تستمر الأزمة في ليبيا وفرصُ نجاح الحل السياسي التي تعززت في الفترة الأخيرة بعد التوافق على العديد من النقاط الخلافية.
بارقةُ الأمل في تحريك المياه الراكدة هي اتفاقُ وقف إطلاق النار، تعززه الدعوة من قبل وزير الخارجية في الحكومة الليبية عبد الهادي الحويج إلى إجراء لقاء بين حكومتي بنغازي والوفاق للوصول إلى حل سياسي.
ولم تقتصر جهود الوساطة لحل الأزمة الليبية على دول الجوار الليبي فقط، لكنها امتدت للعديد من القوى الدولية والإقليمية.
بداية الوساطة قامت بها باريس التي استضافت طرفي الصراع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج سعيا لتقريب وجهات النظر، ثم استضافت باليرمو الإيطالية اجتماعا آخر، قبل أن تدخل برلين على خط الأزمة بتنظيم مؤتمرها الذي انبثقت عنه أعمال ومسارات اللجان السياسية والعسكرية و الاقتصادية.
لكن الغريب في السنوات الماضية هو غياب الدور الأمريكي عن الصراع في ليبيا، فهل سيستمر هذا الغياب بعد تسلم جو بايدن مهام منصبه أم ستسعى الولايات المتحدة للعب دور أكثرَ في ليبيا؟
وقال الكاتب والمحلل السياسي الليبي الدكتور محمد الزبيدي، إن الأمر ليس بيد الشعب الليبي، وإن الكلمة بيد الأطراف الفاعلة، على حد قوله.
كما أكد الزبيدي أن هذه الأطراف أو الدول ما دامت لم تتفق على إيجاد مخرج للحلول في ليبيا أو تقاسم المصالح فإن الحلول السياسية لن تجدي نفعا.
وأشار إلى أن وجود السلاح المنفلت في أيدي الميليشيات في ليبيا يجعل الحلول السياسية بعيدة المنال.
في السياق نفسه، استبعد خبير الشؤون الفرنسية والأوروبية كمال طربيه، أن تأتي الأطراف الدولية المتورطة عسكريا في ليبيا، بحلول أو تسهيل إيجاد تسوية تعيد إلى هذه البلاد وحدتها.
وأوضح طربيه أن اعتذار نيكولاي ملادينوف عن منصبه كمبعوث أممي إلي ليبيا لا يبشر بالخير، مشيرا إلى أنه قد شعر بأن روسيا وتركيا لن تسهلا مهامه في ليبيا لذلك اعتذر عن هذه المسؤولية.
من جانبه قال المحلل السياسي عز الدين عقيل، إن ليبيا بانتظار سيطرة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وقد يسلم الملف برمته للاتحاد الأوروبي، وقد يساهم بالحل.
ومن بنغازي يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور ميلاد الجمالي، أن تركيا ستستفيد من الانفلات وبؤر الصراع على مستوى المنطقة، وتريد الاحتدام بين الأطراف الليبية.
ومن واشنطن قال الكاتب والمحلل السياسي أمير نبيل، إن إدارة بايدن تسعى لتحقيق قدر من الاستقرار في ليبيا، مؤكدا أن أمريكا قد تتوجه نحو الضغط على تركيا.
