في أول أيام عيد الأضحى المبارك يفضل أهالي شمال سوريا الاحتفال بالعيد فى المقابر لا سيما من فقدوا أبناءهم في المعارك الدائرة في تلك الناحية.
وتبدو مظاهر الاحتفال مكتملة في كل مقبرة من حيث الملابس الجديدة ومستحضرات وأطعمة العيد .
ويسارع الأهالي لزيارة المقابر حيث يرقد أحبابهم ليلقوا على رفاتهم السلام ويعايدونهم قبل الأحياء، هذا المشهد قد لا تجده إلا في الشمال السوري.
وتحضر أم خالد فجر كل عيد منذ سبع سنوات بكامل مستحضرات وسكاكر العيد في مقبرة ابنها دليل صاروخان الذي فقد حياته للدفاع عن المنطقة.
أمً خالد تقول إن ابنها استشهد منذ 7 سنوات وكان عمره وقتها 22 عام، وتكمل قائلة “كل عيد ومناسبة آتى لزيارته في قبره، وأحضر معي السكاكر والأطعمة كأنه معنا”.
ووسط آلاف من القصص والحكايات لدى الآباء والأبناء، لا يستطيع أبو محمد السيطرة على دموعه. ويقول “أنا وأمه وإخوته نأتي ونزوره ونقرأ له الفاتحة وأحضر معي السكاكر لزيارته”.
كل من جاؤوا في هذه المقبرة صباح عيد الأضحى، تنبض قلوبهم وتنادي بحياة أحبائهم. غالباً ما يعبرون عن أحزانهم العميقة بالبكاء وبالدموع، يحاولون جمع انكساراتهم ولا يعلمون كم من الوقت يحتاجون ليتخلصوا من شدة الألم الذي يسكن قلوبهم.