تتواصل التهديدات الإسرائيلية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، منذ استهداف الاحتلال نفق المقاومة على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي أدى إلى استشهاد 12 مسلحا، وإصابة 11 آخرى.
سلطات الاحتلال أعلنت عن نشر “منظومة القبة الحديدية” في مدينة تل أبيب والمناطق المحيطة بها، علاوة على البلدات القريبة من الحدود مع القطاع، تحسبا لأي سيناريو قادم من غزة.
والسؤال الذي يطرح الآن: هل الجيش الإسرائيلي معني بشن عدوان على قطاع غزة؟ وهل حركة حماس معنية بمواجهة مع إسرائيل في القطاع؟.
يقول عمر جعارة، الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، إن “كافة الحروب التي اندلعت على غزة هي من الجانب الإسرائيلي، وبالتالي التهدئة أو وقف إطلاق النار أو الهدنة التي كانت قائمة، انتهكتها إسرائيل لأسباب أو بدون أسباب”.
وأضاف جعارة، في حديثه مع “الغد”، “لا نريد أن نتجنا على الإسرائيليين، هم هواة حرب أم لا؟ نعم هم هواة حرب ولو تتبعنا الحروب على غزة، لوجدنا أن إسرائيل هي التي شنت تلك الحروب بسبب أو دون سبب”.
وتابع “هذه هي الحققية الماثلة، وتتبع مسيرة الحروب في الشرق الأوسط منذ عام 1967، تثبت أن إسرائيل متي تريد أن تهاجم فهي ستهاجم، ومتى لا تريد فلا تهاجم”.
وأوضح جعارة، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كانت بمنطق الدفاع عن النفس أمام الحروب الثلاثة التي شنتها إسرائيل على القطاع”، مضيفاً “هذا يعني أن إسرائيل إذا أرادت أن تحارب تحارب وقت ما تريد، وهذه الحقيقة ماثلة، وخاصة إذا توفر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية”.
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي، أن هناك أطرافا إقليمية تضغط على حركة حماس من أجل منع حركة الجهاد الإسلامي من أي مواجهة عسكرية مقبلة مع إسرائيل.
وفي السياق ذاته، رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن إسرائيل تحاول استدراج الفصائل الفلسطينية إلى مواجهة عسكرية، مستبعدا في الوقت ذاته أن تتدحرج حركتا الجهاد الإسلامي وحماس نحو مواجهة مع إسرائيل.
وأشار عوكل إلى أن المناخ العام في المنطقة كلها مناخ توتر وتوقعات حربية، خصوصا ما يجري في لبنان والسعودية واليمن وإيران، “هناك مايسترو يعمل في المنطقة، الأمريكان والإسرائيليون”.
وقال عوكل في تصريح لـ”الغد”، إن “إسرائيل غير معنية بإتمام المصالحة الفلسطينية، ولكن غير قادرة على إفشالها أمام مصر والولايات المتحدة اللتين تريدانها تمهيدا للعملية السياسية”.
وأوضح أن إسرائيل تريد التصعيد مع قطاع غزة لأمرين، “الأول هو لإفشال المصالحة الفلسطينية، وذلك في ظل التحرك السياسي للولايات المتحدة، لإضعاف الطرف الفلسطيني المفاوض خلال الجلوس على طاولة المفاوضات، الذي سيكون كامل الصلاحيات والتمثيل، إسرائيل تريد الطرف الفلسطيني منقسما وضعيفا”.
الأمر الثاني للتصعيد مع غزة، يأتي في ظل توسع التحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعائلته، وبالتالي تعودنا في تلك المناسبات أن تهرب إسرائيل باتجاه إما الحرب أو الانتخابات المبكرة، وبالتالي التصعيد أو الانتخابات تشكلان مخرجا لنتنياهو من أزمته الحالية”.
واستبعد الكاتب الفلسطيني، أن تنجرف حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، مؤكدا أنهما حريصتان على عدم إعطاء ذريعة لنتنياهو لشن عدوان على قطاع غزة، واتهامهما بإفشال المصالحة الفلسطينية بسبب ذلك.
وأفادت وسائل اعلام عبرية، مساء اليوم الثلاثاء، بأن قوات الاحتلال نشرت “منظومة القبة الحديدية” في مدينة تل أبيب المحتلة والمناطق المحيطة بها، مشيرة إلى أن ذلك يأتي تخوفا من رد حركة الجهاد الإسلامي على استهداف النفق قبل أسبوعين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكر موقع “واللا” الإخباري العبري، بأن الكابينت الأمني نشر بطاريات القبة الحديدية على نطاق واسع، وذلك خلافًا لتوصيات رئيس الأركان غادي ايزنكوت.
وكان ضابط إسرائيلي كبير، قال: إن جيش الاحتلال متأهب ومستعد لأي سيناريو قادم من غزة، مشيراً لرد محتمل من المقاومة الفلسطينية على القصف الإسرائيلي للنفق التابع للجهاد الإسلامي مؤخرا.
وكشف الضابط الإسرائيلي في تصريحات نقلتها مواقع عبرية، أن الجيش شدد حراسته أيضا حول مستوطنات غلاف غزة -المحاذية للقطاع- خشية تسلل مقاومين وتنفيذ عمليات.
