العمل على لقاحها في يناير 2019، بالتعاون مع المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، وقد تلقت 2,5 مليار دولار من التمويل العام.
ووعدت “موديرنا” بتوزيع 20 مليون جرعة بحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2020 ثم 80 مليونا إضافية في الربع الأول من 2021 و100 مليون أخرى في الربع الثاني.
وتأتي الهند في المرتبة الثانية بعدما سجلت أكثر من 10 ملايين إصابة بفيروس كورونا،
وظهرت أول إصابة في الهند 30 يناير، وظلت الأمور تسير بشكل طبيعي دون أن تتعرض البلاد لأي أزمة، ولم تتخط حالات الإصابة عتبة الـ100 إلا في منتصف مارس من العام الجاري.
وعلى الجانب الآخر كان الوباء يتفشى في أوروبا، فعلى سبيل المثال سجلت إيطاليا في تلك الأثناء 24 ألف حالة إصابة و2000 وفاة، فيما سجلت فرنسا 5500 إصابة و150 وفاة في فرنسا.
وفي 25 مارس 2020، بدأت الهند في اتخاذ التدابير الاحترازية، وفرض العزل على المستوى الوطني، وذلك حتى لا يضرب الوباء البلاد.
لكن الملفت أن الهند تعرضت لـ3 موجات من فيروس كورونا، فكلما تراجعت الإصابات في البلاد، تدخل في موجة أخرى.
وفي منتصف نوفمبر الماضي خرج كبير مسؤولي الصحة في مدينة نيودلهي متحدثا عن أن أحدث موجة من الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العاصمة الهندية، والتي أودت بحياة المئات وزاد خلالها عدد من دخلوا وحدات الرعاية المركزة، تجاوزت ذروتها.
كانت البرازيل الدولة الثالثة الأكثر تأثرا بالوباء، على الرغم من أن فيروس كورونا المستجد استغرق وقتا طويلا قبل أن يضرب البلاد، وفي ذلك الوقت كانت منطقة أمازوناس الأكثر تضررا خلال الموجة الأولى من الفيروس، لدرجة دفعت المسؤولون في البلاد للحديث عن احتمال نفاد مخزون التوابيت في المنطقة.
وفي وقت الذروة وصلت البرازيل إلى المرتبة الثانية في ترتيب الدول الأكثر إصابة بالوباء، قبل أن تتراجع إلى الترتيب الثالث، تاركة مكانها للهند.
والمفارقة أن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو متخوف من بدء تلقيح السكان ضد كورونا، فعلى الرغم من اعتماد بلاده لقاح “كورونافاك” الذي يُنتجه مختبر “سينوفاك” الصيني، فإنه تحدث عن أن الاندفاع لبدء تلقيح السكان ضد فيروس كورونا المستجد غير مبرر، كما أكد أنه لن يتلقى اللقاح.
حفر عام 2020 في الأذهان بعض التواريخ المرتبطة بفيروس كورونا المسجد لا يمكن أن تنسى، ففي 11 فبراير أطلقت منظمة الصحة العالمية على الفيروس اسم سارس- كوفيد-2، كما أطلقت على المرض الذي يسببه الفيروس كوفيد-19. وبعد شهر، أعلنت أن فيروس كورونا أصبح جائحة.
وفي 15 فبراير، سجلت أوروبا أول حالة وفاة جراء الفيروس، والتي كانت تعود لسائح صيني وصل فرنسا في يناير، وفي 23 من الشهر نفسه اتخذ قرار بتطويق 11 مدينة إيطالية لاحتواء الفيروس.
و في 27 فبراير قررت السعودية تعليق رحلات العمرة.
وفي 10 مارس أصبحت إيطاليا أول دولة في الغرب تفرض إجراءات إغلاق شاملة لللتصدي لفيروس كورونا، وفي اليوم التالي قررت الولايات المتحدة الأمريكية حظر دخول الأوروبيين، وبعدها بيومين أعلنت أمريكا حالة طوارئ عامة.
وفي الشهر نفسه بدأت الدول في إجراءات غلق الحدود للسيطرة على الوباء.
وعلى المستوى الرياضي، تقرر تأجيل أولمبياد طوكيو لمدة عام حتى عام 2021، وذلك يوم 24 مارس.
وفي أبريل، وبينما تعاني أوروبا من ارتفاع كبير في أعداد الإصابات، أعلنت الصين في اليوم الثامن من الشهر إلغاء القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية.
وفي 14 أبريل، هاجم الرئيس الامريكي دونالد ترامب منظمة الصحة العالمية، وقرر تعليق تمويلها.
وفي 16 مايو، بدأ العالم يستبشر خيرا بعدما أعلن الدوري الألماني لكرة القدم أنها أول رابطة رياضية رئيسية لكرة القدم تستأنف اللعب بعد إجراءات الاغلاق، بدون جمهور وفي ظل بروتوكل نظافة صارم.
وفي 29 مايو أعلن ترامب انسحاب أمريكا من منظمة الصحة العالمية.
وفي 7 يوليو، يقرر الفيروس مهاجمة قادة العالم، ليصبح الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو يصبح أول رئيس على مستوى العالم يصاب بالوباء.
وفي 8 ديسمبر، أصبحت بريطانيا أول دولة تبدأ التطعيم بلقاح فايزر/بيونتيك ضد فيروس كورونا.
وفي 17 ديسمبر، أصيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفيروس كورونا.
ويقترب العالم من تسجيل 80 مليون إصابة بكورونا، فيما بلغت نسبة التعافي ما يقرب من 56 مليون حالة، بينما تفترب الوفيات من تسجيل 2 مليون حالة.