هل تتجه إسرائيل نحو انتخابات رابعة وسط تردي الأوضاع الاقتصادية؟
لأول مرة منذ سنين ألغيت جلسة الحكومة الإسرائيلية المنعقدة عادة في أيام الأحد من كل أسبوع، وتبادل حزبي الليكود وكاحول لافان ” أزرق- أبيض” الاتهامات حول ذلك، فهل تتجه الأوضاع إلى انتخابات رابعة وسط تردي الأوضاع الاقتصادية؟
ويقول الليكود إن كاحول لافان يرفض مناقشة رزمة مساعدات بلورها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع وزير ماليته (الليكود)، يسرائيل كاتس بمبلغ 8 مليارات ونصف مليار شيكل.
بينما يعقب كاحول لافان وفق ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية العامة ” مكان”، بالقول إن الجلسة أُلغيت بسبب إصرار الليكود على عدم تطبيق الاتفاق الائتلافي، وفيما يخص رزمة المساعدات، أوضح الحزب أنها غير مكتملة بعد، وإن محاولة طرحها اليوم مناورة إعلامية غير مسؤولة ليس إلا.
وتبادل الطرفان الاتهامات بالسعي لإجراء انتخابات رابعة، الأمر الذي يعارضه المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني تداعيات جائحة كورونا.
خلافات نتنياهو وجانتس
وتعقيبا على أجواء الخلافات بين نتنياهو وجانتس قال سفيان أبو زايدة الباحث في الشأن الإسرائيلي: “إن الخلافات كبيرة جدا، فنتنياهو يفتعل هذه الخلافات من أجل أن يبقى رئيسا للحكومة دون أن يكون هناك تبادلية أو تسليم جانتس بعد عام مقاليد الحكم وفقا لاتفاق، ونتنياهو يحاول أن يضع العقبات، ضاربما مثالا بما حدث في قصة الموازنة التي يريدها نتنياهو حتى نهاية العام، فيما ينص اتفاق الحكومة على أن تكون الموازنة لمدة عامين”.
وأوضح أبو زايدة في حديث لقناة” الغد” أن كل الخبراء الاقتصاديين الذين استعان بهم جانتس أجمعوا أن تكون الموازنة لعامين أفضل لإسرائيل من أن تكون حتى نهاية العام، وبالتالي نتنياهو يفتعل ذلك، وهناك قضايا خلافية كثيرة، كلها نتج عنها أنه لأول مرة في تاريخ إسرائيل لا تعقد الحكومة جلساتها نتيجة عدم الاتفاق على جدول أعمال.
وبيّن أن الشارع الإسرائيلي متناقض، فهناك مظاهرات تطالب نتنياهو بالاستقالة وتغيير الحكومة والسياسة، من ناحية أخرى استطلاعات الرأي تعطي نتنياهو فوزا ساحقا على أي منافس آخر، وحزب الليكود فوزا كبيرا ولكن كتلة اليمين بشكل عام تستطيع وفقا للاستطلاعات أن تشكل حكومة دون افيغدور ليبرمان وبيني جانتس”.
أزمة مشروع ميزانية
والأزمة الحقيقية تنصب حول ميزانية الدولة حيث هدد الليكود بطرح مشروع ميزانية للعام الحالي فيما يصر كاحول لافان على تمرير ميزانية لمدة عامين كما ينص عليه الاتفاق الائتلافي.
ويشار إلى حال لم تتم المصادقة على مشروع الميزانية حتى 25 من الشهر الحالي فمعنى ذلك حل الحكومة والكنيست والتوجه إلى جولة انتخابية رابعة.
ويرى محللون أن نتنياهو غير معني بمواصلة الشراكة مع كاحول لافان، ظنا منه أنه قادر على الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات.
ومن المقرر أن تطرح كتلة ييش عاتيد- تيليم الإسرائيلية، على الكنيست يوم الأربعاء المقبل مشروع قانون يحظر على متهم بأعمال جنائية التنافس على رئاسة الحكومة.
وجاء في تفسير القانون، وفق ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، اليوم الأحد، أن ولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي”بنيامين نتنياهو” متهم بارتكاب جرائم خطيرة وفي مقدمتها الفساد وانعدام النزاهة تتناقض مع المعايير الأخلاقية الواجب توافرها في منتخبي الجمهور الإسرائيلي.
