نشرت خلال الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدة مقاطع فيديو تظهر قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء استخدامها الرصاص الحي ضد منفذي عمليات الطعن.
وازدادت خلال الأيام الماضية الحالات التي لا تتوانى فيها قوات الاحتلال عن قتل منفذي عمليات الطعن، وبعض تلك العمليات تم توثيقها بالفيديو، ولكن هل هذا يعطي مبررا لقوات الاحتلال باستخدام الرصاص الحي؟
نشر يوم 3 تشرين أول/ أكتوبر، مقطع فيديو يظهر قيام شرطة الاحتلال بتنفيذ عملية إعدام ضد شاب فلسطيني بإطلاق النار عليه سبعة مرات، بتهمة قيامه بطعن مراهق إسرائيلي.
وفي اليوم الذي يليه، نشر مقطع فيديو جديد لعملية الإعدام، يظهر فيه مستوطنون إسرائيليون يلاحقون ويهينون الشاب الفلسطيني، الذي كان يسير بسرعة على سكة القطار في القدس الشرقية المحتلة، وفي لحظة معينة يتجه الشاب إلى سيارة شرطة فيقوم أحد عناصر شرطة الاحتلال بإطلاق سبع طلقات نارية تجاهه بشكل مباشر.
ونشر يوم 11 تشرين أول/ أكتوبر، مقطع فيديو جديد يظهر بوضوح أكبر، “إذ أن الشاب الفلسطيني كان يمشي على سكة القطار في القدس الشرقية، وكان بعض المستوطنين الذين يلاحقونه يصرخون “اقتلوه اقتلوه”، وفي لحظة معينة نرى الشاب الفلسطيني يقوم بحركة كأنه يريد مهاجمة المستوطنين بشيء ما، ثم يتراجع ويعبر سكة القطار، ويلوح مرة أخرى بشيء يشبه السكين في وجه عناصر الشرطة الإسرائيلية، وكان أحد عناصر الشرطة يوجه سلاحه نحو الشاب، فيما كان المستوطنون يصرخون “لماذا تحمل غاز الفلفل؟”، “أطلقوا عليه النار”، وفي تلك اللحظة أطلق أحد عناصر الشرطة النار تجاه الشاب بشكل مباشر”.
فيما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، أن “الشرطة كانت مجبرة على إطلاق النار تجاه الشاب الفلسطيني، لأنه يمثل خطرا مباشرا على المدنيين الإسرائيليين، ولأنه رفض إلقاء السكين رغم أوامر الشرطة، وعندما يرى الشرطة أن حياتهم أو حياة المدنيين في خطر فإنهم مخولون بإطلاق النار”.
وفي يوم 9 تشرين أول/ أكتوبر، نشر مقطع فيديو يظهر تدخل شرطة الاحتلال بحق سيدة تحمل سكينا في مدينة العفولة الواقعة شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وأطلق عناصر شرطة الاحتلال النار على السيدة بشكل مباشر بتهمة محاولة طعن جندي إسرائيلي.
ويظهر في الفيديو توجه العديد من عناصر الشرطة نحو السيدة وأمروها بإلقاء السكين الذي كانت تحمله في يدها اليمنى، ولم تنصاع السيدة للأوامر، ولكن يبدو خلال المقطع أنها لم تكن تمثل خطرا مباشرا، لأنها على بعد أمتار من شرطة الاحتلال، الذين كانوا يوجهون السلاح نحوها، غير أن شرطة الاحتلال لم تتردد في إطلاق النار عليها بشكل مباشر.
وفي حادثة أخرى، نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوضح رد شرطة الاحتلال على هجوم شاب فلسطيني بالسلاح الأبيض في القدس الشرقية المحتلة، إذ كان عناصر شرطة الاحتلال يقومون بدورية تفتيش أمام باب دمشق عندما قفز الشاب على أحدهم وطعنه عدة مرات بالسكين، وأطلق عناصر الشرطة نحو عشر رصاصات على الشاب الفلسطيني.
وتتهم منظمة العفو الدولية، إسرائيل باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، وحثت المنظمة في بيان أصدرته مؤخرا، السلطات الإسرائيلية على إعلان قواعد استخدام الشرطة والجيش للأسلحة النارية.
وطالبت أيضا المسؤولين الإسرائيليين بأن يعطوا تعليمات لعناصر الشرطة والجيش كي لا يستخدموا الرصاص الحقيقي، وخصوصا عيار 22، إلا في الحالات التي تستحيل فيها الحماية من التهديد بالموت المباشر أو إصابات بليغة، وأي استخدام للقوة يجب أن يكون في حالات الضرورة المطلقة، وأن يكون متناسبا بشكل صارم وأن يكون بهدف مشروع طبقاً للقانون الدولي.
وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل شبه يومي هجمات بالسلاح الأبيض منذ بداية تشرين أول/ أكتوبر الجاري، أدت إلى مقتل 4 إسرائيليين واستشهاد 26 فلسطينيا.
