يبدو أن التوافق بين تركيا وروسيا في الشمال السوري قارب على الانتهاء، إذ تؤشر المعطيات على الأرض إلى تصعيد محتمل بين الجانبين وسط توجه موسكو لكبح جماح نفوذ أنقرة.
وكشفت تقارير إعلامية سورية عن قيام موسكو بإعطاء الضوء الأخضر للقوات الكردية لقصف مواقع الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في ريف حلب، وذلك ردا على الهجوم الذي شنته المدفعية التركية على قرى خاضعة لنفوذ القوات الكردية بريف منبج.
وهو الهجوم المدفعي الذي أدى إلى استهداف آليات عسكرية روسية كانت تتجول قرب قرية قيراطة بريف منبج.
وقد يلقي الأمر بظلاله على اتفاق وقف إطلاق النار الجديد شمالي سوريا والذي دخل حيز التنفيذ مارس/ آذار الماضي.
يناقش ذلك ضيوف برنامج (مدار الغد)، من موسكو، الدبلوماسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، والدكتور سمير صالحة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول.
بداية قال فيتشسلاف ماتوزوف، إن المشكلة في شمال سوريا ليست روسية تركية بل إنها تركية أمريكية، مشيرا إلى أن روسيا عرضت على أطراف وقادة محادثات آستانة أن يجتمعوا في أقرب وقت.
وأضاف ماتوزوف، أن روسيا تريد أن تكون أمريكا طرفا في اتفاق حل الأزمة السورية، ولكن التناقضات الأساسية بين الأكراد والأتراك سببها ليس روسيا، بل عنوانها الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول، سمير صالحة، إن تركيا يجب أن تقطع المجموعات في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” علاقاتها بمجموعات حزب العمال الكردستاني، لأن هناك جهودا أمريكية في إشراك “قسد” أو من يمثلها في اللجنة الدستورية.
كما أوضح صالحة أن روسيا سبق وحاولت أن تستميل قوات سوريا الديمقراطية إلى جانبها بأكثر من ورقة عرضتها وقدمتها، مشيرا إلى أن أمريكا دخلت وقطعت الطريق على هذا التواصل.
كما أشار صالحة أيضا إلى أن الدخول الروسي على خط الوساطة بين دمشق وتل أبيب حول هضبة الجولان، وهو ما أغضب الإدارة الأمريكية مؤخرا ودفعت نحو التصعيد ضد إسرائيل.
وقال الباحث السياسي محمد نادر العمري، إن هناك اتفاقيات هشة نتيجة عدد من العوامل، أولها استمرار رهان قوات سوريا الديمقراطية على الولايات المتحدة الأمريكية، وثانيا الذهاب نحو مسعى القوات لإقامة إقليم منفصل داخل سوريا، وثالثا تزايد التدخلات الإقليمية والدولية وتعقيد المشهد بشكل عام.
وأوضح الباحث السياسي أن هناك حاجة ماسة لإجراء حوار مع الحكومة السورية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستصل إلى نتيجة ضرورة الانسحاب من سوريا.
ويرى محمد البنيان رئيس حزب الهيئة الوطنية العربية، أنهم في سوريا يرفضون التدخلات الأجنبة في شؤون بلادهم، والأطراف السورية يجب أن يتم التحدث معهم.
وأكد البنيان أن الحرب على تنظيم داعش الإرهابي ليست أولوية أمريكا في سوريا.
